أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - مود مولر للشاعر جون غرينليف وايتر














المزيد.....


مود مولر للشاعر جون غرينليف وايتر


محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)


الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 19:59
المحور: الادب والفن
    


مود مولر
جون غرينليف وايتر
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

في يوم من أيام الصيف، مشطت مود مولر
المرج الجميل من التبن
وتحت قبعتها الممزقة ثمة ثروة تشع
بجمال بسيط وصحة ريفية واضحة
غنت واشتغلت وردد صدى فرحها السعيد
طائر يحاكي غناءها من الشجرة
ولكن عندما رمقت المدينة البعيدة المبيضة
من منحدر التل المطل عليها أسفلا
ماتت الأغنية الجميلة، وسيطر عليها قلق غامض
وخيم على صدرها شوق ليس له اسم
ورغبة دفينة لم تتجرأ يوما على امتلاكها
في أن تجرب شيئا أفضل لم تعرفه من قبل.

سار القاضي ببطء على الممر
ولاطف بيده حصانه الكستنائي اللون
وسحب لجامه في ظل أشجار التفاح
ليحيي الصبية ، ويسألها كأسا من الماء المتدفق من الينبوع
خلال المرج عبر الطريق.

انحنت فوق النبع البارد المنبثق
وملأت له كأسا معدنية صغيرة
واحمرت وجنتاها وهي تقدمها له وأطرقت أسفلا
ونظرت إلى قدميها العاريتين وثوبها الممزق.

قال القاضي: شكرا لك! أحلى كأس ماء
من أجمل يد لم ترتعش يوما،
وحدثها عن العشب والزهور والأشجار،
والعصافير المغردة والنحل الطنان،
ثم تحدث عن تجميع التبن،
وتساءل إذا كان الغيم في الغرب سيجلب طقسا سيئا.

ونسيت مود ثوبها الممزق،
وكاحلاها الرشيقين العاريين البنيين،

وأصغت مود وظهرت عليها دهشة ممتعة
نظرت بعينيها ذات الرموش الطويلة

وأخيرا ، و كمن يلتمس عذرا عبثيا
اعتذر و امتطى حصانه وركب بعيدا

نظرت مود مولر وتنهدت قائلة:هل فعلا أنا؟
أيمكن أن أكون زوجة القاضي؟
سيلبسني الحرير الناعم
ويمتدحني ويغازلي وهو يحتسي النبيذ.

سيرتدي والدي معطفا واسعا من القماش
سيبحر أخي بقارب ملون
سألبس أمي أروع الثياب وأبهاها،
وسيكون للطفل لهبة جديدة كل يوم

سأطعم الجائعين وألبس الفقراء
وسيباركني كل من يغادر بابنا

نظر القاضي خلفه وهو يتسلق التلة،
ورأي مود مولر ماتزال واقفة،
هيئتها أكثر جمالا ، وجهها أكثر حلاوة
ومن حظه السعيد أنه قابلها.

جوابها المتواضع ، وروحها المرحة
يظهران حكمتها ورجاحة عقلها وجمالها.

لا شك أن هناك توازن بين الصحيح والخطأ،
المحامون مزعجون بألسنتهم الطويلة

لكن القطيع الهادئ وغناء العصافير
والصحة والهدوء والكلمات المحبة
فكر بأختيه بفخر وبرود
وأمه المزهوة بمركزها وذهبها

لذلك أغلق القاضي قلبه ، وتابع طريقه
وتُركت مود في الحقل وحيدة،

ابتسم المحامون تلك الظهيرة
عندما رنم القاضي بلحن حب قديم

واستمتعت الفتاة الشابه بوقتها بجانب البئر
حتى سقط المطر على البرسيم غير المكوم

تزوج القاضي إمرأة بأغلى مهر
عاشت للموضة وهو عاش للسلطة

ومع ذلك ، في غالب الأحيان ، كان ثمة وهج لامع
في موقده الرخامي
وثمة صورة يتخيلها تأتي وتذهب.
أطلت عينا مود مولر العسليتين
بمفاجئة بريئة
وفي كثير من الأحيان ، عندما يصير النبيذ في كأسه أحمرا
يشتاق إلى بئر بجانب الطريق ليرتوي

أغلق عينيه عن غرفته المزخرفة
وحلم بالمروج وبراعم البرسيم

تنهد الرجل المغرور بألم خفي
وقال: ليتني صرت حرا مرا أخرى

حر كما كنت يوم ركبت الجواد ذلك اليوم
حين شاهدت الفتاة عارية القدمين تجمع الزرع

لقد تزوجت رجلا فقيرا غير متعلم
ويلعب حول بابها العديد من الأطفال

لكن العناية والحزن وٱلام الولادة
تركت أثرها في القلب والعقل.

وفي كثير من الأحيان ، عندما كانت شمس الصيف ساطعة
على التبن الجديد في المرج ،

وكانت تسمع خرير مياه الجدول الصغير
تسقط على جانب الطريق في البئر

وفي ظلال شجرة التفاح ، كانت ترى راكبا
يجر زمام حصانه.

وكانت تنظر نحو الأسفل بسمو خجول
وشعرت بعينيه السعيدتين تقرٱن وجهها

واحيانا تتوسع جدران مطبخها الضيق
لتصبح قاعات فخمة

ويتحول الدولاب المرهق القديم إلى مغزل
والشمعة المحترقة إلى نجمة مشتعلة

أما هو الذ يجلس بجانب الموقد
يغفو تارة و يتذمر تارة أخرى فوق القدح و الغليون

رأت بجانبها هيئة رجل
كان الفرح واجب والحب قانون.

نزعت عن كاهلها أعباء الحياة مرة أخرى
و نطقت بعبارة واحدة :قد يكون.

وأسفاه على الصبية! وأسفاه على القاضي!
وأسفاه على الغني ! وأسفاه على الكادح المسكين!

كان الله معهما كليهما ،كان الله معهما!
لأنهما تذكرا سويا أحلام الشباب.

كان الله معهما لأنهما تذكرا الكلمات الحزينة للسان والقلم،
وربما أكثرها حزنا عبارة: قد يكون.

حسنا بالنسبة لنا ، تدفن بعض الٱمال الحلوة عميقا
وبعيدا عن عين الإنسان،

وفي الٱخر ، قد تأتي الملائكة
وتدحرج عن القبر الصخور بعيدا.

العنوان الأصلي:
Maud Muller by John Greenleaf Whittier



#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو سلام - نشيد الإمبراطورية ، للشاعر عزرا باوند
- براهما، رالف والدو اميرسون
- أبو ابن الأدهم، لي هنت
- النار والجليد ، روبرت فروست
- الفساد ، ثيوفليوس كاتون شيدونكو
- الشفافية ، شيري سميث
- قرفيص في بالي
- أوبرا عايدة - القصة كاملة
- الفارغون، تي اس إليوت
- أجيال إدارة الوقت
- مصور حربي ، كارول أن دوفي
- لعبة شطرنج ، تي اس إليوت
- شوق ، فريدريك فون شيللر
- بين غادتين في الصحراء
- جسور الحب
- للكلمات أجنحة
- آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجدي ...
- المرأة ألفا
- أتلقاك وطرفي مطرق
- ما أخذ من الجمل إلا أذنه


المزيد.....




- سعاد بشناق عن موسيقى فيلم -يونان-.. رحلة بين عالمين
- الشارقة تكرم الفنان السوري القدير أسعد فضة (فيديو)
- العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
- سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال ...
- مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
- عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح ...
- بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما ...
- كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا ...
- إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا ...
- رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الكريم يوسف - مود مولر للشاعر جون غرينليف وايتر