أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - تأثير العقل الباطن في حياتنا














المزيد.....


تأثير العقل الباطن في حياتنا


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6982 - 2021 / 8 / 8 - 11:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لأكثر من 100 عام ، كان العلماء الذين يدرسون كيفية عمل الدماغ مهتمين بدور العقل الباطن او التأثيرات غير الواعية على أفكارنا وأفعالنا .

يقول عالم النفس الشهير
سيغموند فرويد ان العقل مثل جبل جليد يطفو جزء صغير منه فوق سطح الماء ، وإن الوعي هو رأس الجبل الجليدي الذي يظهر فوق سطح البحر، بينما تظل كتلة كبيرة منه غير مرئية تحت الماء، وهي اللاوعي .
والكتلة غير المرئية اي اللاوعي هي التي تحدد مركز جاذبية الجبل الجليدي، وحركته، ومجراه. لذا فجوهر شخصيتنا يكمن في اللاوعي .

يمكن القول إن العقل الباطن او اللاوعي هو خزان يحتوي على كل الرغبات الدفينة والذكريات المؤلمة التي يصعب استحضارها إلا عن طريق التحليل النفسي . فكثير من الأحداث التي وقعت للإنسان في طفولته لا يتذكرها ، فمن المؤكد أنه عانى من مشاهد مرعبة اوسقط مرات كثيرة، او وضع في مواقف محرجة، ولكنها نسيت في الظاهر ، الا ان العقل الباطني قد احتفظ بها في دهاليز مظلمة لايمكن سبر اغوارها الا عن طريق التحليل النفسي .

وبذلك فان للمرء ذاكرتين: ذاكرة واعية يمكن استرجاعها بسهولة، وذاكرة أخرى غير واعية، تكمن في العقل الباطن . فإذا كان هناك شخصا يعاني من فوبيا اي رهاب من اي نوع فانه لايعرف سببه . بمعنى أن الحدث المسبب لهذا الرهاب غائر في اللاوعي، لكنه يظهر عند الشخص وهو في غفلة عنه .

أما العقل الواعي فيحتوي على جميع الأفكار والذكريات والمشاعر والرغبات التي ندركها في أي لحظة. اي جانب معالجتنا العقلية الذي يمكننا التفكير فيه والتحدث عنه. 

الجزء اللاوعي من دماغنا يشبه الكمبيوتر. مبرمج ، لديه قوة كبيرة ومنطق لا يمكن إيقافه.
ان العقل الباطن يسجل جميع الاحداث السابقة التي نواجهها ، مثل التجارب المريرة ومخاوف الطفولة وتعنيف الوالدين او المدرسين ، وغيرها ، وبالتالي فإن العقل الباطن المحفوظ في دهاليز الذاكرة هو نتاج تأثير المدرسة والعائلة والمجتمع ، وهذه التأثيرات هي التي تقوم ببرمجة 90٪ من العقل الباطن لدينا .
وفي مرحلة الطفولة ، يتقبل العقل دون ادراك الانتقادات والتحيزات والمعتقدات الخاطئة التي يحملها المحيط الاسري والاجتماعي ، ويحدد شخصية الفرد البالغ ، وغالبًا ما تتولد بسبب الكلمات القاسية أو الإخفاقات أو خيبات الأمل ، والسلبيات فتنشأ الأمراض النفسية عند الكبر .

وهكذا تكون لدينا وجهة نظر آلية وثنائية بين العقل الواعي والعقل الباطني . 
نحن ندرك عقلنا الواعي ومخرجاته عندما يكون عقلنا الواعي مهتما بأمر ما الى أقصى حد . اما في الحالة الثانية فاننا لا نفكر بالأمر مطلقا . حينها يقدم العقل الباطن الحل لعقلنا الواعي بصورة شرارة او ومضة او فكرة مفيدة..
وهناك تجارب عديدة فعندما تواجهنا مشكلة مستعصية لا نجد لها حلا آنيا او جاهزا ، فالافضل ترك التفكير فيها الى اليوم التالي ، وغالبا ما نجد الحل جاهزا او قريبا من الادراك . وعليه اذا أردتَ الحصول على المزيد من الومضات المضيئة ، او الحلول الناجعة فيجب عليك توفير التأمل او الاوقات الهادئة ليعمل عليها العقل الباطن .

وقد وجد الدكتور جوناثان سكولير، من جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا، أنّ التفكير المركّز يقوّض الإلهامَ، إلا إذا كنت تقوم باستخدام مقاربة تحليليّة من أجل حلّ المعضلة محلّ التناول. على النقيض، فإنّ منح العقل حرية استكشاف مساحات جديدة، بعد استيعاب المعلومات اللازمة، ينمّي الإلهام الإبداعيّ.
 
ويوصي الدكتور سكولير، بتوفير بعض الاوقات من أجل التفكير غير المكثّف في نشاط لا يسبب عبئا على الطاقة الذهنية، كالمشي أو رعاية الحديقة أو الأعمال المنزليّة.

قبل أن تفتح عينيك في الصباح ، الباكر وانت شبه مستيقظ ونصف نائم ، هل لاحظت يومًا كيف يولد عقلك حلولًا إبداعية لمسائل تشغلك ؟

يعد الاسترخاء والقراءة الهادئة والتأمل أداة قوية لتنشيط عقلك الباطن الايجابي ، وتحقق الغوص  بذكاء في استخدام هذا الاحتياطي الهائل من المعلومات بشكل فعال لتحقيق أقصى فائدة .

إنها القوة غير المرئية لعقلك الباطن ، ستجد الحل وبشكل فعال لجميع مشاكلك هناك وباقل جهد .

ورغم كل ذلك فبامكاننا اعادة برمجة عقولنا للعيش بسعادة وسلام من خلال تغذية عقلنا الباطن بألافكار الايجابية والمثل العليا .
كن لطيفا ، محبا ومتصالحا مع نفسك ومع الآخرين .
حيث ان نمط التفكير السلبي حول ما لا تريده يقودك إلى ما لا تريده. والأفكار الايجابية والمتفائلة حول ما تريده تقودك إلى ما تريده .
ان نبذ الافكار والعادات السيئة ودعم العادات الجيدة ستحدث فرقا في حياتك نحو الاحسن .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس ليست الاولى ولا الاخيرة في مواجهة الاسلام السياسي
- التهافت والتجهيل في الفضائيات العراقية
- المواجهة المحتملة بين الولايات المتحدة والفصائل الولائية في ...
- الواقع والامل في رواية غلمان الكرات الطائشة
- اخلاقيات الذكاء الاصطناعي
- كتاب موجز تاريخ العراق الحديث
- القضية الفلسطينية. . المشكلة والحل
- التواصل الانساني من الإيماءات الى الهواتف الذكية
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو با ...
- فاجعة مستشفى ابن الخطيب اسبابها وتبعاتها
- الاستغلال السياسي للدين والطائفة
- فنجان القهوة . . وماوراءه
- العلمو نورن
- في ذكرى الغزو الأمريكي للعراق
- هل سيكون بايدن غورباتشوف امريكا؟
- استبداد الاغلبية
- الدين التوحيدي الجديد
- الصراع العثماني الفارسي على ارض العراق من جديد
- توجهاتنا بين الدائرة والخط المستقيم
- الى مجلس حقوق الإنسان التابع للامم المتحدة . رسالة مفتوحة حو ...


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ادهم ابراهيم - تأثير العقل الباطن في حياتنا