|
لا جدوى من انتخايات دون إصلاحات جذرية .
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 6980 - 2021 / 8 / 6 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا جدوى من انتخابات دون إصلاحات جذرية .. مازال الصراع قائم بين النظام المتحكم بمقاليد البلاد والعباد وبين شعب يريد الخلاص والخروج من أزمته ، ومحاولات الحرس القديم ( الإسلام السياسي الشيعي الذي بيده مقاليد السلطة والمال والإعلام ) الإبقاء على تسلطهم واستمرارهم على رأس السلطة ، بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة . باستخدام المال السياسي الذي نهبوه من خزينة الشعب وتسخيره للرشى وشراء الذمم !.. هيمنتهم على مؤسسات الدولة المختلفة بما في ذلك المؤسسة العسكرية والأمنية ، وامتلاكهم مؤسسات إعلامية ضخمة وفضائيات ومراكز ومؤسسات مجهولة مصادر تمويلها ، وهذه يجب أن تجيب عليها هيئة الإعلام والاتصالات والقضاء العراقي ؟.. ناهيك عن المكاتب الاقتصادية والمنافذ الحدودية وجولات التراخيص ومزاد العملة والمطارات وغيرها الكثير . وحتى لا تتكرر مهازل الدورات الانتخابية الأربعة ، والجميع يعلم ما شابها من تزوير فاضح في 2018 م على وجه الخصوص ، وما أنتجت لنا مجلس نواب مزور لا يمثل إرادة الشعب بمكوناته ومناطقه المختلفة . بالتوازي مع المطالبة بتعديل قانون الانتخابات [ على أساس المحافظة دائرة انتخابية واحدة أو العراق دائرة انتخابية واحدة ] وليس المحافظة دوائر متعددة كما تم فرضه على شعبنا مستغلين كونهم يمتلكون أغلبية برلمانية مزورة !!.. المطالبة بتوفر شروط أخرى منها ( تعديل قانون الأحزاب وتطبيقه بشكل صحيح وعدم ركنه جانبا ، ومنع كل حزب له فصائل مسلحة من المشاركة في الانتخابات حسب ما جاء في الدستور ، والجميع يعلم بأن جميع كتل وأحزاب الإسلام السياسي الشيعي عندها أجنحة عسكرية مسلحة وميليشيات . حصر السلاح بيد الدولة قولا وفعلا ، وحل جميع الميليشيات والحشد الشعبي ومصادرة ما يمتلكونه من سلاح وإعادته إلى المؤسسة العسكرية والأمنية ( وزارة الدفاع والداخلية ) ، وإعادة هيكلة هاتين الوزارتين وعلى أساس الوطنية والمهنية والكفاءة واللياقة البدنية والعقلية والتحصيل الدراسي ويكونان مستقلتان ويقودها مستقلين ، وعدم إقحامهما في التجاذبات السياسية والصراع على السلطة والمغانم . العمل فورا في الكشف عن قتلة المتظاهرين وإحالتهم إلى القضاء ، واطلاق سراح المختطفين والمغيبين وتعويض الجرحى والمصابين عن الأضرار التي لحقت بهم . تشريع قانون من أين لك هذا وما كانوا يمتلكون قبل 2003 م وما يمتلكونه اليوم كأفراد وأحزاب . الجميع يعلم بأن المال السياسي والسلاح الذي بحوزة هذه الميليشيات والأحزاب يهدد أمن وسلامة الناس ، ويصادر حرياتهم ويهدد أمنهم ، ويمنعهم من التعبير بحرية عن أراءهم وخياراتهم ، ويحول دون ذهابهم إلى مراكز الاقتراع ليدلوا بأصواتهم وبإرادتهم الحرة وبشكل ديمقراطي . حتى المرشحين لمجلس النواب القادم ، يكونون عرضة للتصفيات والقتل والخطف والاعتقال ، وما شاهدناه من أحداث مرعبة ذهب ضحيتها الكثير من الناشطين والصحفيين والمتظاهرين السلميين ، ومنهم على سبيل المثال الخبير الأمني والكاتب المغدور هشام الهاشمي وإيهاب الوزني والقائمة تطول . البدء بحل المكاتب الاقتصادية للأحزاب الحاكمة المتنفذة الشيعية فورا كونها مخالفة لبناء دولة مواطنة ، وتشكل انتهاك فض للدستور والقانون وخروج عن قانون الأحزاب الذي يمنع الاستغلال غير المشروع لمؤسسات الدولة ومواردها ، والتوقف فورا عن بيع العملة من قبل البنك المركزي كونه باب من أبواب الفساد وتهريب العملة الصعبة ، لحماية الاقتصاد الوطني . يجب إعادة النظر بالمفوضية [ المستقلة ] للانتخابات !!.. والمدراء العامين وهيكلتها على أساس المهنية والاستقلالية والوطنية . فتح ملف المفوضية السابقة والتحقيق معها ، بشأن التزوير والتلاعب الفاضح في مجمل العملية الانتخابية في الدورات السابقة والمشاركين الحقيقيين في عمليات التزوير والخروقات وتدخل المال المنهوب في العملية الانتخابية برمتها . يجب منع المال السياسي من التدخل في سير العملية الانتخابية والكشف عن الفاسدين وخاصة حيتان الفساد من الخط الأول والثاني على وجه التحديد الذين أفرغوا خزينة البلاد ، وأفقروا شعبنا وأعاقوا التنمية والخدمات ، والاستعانة بمنظمات دولية من ذوي الاختصاص والخبرة المشهود لهم عالميا للكشف عن الفساد الذي ينخر في جسد الدولة ومؤسساتها والذي يهدد حاضر العراق ومستقبله ورخائه وأمنه . لا يمكن إجراء الانتخابات الحرة والنزيهة وشفافة دون توفير ما أسلفنا ذكره وما لم نذكره ، إذا كنتم راغبين في إجرائها لتنتج لنا التغيير المنشود ، الذي طالبت به انتفاضة تشرين المجيدة ، وتعهد بذلك في الورقة البيضاء التي قدمها رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي ، وعلى أساسها تشكلت حكومته وتعهده بإجراء انتخابات مبكرة بعد الوفاء بتلك المطالب !.. ولكن حكومة السيد الكاظمي لم تفي بوعودها ، ولم تنفذ أي من الذي بيناه ، وهذه وغيرها من صلب مطالب ثورة تشرين ، ولم ينفذ من كل ذلك غير الوعود ولا شيء غير الوعود ؟.. فكيف تطلبون من هذه الملايين بالذهاب إلى صناديق الاقتراع في 10/10/2021 م وأنتم لم تنفذوا ولا مطلبا واحدا ، ليس فقط ما بيناه ولكن هناك الكثير الذي لم نتوقف عنده ، على سبيل المثال لا الحصر الخدمات من صحة وتعليم وماء وكهرباء وتعليم وطرق وسكن والبطالة التي وصلت في بعض المحافظات إلى 40% بل وأكثر من ذلك ، وكثير من مناطق العراق يعيش من دون مياه صالحة للشرب والكثير من البساتين قد هلكت نتيجة انقطاع الماء عن تلك الأنهار التي تروي هذه البساتين ، ومحافظة البصرة تأن من فقدانها لمياه الشرب العذبة ، وارتفاع ملوحة شط العرب ، وهذا ليس الأن بل من فترة غير قصيرة . الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع نسبة الفقر بشكل كبير ويهدد حياة الملايين من العراقيين والعراقيات . لا أدري كيف تفكرون وبأي طريقة تديرون شؤون البلاد ، والعراق يعيش كل هذه الأزمات ، إضافة إلى جائحة كورونا وارتفاع عدد الإصابات بشكل يدعوا إلى القلق الشديد ، ولحد الأن عدد الذين أخذوا اللقاح لا يزيد على 1.5% من مجموع سكان العراق !.. هل تعتقدون بأن الناس سوف تستمع لمناشداتكم في الذهاب إلى صندوق الاقتراع ؟.. الناس اليوم تفكر كيف تطعم عوائلهم وأطفالهم ، وتريد كهرباء في هذا القيض اللاهب الذي يشوي الوجوه . الفقراء يريدون منكم أن تدعموا الخصة التموينية بحق وليست مجرد وعود ، زيادة مفرداتها في النوعية والكمية ، ومراقبة توزيعها ووصولها إلى أفواه الفقراء في وقتها ودون تأخير ، وهذه أل 400 مليون دولار التي تنفقوها على الانتخابات أعطوها مواد غذائية للفقراء والأيتام وللثكالى والأرامل . وفروا كل شروط الانتخابات يشرطها وشروطها ، حين ذلك حددوا موعدا جديدا لهذا الاستحقاق الديمقراطي ، حينها ستنتج لنا ما يرضي الجميع وتتحقق تلك الأهداف النبيلة والهامة وسيحدث التغيير لا محال ، وستجد من يساند الحكومة وتوجهاتها وما تقوم به من خطوات إصلاحية صادقة ، وبعكسه سيعاد إنتاج الحرس القديم من الفاسدين والطائفيين والطفيليين الذين ألحقوا بالعراق وشعبه أفدح الأضرار . 6/8/2021 م م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الديمقراطية ونظامنا السياسي وغياب الدولة والدستور .
-
هل هناك من يسمع لما نقوله ؟
-
لا تجني من الشوك العنب !... معدل .
-
وجعلنا من الماء كل شيء حي ؟..
-
الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات !.. .
-
مجنون يهذي وعاقل يسمع ؟..
-
ماذا يعني لنا الدولة الديمقراطية العلمانية ؟..
-
ما أشبه اليوم بالأمس !..
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثالث والأخير .
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟..
-
إلى أين تسير قاطرة العراق ؟.. الجزء الثاني
-
الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الأول .
-
الدين السياسي وأثره في المجتمعات البشرية . الجزء الثاني
-
لا للعداء للشيوعية ولحزبهم المجيد .
-
قلتها .. وما زلت أقولها إزرع ولا تقطع ؟..
-
من يوقظنا من سبات وعينا وتحريك الساكن ؟؟..
-
بغداد عاصمة الرشيد تموت وهي واقفة ؟..
-
لرفيقنا عبدالواحد كرم .
-
ألا فليسقط التأريخ .. ولتسقط الحقيقة ؟..
-
في وصف غانية وحبيب العاشقين ؟..
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|