شيء من اللغة العربية ح18 (تعدّي الفعل ولزومه).

مديح الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 09:22
المحور: الادب والفن
    

الفعل قسمان: مُتعدٍّ، ولازم.
1- الفعل المتعدي: هو الفعل الذي ينصب مفعولاً أو أكثر، ويتعدى إلى مفعوله بغير حرف الجرّ، تقول: كرَّمَ الأستاذُ المتفوقينَ.
يُسمى الفعل هنا متعدياً، أو واقعاً، أو متجاوزاً.
علامته: أن تتصل به هاء تعود على غير المصدر، وهي هاء المفعول به، مثل:
(الكتابُ قرأتُهُ)، (الضيفُ استقبلتُهُ).
2- الفعل اللازم: هو الفعل الذي لا يحتاج مفعولاً به ليكتمل معنى الجملة نحو: (حضرَ الضيوفُ)، أو يتعدى إلى مفعوله بحرف الجرّ، نحو: (مرَرَنا بقريةٍ جميلةٍ).
يُسمى الفعل هنا لازماً، أو قاصراً، أو غير متعدٍّ، أو متعدياً بحرف جرّ.
ملاحظة: من العلماء من أضاف قسماً ثالثاً للأفعال، وأسموه (غير متعدٍّ وغير لازم)،
يشمل (كان وأخواتها)، وأفعالاً تتعدى مرة بنفسها ومرة بحرف جرّ، مثل، (شكرتُه،
وشكرتُ له)، (نصحتُهُ ونصحتُ له)، وفي هذا خلافات.
............
الأفعال المتعدية ثلاثة أقسام:
أ- ما يتعدى لمفعول واحد، نحو: (أكرمَ، قابلَ، أكلَ، شربَ، ضربَ).
ب- ما يتعدى لمفعولين، وهي قسمان:
1- ما يتعدى لمفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وهي (ظنَّ وأخواتها)، نحو:
(ظننتُ الصديقَ مخلصاً). ( وجدَ سعدٌ الوفاءَ واجباً).
2- ما يتعدى لمفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: (أعطى، منح، سمّى، قلَّدَ)،
{وسمَّيتُهُ يَحيى ليَحيا}. {إنَّا أعطيناكَ الكوثر}.
ج- ما يتعدى لثلاثة مفاعيل، الثاني والثالث أصلهما مبتدأ وخبر، وهي (أعلمَ وأخواتها)،
نحو: (أعلمَ المذيعُ المشاهدينَ الخبرَ صادقاً).
.................
يتحتم اللزوم في الحالات التالية:
إذا دلَّ الفعل على سجية، نحو: (شرُفَ، ظرُفَ، كرُمَ...).
كل فعل على وزن افعَللَّ، مثل: (اقشعرَّ، واطمأنَّ).
كل فعل على وزن افعَنلَلَ، نحو: (اقعنَسسَّ، واحرَنجمَ).
إذا دلَّ على نظافة، نحو: (طهُرَ، نظُفَ)، أو على دنس، نحو: (دنِسَ، ووسِخَ).
الفعل المُطاوع لفعل تعدى لمفعول واحد نحو: (مددتُ الحديد فامتدَّ)، (دحرجتُ الكرةَ فتدحرجَتْ).
.............
علمنا أن الفعل اللازم يصل إلى مفعوله بحرف الجرّ، نحو: (مررتُ بصديقٍ)، وأحيانا
يُحذف حرف الجرّ؛ فيصل الفعل اللازم إلى مفعوله بنفسه، وهذا سماع وليس قياساً، فيُقال:
(مررتُ صديقاً).
لقد استشهد النحاة بقول الشاعر جرير:
"تمرُّونَ الديارَ ولم تعُوجُوا --- كلامُكُمْ عليَّ إذاً حرامُ"
أي (تمرُّونَ بالديارِ).
يرى جمهور النحاة أنَّ حذف حرف الجر قياس مع أنَّ، وأنْ، نحو:
(عجبتُ من أنَّكَ غائبٌ).
تقول: (عجبتُ أنَّكَ غائبٌ). المصدر المؤوَّل من (أنَّ واسمها وخبرها) في محل نصب
مفعول به للفعل (عجبَ)، كما رأى الكسائي، أو في محل جر بحرف الجر المحذوف، كما رأى (الأخفش)، أما سيبويه فقد جوَّز الوجهين.
(عجبتُ من أنْ تغيبَ).
تقول: (عجبتُ أنْ تغيبَ). المصدر المؤوَّل من (أنْ والفعل المنصوب بها) في محل نصب مفعول به للفعل (عجبَ)، كما رأى الكسائي، أو في محل جر بحرف الجر المحذوف، كما رأى (الأخفش)، أما سيبويه فقد جوَّز الوجهين.
ملاحظة: لا يجوز حذف حرف الجر في حال لم يؤمن اللبس، نحو: (رغبتُ في أنْ تحضرَ)،
أو (رغبتُ في أنَّكَ حاضرٌ)؛ وذلك لاحتمال أن يكون حرف الجر المحذوف (عن)؛ فيحصل
اللبس في المعنى المراد.
.........
استشهد النحاة ببيت للشاعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
"غضِبَتْ أنْ نظرْتُ نحوَ نساءٍ --- ليسَ يعرفنَنِي مرَرْنَ الطريقَا"
في البيت شاهدان:
الأول- حذف حرف الجرّ (مِنْ) قبل (أنْ نظرتُ)، والأصل (غضِبتْ مِنْ أنْ نظرْتُ).
وهذا قياس، كما ذكرنا.
الثاني- حذف حرف الجر (في) قبل (الطريق) ونصب الطريق، والأصل
(مررنَ في الطريق)، وهذا ليس بقياس.
........
في حال تعدى الفعل إلى مفعولين ثانيهما ليس خبراً في الأصل؛ فالأوجب تقديم ما هو
(فاعل في المعنى، نحو: (منحَ المديرُ الفائزَ جائزةً).
تقدم المفعول الأول (الفائز) لأنه (فاعل في المعنى)؛ فهو من أخذ الجائزة.
(كسَوتُ حبيبتي بدلةً). تقدم المفعول الأول (حبيبة) لأن الحبيبة هي التي اكتست، فهي
(فاعل في المعنى)، مفعول به أول في الموقع.
............
العمدة: ما لايجوز الاستغناء عنه في الجملة، مثل الفاعل.
الفضلة: خلاف العمدة، مثل المفعول به، إذ يجوز الاستغناء عنها إذا دل عليها دليل،
أو لم يؤثر الاستغناءُ عنها في المعنى.
(أكلتُ تفاحةً). تستطيع القول: (أكلتُ)، بالاستغناء عن المفعول به.
{فأمّا مَنْ أعطى واتَّقى}، بالاستغناء عن مفعولي (أعطى) الأول والثاني.
{ولسوفَ يُعطيكَ ربُّكَ فترضى}. بالاستغناء عن مفعول (أعطى) الثاني.
...........
يجوز حذف ناصب المفعول به (الفضلة) إذا دل عليه دليل، نحو:
(مَنْ استقبلتَ؟). الجواب: زيداً.
..............
إلى اللقاء في الحلقة 19 (المفعول المطلق).
كندا- الخميس 29 – 7 - 2021

#مديح_الصادق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات