ـ الجزء الثاني ـ
( نصّ مفتوح )
..... ...... ......
زنبقة سوداء
جذوروها درباسية
رمتها عواصف هذا الزمان
في غربةٍ كثيفة الاخضرار
تصوِّر وروداً ورذاذات الصباح
تعشق الزهور البرّية
وجهٌ يحمل رحيق الزهور
تتمتّع بحياةٍ هادئة
منبسطة
على امتداد بهجة الطبيعة
زنبقة سوداء
نقيّة العطاء كدموع الأطفال
متجذِّرة في سهول الشمال
ترعرعَت في بيت من الطين
على تخوم الدرباسيّة
على مقربة من ينابيع الفرح
على أمواج الرحيل
زنبقة سوداء
متوغّلة في وهج الشمس
هاربة من ظلال المرافئ الخاملة
عابرة هضاب الغربة
تبحث عن أنواعِ النفل
عن قبّرات مختبئة
تحت أغصان الفرح
تلتقط صوراً متطايرة
من أهداب الحياة
تخصِّصها
لاستراحات مرافئ العيون
زنبقة مسربلة بالخجل والحياء
تنضح حبّا مستتراً
لقلوب عطشى للربيع
لفراشات حالمات بعشق النجوم
هداهدُ الروح طارت
حطّّت على أغصان القرنفل
تاهت عصافير الجنّة من الجنّة
ما كانت تعرف أن الجنّة جنّة
طارت صوب القمر
اختطفها نيزك من بين وجنة القمر
شواطئ مفروشة بالدفء
ملتحفة بمنحدرات الفرح
تهفو نحو حقولِ الشمال
صحارى الشمال
مللُ الشمال ..
وهجٌ
انزلق من خاصرة ذاكرة الشمال
عبر ظلال الروح
آخذاً غفوةً
بين أحضان الياسمين ..
...... ..... ...... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم: آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]