فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 12:18
المحور:
الادب والفن
كلُّ المسافاتِ تنتهِي عندَ الصفرِ ...
وصلتْ أمْ لمْ تصلْ
والصفرُ دائرةُ الكلامِ ...
كلُّ الأشعارِ تنتهِي في بحرِ الصمتِ ...
جفَّفَ الماءُ عينَهَا
وفجَّرَ لغةَ الحمامِ ...
في الدوائرِ فراغٌ هوَ الكلامُ ...
تسرِي فيهِ المياهُ الزرقاءُ
ولمْ يعدْ لِزرقاءِ اليمامةِ أسطورةُ ...
أنَّ العينَ صفرٌ
ودائرةٌ لَا يحتلُّهَا الفراغُ ...
حينَ بدأتِ القصيدةُ ...
تكتبُ اليمينَ يساراً
واليسارَ يميناً ...
تناستْ أنَّنِي شاعرةٌ
في هندسةِ الصفرِ ...
تذبحُ الحروفَ
فيتحوَّلُ العكازُ قلماً ...
يكتبُهُ الأعمَى
على جلدِ الرؤيةِ
اِنكساراً ...
لَا تكونِي شاعرةً ...!
فكلُّ الشعرِ ينتهِي إلى عمودٍ
يسلخُ القصيدةَ ...
ويضعُ جلدَهَا نظاراتٍ سوداءَ
في عينٍ ...
نشفتْ
فماتتْ في مياهِهَا الزرقاءِ ...
زرقاءُ اليمامةِ
وندبتْهَا الخنساءُ ...
في حقيبةِ الصفرِ زمنٌ صفرٌ ...
لَمْ ينتبهْ لرقمٍ أفرغَ جوفَهُ
في دماغِ "الْبُّونُوبُو "...
حينَ كانتْ تجربةُ الكلامِ
في مختبرِ الصمتِ ...
أذنَ شاعرةٍ أصابتْهَا
أثقالُ الحربِ ...
في دوائرِ الممنوعِ
فلمْ تنطقْ أبداً ...
هامش: البُّنُوبُو : نوعٌ من القردةِ قريبةٌ منْ الإنسانِ
في حياتِهَا ومسلكِياتِهَا عرفتْ مجتمعاً ترأسهُ إناثُها
ولها استعدادٌ في تقليد وتعلمِ الكلامِ والإشارات...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟