فتحي البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 02:18
المحور:
الادب والفن
على خلاف الشّعراء الّذين يضعون نقطة عسل في قهوتهم, أو يذوّبون فيها قطعتيْ سكّر
ليطردوا ذئاب ليلتهم السّابقة و هي تعضّ الشّمس,
أظنّ أنّ شرب قهوة سوداء -كلّ صباح- عادة حزينة.
لستُ مازوشيّا..
لكنّني أجد لذّة في شرب اللّيل مرّا!
لست مازوشيّا..
لكنّني أعشق عاداتي الحزينة!
أحبّ-مثلا- الكتابة بقلم مكسور..
أحبّ عضّ قلمي لأموت مثل سلحفاة بحريّة التهمت أكياسا بلاستيكيّة!
لكم أخطأتُ طريق الهجرة إلى المدن الكبيرة المزدحمة بالفوانيس مثلما أخطأتْ السّلحفاة قناديل البحر:
الأمر لا يتعلّق بعجزي عن قراءة علامات الاتّجاه المروريّة..
لا يتعلّق كذلك بمغناطيس يشدّني إلى قريةٍ حرمَتْها كل الحكومات من حقّها في التّنوير الكهربائيّ.
لا يتعلّق أيضا بجواز سفري الّذي مُنِعتُ من استخراجه لأنّي أظهرت حزني المعتاد في عيد العرش.
كلّ ما في الأمر أنّ أبي علّق في أذني كلمة لازمتني مثل القرط منذ وهبتُ
كجّاتي ̸ كرتي ̸ ثمن لمجتي
لابن جارنا الفقير.
القرط المعلّق في أذني صار وسما يميّزني عن إخوتي:
" يا ضائع..يا ضائع.."
ضائع أنا أخشى
أن أشرم أذني إذا اقتلعتُ قرطي,
لذلك مازلتُ إلى اليوم أتردّد عند كلّ منعطف..
مازلت أشرب اللّيل مرّا في فنجاني..
و أحبّ عادتي في الحزن كلّما تذكّرت ابن جارنا الفقير.
#فتحي_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟