أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لغة المسرحية الفصحى والعاميّة














المزيد.....


لغة المسرحية الفصحى والعاميّة


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 13:02
المحور: الادب والفن
    


في كتابه (فن الشعر) ناقش أرسطو ستة مكونات أو أجزاء للتراجيديا هي (1) الحبكة وقُصد بها الأحداث و(2) الشخصية
وقُصد بها الشخص الذي تمر به الأحزان أو يكونها (3) اللغة وقُصد بها الواسطة التي تعبر بها الشخصيات عن أفكارها (4) الفكر وقُصد به كل ما يقال به معنى شمولي (5) المرئيات وقُصد بها كل ما يرى من قبل المتفرج وخصوصاً مكان الأحداث (6) الغناء وقصد به الأوزان الشعرية للغة وإيقاعاتها مما يسر اذن المتفرج.
واستنادا الى العديد من الصادر فان كتاب المسرحية الاغريقية (اسخيلوس وسفوكليس ويوربديس وارستوفانيس ) كانوا يكتبون مسرحياتهم بالشعر حيث كان الشعر من شروط كتابة المسرحية كما كان الجمهور يتذوقها ويقبلها على هذا الشرط واستمر الحال كذلك ، وعندما ظهر التيار الكلاسيكي الجديد في فرنسا حيث كتب (كورني) و(راسين) مسرحياتهم بالشعر أيضاً وحذا حذوهم (موليير) في مسرحياته الكوميدية وإن كانت لغته أقرب الى النثر، في انكلترا كتب (شكسبير) جميع مسرحياته بالشعر وحتى الكوميدية منها ولذلك سمي (شاعر الدراما) وعندما ظهرت المسرحيات الرومانتيكية، وكان كل من (شليغل) و(تيك) الالمانيين من أبرز كتّابها حيث كتب أيضا بلغة شعرية مع ميلها الى الكتابة النثرية التي لم تتحقق إلا عند ظهور المسرحية الواقعية على يد (هنتريك أبسن) أولاً
كان جميع الذين كتبوا مسرحياتهم باللغة الشعرية ويعتقدون بان الفن المسرحي يحقق المثال ولا يتحقق هذا المثال إلا بالشعر لأن النثر هو لغة العامة وهو اللغة الأرضية وليس لغة الروح والجمال المثالي ولا اللغة الشعرية هي التي ترفع ذائقة الجمهور الى مستوى أعلى ولكن عندما ظهر المسرح الواقعي والتزامه بالتعبير عن الواقع بكل تفاصيله وإن اللغة النثرية- الكلام في الحياة اليومية هو جزء من الواقع وليس من المثال ترك المسرحيون الواقعيون لغة الشعر لكي يحققوا مصداقية أعمالهم ويقنعوا بها جمهور المسرح الذي أصبح مختلفاً في تقبّله للعمل المسرحي وتقييمه له، وان لغة النثر هي إحدى عوامل الاقناع ، بيد أن الرمزيين من المسرحيين والذين برزوا بعد حوالي ثلاثين سنة من ظهور الواقعيين، عادوا الى اللغة الشعرية في كتابة مسرحياتهم وربما مع اختلافات قليلة في اأوزان الشعرية وإيقاعاتها، وذلك اعتقاداً منهم بان اللغة الشعرية وحدها ببلاغتها ورموزها قادرة على التعبير عن لاوعي الإنسان ومكنوناته الخفية وأعماق روحه.
هكذا تنوعت لغة المسرحية عبر العصور وهكذا بقيّ التنوع في العروض المسرحية التي تتناول أنواع المسرحيات أدبياً كالتراجيديا والكوميديا والميلودراما والفالس وجمالياً الكلاسيكية والرومانتيكية والواقعية والرمزية وغيرها من الأنواع، ولكي يتقبل الجمهور اللغة الشعرية في العرض المسرحي حاول عدد من المخرجين تطويع تلك اللغة وتقريبها من لغة النثر وذلك بتجاوز صفات الوزن والقافية والايقاع وموسيقى الشعر، كما فعل الإيطالي (زفريالي) عندما أخرج مسرحية شكسبير (روميو وجوليت) لفرقة مسرح (اولدفيك) في لندن، وكذلك عندما حاول المخرج العراقي (إبراهيم جلال) أن يفعل عند إخراجه لمسرحية عادل كاظم، (المتنبي) والتي اعتمد في معظم حواراتها على قصائد الشاعر العربي الكبير.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات عن مسرح الرشيد
- ذكريات عن مسرح الرشيد 2
- مسرحيات كتبها كتّاب وشعراء غير مسرحيين ولم تُنتَج على المسرح ...
- مسرحيات كتبها كتاب وشعراء غير مسرحيين ولم تُنتَج على المسرح
- حول المسرح البديل؟!
- مسرح المقهورين
- اختفاء حركة النقد المسرحي في بلادنا
- في الفن المسرحي التبرير المنطقي مطلوب
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير) 2
- لقاءاتي مع (وليام شكسبير)
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 1
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 3
- نماذج مختارة من التجديد والتجريب في المسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !! 2
- شكراً للذين وثّقوا للمسرح العراقي 2
- (الباليه) فن درامي !!
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 5
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 4
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة
- السينوغرافيا كمفهوم وكحركة 2


المزيد.....




- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - لغة المسرحية الفصحى والعاميّة