فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6976 - 2021 / 8 / 2 - 02:08
المحور:
الادب والفن
بعدَ الحاديةِ عشرَ ليلاً ...
ضجيجٌ بالبيتِ
أصابعُ أمِّي تشيرُ لنَا ...
أنْ نصمتَ
الحيطانُ أذانُهَا كبيرةٌ ...
ستصلُهُمْ أخبارنَا
فلَا تجعلُونَا آخرَ الحصادِ ...!
أذانُنَا معلقةٌ في الشارعِ ...
نتنصتُ على أقدامٍ
تحفرُ أثرَهَا عميقاً في الطريقِ ...
كيْ لَا تُنْسَى
وأصابعُ تتسلَّلُ سرًّا ...
إلى القمامةِ
هررةٌ تهربُ م مذعورةً ...
منْ متشردٍ ...
وأصواتٌ مترنحةٌ
تحتَ البيتِ ...
لَا ينجحُ الردارُ
في التقاطِهَا...
لَا أُطلُّ ...
أستمعُ فقطْ إلى الصمتِ
وأشربُ الليلَ دونَ سكَّرٍ ...
أسألُ فنجانِي الغبيَّ :
لماذَا أمرُونَا بالصمتِ
وكَمَّمُوا فمَ الليلِ ...؟!
ونحنُ المُكَمَّمُونَ ليلَ _ نهارْ
لولَا بعضٌ منْ كلامٍ مرمُوزٍ ....؟
صرخةُ قطةٍ ...
دهسَتْهَا قدمُ الهاربِ
منْ ظلِّهِ ...
غاضبٌ منْ إقامتِهِ
خارجَ ليلِهِ المخمورِ ...
كأنِّي أسمعُ صرختَهُ هوَ
يحاولُ الخروجَ منْ المُواءِ ...
بعيداً
عنْ سجنِهِ / هويتِهِ / إقامتِهِ /
هارباً ...
منْ تشردِهِ
ومنْ غيبوبةٍ تطولُ ...
لِأَنَّ لهُ روحاً واحدةً فقطْ ...
سحبَهَا الوباءُ مراتٍ
إلى لائحةِ إنتظارٍ مبهمٍ ...
بينمَا للقططِ أرواحٌ
كلمَا غابتْ واحدةٌ ...
تنوبُ أخرَى
تجعلُهُ هارباً منْ عثرةٍ مَا...
قدْ يكونُ حظُّهُ
ليسَ هرًّا فينتهِي دفعةً واحدةً ...
ليتَ لِي سبعَ أرواحٍ فلَا أخافُ ...!
جداراً / أوْ رداراً / أوْ أذناً مبتورةً /
وأواجهُ حفدةَ كورونَا
الذينَ يحفظُونَ وصايَا الجيناتِ ...
فيتناسخونَ
ولَا يموتُونَ أبداً في اللقاحِ ...!
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟