أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - الوعي هو السبيل الى الحرية والاستقلال!














المزيد.....

الوعي هو السبيل الى الحرية والاستقلال!


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6989 - 2021 / 8 / 15 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين اختلي بنفسي من الضجيج الاجتماعي، واجلس على كرسي وفير الوسائد في البلكون الصغير المطل على محطة المترو، وأتأمل الناس المغادرة واخرين وصلوا، بهدوء وفي محيط ساكن مع قهوتي وسيكاري، واحاول ان أكتب شيئاً عن مشاكل البشر في بلداننا، وحين أقرب الصورة بالكامرة متمعناً الوجوه، قلما أجد وجها ضاحكا بين البالغين، الناس مهمومة، يدور في افلاكهم الكثير من المشاكل، تلك المشاكل التي أصبحت قاسما مشتركا للشعوب، حروب، فقر، مشاكل حرائق البيئة، الفساد، الاستغلال، الاستبداد، ومشاكل العائلة ومعاناة افرادها النفسية، حين تتعمق في مصدر هذه المشاكل، لا ترى الا نقص الوعي الذي هو مصدر جميع مشاكلنا الرئيسية. فيما عدا امراض الشيخوخة والموت والكوارث غير المتوقعة. بالإمكان معالجة جميع العوامل التي تؤجج هذه المشاكل بالإدراك والوعي الثاقب. ماذا يعني ذلك!
عندما تنظر الى نهر، تعلم إنك خارج النهر، تراه كيف يجري، وترى لونه وشكله وابعاده ومساره، وهذا يعني الادراك، ولكنك إذا رميت نفسك في النهر، يصعب ادراكه كما انت خارجه، ولكن سوف تشعر بالنهر كما لم تكن تشعر به وانت خارجه، تعي برودته وشدة جريانه اي تعطيك الشعور او إدراك الاحاسيس.
عندما ترى الالم لدى الاخرين، ليس كما تدركه وانت واقع فيه، عندما لا تريد ان تفكر بشيء معين، فأنك لن تفكر بغير ذلك الشيء! تأمل، فالتأمل اشارة للإدراك والوعي.. ان كل ما يجري حولنا من كوارث، التغير المناخي، الفيضانات، الحرائق، لا يتأثر بها الفضاء خارج كوكب الأرض. الادراك موجود دائما، كالفضاء موجود على الدوام.. ولكننا لا نعرف ما هو داخل الفضاء! اذن كيف نكون مع الفضاء؟ بالتأمل، ادامة تمييز الادراك هو احدى وسائل التأمل. ان نتائج التأمل هو تحرر العقل، الحرية الكاملة، عقل متحرر قابل للعمل، وكل ذلك يأتي من التأمل التمييزي الى ان تكتشف اشياء جديدة داخلك. عندما تكون مدركا لنفسك يزيد وعيك، وكل فكر او علاقة ترابط، يتواجد بها وعي (الحب، الالم، الذعر، البهجة ...).
إن مشاكلنا ناتجة عن حقيقة استمرار الأشياء الديناميكية في حياتنا، مثل الحرب والقمع والإبادة البيئية والاستغلال، مستمرة بالضرورة طالما أن عالمنا يسيطر عليه نظام تكون لهذه الأشياء فيها قيمة مربحة، والسلوك البشري مدفوع الثمن!! ان أساس كل جزء من الديناميكيات التي ذكرتها للتو هو نقص أساسي في الوعي البشري.
لماذا يُسمح للمرضى النفسيين بالتلاعب للوصول إلى السلطة والتأثير في حياتنا؟ لأن الناس ليسوا على إدراك ودراية كافية لحدوث ذلك التلاعب. التلاعب يأتي حين لا ندرك هدفه، سواء كنت تتحدث عن التلاعب الفردي أو التلاعب الجماعي عبر الدعاية الاعلامية. إذا كان البشر قادراً على إدراك ديناميكيات السلطة المسيئة بوضوح، فإن وعيهم بما يحدث سيحد من التلاعب ويجعله غير فعالاً، وسوف يستخدمون قوة أعدادهم لإلغاء ديناميكيات السلطة التعسفية.
إذا كان الناس على علمٍ ودراية كافية بما تفعله حكومتهم، وما تفعله الأحزاب، وما تفعله البنوك، وما يفعله الجيش والمليشيات، سينتفضون لإيقاف هياكل السلطة من العمل بالطريقة التي تعمل بها.
هذا هو السبب وراء بذل الكثير من الجهد لحماية سرية الحكومة، ونشر الدعاية الإعلامية، وتعزيز الرقابة على الإنترنت، وسجن بعض الصحفيين الاحرار اللذين يكشفون الكثير، باختصار، إنهم في الواقع يمنعون انتشار الوعي، حتى يتمكنوا من الاستمرار بالعمل في الظلام. إذا كان الناس على دراية كافية بمدى تعرضهم للسرقة من قبل الطبقة الحاكمة بشكل عدواني سافر وظالم، فسوف يستخدمون قوة أعدادهم لاستعادة ما سُرق منهم وإنشاء نظام أكثر إنصافًا. إذا كان الناس على دراية كافية بما نفعله لبيئتنا وما سيحدث لنا على المدى القريب إذا لم نتوقف، فإن الإبادة البيئية من أجل الربح لن تكون خيارا منطقيا!
لو أدرك الناس كمية الثروة والمعلومات والحرية التي يتم سلبها منهم كل يوم، دون سبب سوى إفادة الأقوياء، فلن يُسمح لهياكل السلطة القائمة بالوجود بعد الآن. لو يعلم الناس بمدى تصنع نظام المال والاقتصاد لدينا فعلياً، فسيغيرونه إلى نظام لا يسمح للبشر بالجوع والموت بسبب عدم وجود أرقام خيالية كافية في حساباتهم المصرفية! لو أدرك الناس مدى التمييز العنصري عند التعيينات، والتمييز الجنسي، والتحيز المذهبي، خارج اطر الشعور الإنساني والعدالة، فإن جميع أشكال الظلم وعدم المساواة التي تسببها تلك التحيزات ستتبدد. لو أدرك الناس صدمات التعليم منذ الطفولة الى التخرج، والتكييف الفكري التي زرعت فيهم، فسوف يعالجون تلك الصدمة ويبدأون في التحرك بانسجام للتغيير.
جميع مشاكلنا الرئيسية ناتجة عن نقص الوعي ويمكن حلها فقط عن طريق زيادة الوعي. هذا هو السبب في الدعوة الى محاربة الدعاية، ومعارضة الرقابة والملاحقة، وحماية حريات الصحافة المستقلة، وكشف حقيقة ما يحدث بالفعل في عالمنا، أمر في غاية الأهمية. إذا كان لدينا مثل هذا الوعي بشكل جماعي، فسيكون من السهل معالجة مشاكلنا المتبقية، بدون نظام يتم فيه امتصاص جميع الموارد من الأكثر احتياجاً لصالح الأقوى، ونتمكن من رعاية المرضى بشكل أكثر فعالية، والاستجابة للكوارث الطبيعية بشكل أكثر فعالية. لو وعينا لكل ذلك، لجعلنا ارضنا فردوساً ومنعنا فيه صيد البشر!



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!
- السلاح الإعلامي الأمريكي والغربي يستهدف عقولنا
- استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت
- الليبراليون الغربيون دعاة حرب!
- جدلية الانسان والخالق
- الكاظمي امام تحدي الدولة العميقة
- تداعيات انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق
- الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير
- متى تنال الخرفان حريتها؟
- الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟


المزيد.....




- ترامب يختار سناتور أوهايو جي دي فانس لمنصب نائب الرئيس في ال ...
- ترامب يحصل على أصوات كافية ليصبح مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة ...
- زفاف أمباني -الحدث الأكبر على الكوكب- ونهاية مؤثرة لمحاكمة ب ...
- كيف تفاعل السوريون مع رابع انتخابات برلمانية تشهدها البلاد م ...
- -جثث مقطعة ومحترقة ملقاة على الأرض-: نحو 80 قتيلاً فلسطينياً ...
- بطولتان مثيرتان للطائرات الورقية وركوب الأمواج في ساليناس بج ...
- جاؤوا لحضور مباراة كأس أمم أوروبا فكان الموت بانتظارهم.. مقت ...
- محاولة اغتيال ترامب.. هل بمقدور أمريكا تجنب العنف السياسي؟
- عقوبات أوروبية على -مستوطنين متطرفين- وكيانات إسرائيلية
- أرمينيا.. انطلاق مناورات -إيغل بارتنر 2024- بالشراكة مع الول ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رياض اسماعيل - الوعي هو السبيل الى الحرية والاستقلال!