أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تراجيديا وملهاة














المزيد.....


تراجيديا وملهاة


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6971 - 2021 / 7 / 27 - 03:42
المحور: الادب والفن
    


ما يؤخذ على المسرحيات الكوميدية التي تقدمها فرق المسرح التجاري عندنا وفي البلاد الأخرى، هو عامل (التهريج) الذي يلجأ إليه بعض الممثلين وسبب تلك المؤاخذة هو التمادي في اصطناع ما يضحك المتفرجين والإسفاف في الحركات الخليعة أو الممجوجة وفي الكلام البذيء مع العلم أن التهريج فن يتخصص به ممثلون بارعون وخصوصاً أولئك الذين يعملون في (السيرك) ومهمتهم إضحاك الجمهور بتقنيات يتقنونها واليوم فان مثل تلك التقنيات تدرس في معاهد خاصة.
الإضحاك المهمة الرئيسة للمهرج، وتعرف (الكوميديا) بأنها تلك المسرحيات التي يكون محرضها الرئيس هو إثارة الضحك ولها نهاية سعيدة. وفي كتابه (فن الشعر) يوضح (أرسطو) بان الكوميديا محاكاة لأشخاص اردياء، أي اقل منزلة من المستوى العام ولا تعني الرداءة هنا كل من السوء والرذالة، وإنما تعني نوعاً خاصاً فقط الشعر المثير للضحك، ويقول الدارسون: إن الممثل في الكوميديا يمثل من عقله والى عقول المتفرجين إلى قلوبهم حيث تتحقق المتعة الذهنية وإذا ما خلت الكوميديا من تلك المتعة الذهنية فإنها تتحول الى مجرد تهريج.
يذكر التاريخ بأنه كان للملوك وللنبلاء والسلاطين وللحكام سواء في بلاد الغرب والشرق وفي بلاد العرب والإسلام، مضحكوهم، البهاليل والسماجة والمخنثون وكانوا يحظون بالاحترام والتكريم لكونهم يسلون ويمتعون أسيادهم، وكان اولئك المهرجون من الموسيقيين الموهوبين ومن الممثلين البارعين والراقصين المهرة والبهلوانيين الحاذقين ويمتلكون الفطنة إلى جانب الخفة والوقاحة.
كان (البهلول) يحمل صولجاناً برأس منحن وبه شراشيب ويستخدمه احياناً لحماية السيد، وكان بعض البهاليل يرتدون قلنسوة وبها ما يشبه أذن الحمار وفي سترته ما يشبه الذيل ، وما ذلك إلا تمثيل لصورة البلاهة التي يمثلها وليكن موضع سخرية للآخرين وهزئهم والاستخفاف بما يفعلونه.
وفي المسرح الانكليزي القديم كان (المهرج) يحظى بالاهتمام والتقدير ويحصل على الامتيازات، وقد رفع (شكسبير) من شأنه حين أعطاه دوراً مهما ينطق بجمل تحمل معاني وقيما تمثل الحكمة، كما استخدمه ايضاً كوسيلة للتنفيس عن المتفرجين والتخفيف من التوتر في تراجيديا، وأمثلة على ذلك (حفاري القبور) في مسرحية (هاملت)، و(البهلول) في مسرحية (الملك لير)، و(غوبو) في مسرحية (تاجر البندقية)، و(المهرج) في مسرحية (عطيل) ومن أمثلة المهرجين في المسرح القديم (الارلكينو) في فرق (الكوميديا ري لارنا) الايطالية وهو الشخصية الرئيسة في الكوميديا المرتحلة ويمثل شخصية الخادم الذي يجمع بين الفطنة الغفلة ويكون بارعاً في الرقص والألعاب البهلوانية وقد تطورت شخصية (الارلكينو) عبر التاريخ حتى أصبح بطلاً رومانتيكياً وشعبياً في مسرحيات (البانتومايم)، ويظهر فيها بحالة مأساوية يضحك وقلبه مكسور، واعتمد الفيلم السينمائي الصامت في بداية القرن العشرين على مثل ذلك المهرج المأساوي، وكان العظيم (شارلي شابلن) النموذج الأمثل لذلك النوع من المهرجين حيث كان يجسد في الأفلام التي يظهر فيها معاناة الإنسان في المجتمع الرأسمالي وما يلاقيه من استلاب وقهر.
وهكذا يأخذ (المهرجون) منحين متضادين؛ الأول سطحي مسف لا يترك أثراً لا في العقول ولا في النفوس يلجأ إليه المهرجون الذين لا يبغون سوى الإضحاك على حساب الخلق والقيم النبيلة. والثاني عميق مهذب يؤثر في العقل والنفس يلجأ إليه الذين يبغون نقد ما هو سلبي في المجتمع ورفض ما يسيء إلى إنسانية الإنسان.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرقة المسرح الفني الحديث
- كواليس: التقنية في المسرح
- كواليس: الغموض في المسرح
- كواليس: لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد !
- كواليس: مفهوم (المسرح التجريبي)
- المؤامره الحقيقيه
- لوعلموا... مافعلوا
- يقطع النت علي النتيت علي تويتر علي الفيس ابصر ايه
- تقاسيم (يوسف العاني) المسرحية!
- تطور الظاهرة الاخراجية في المسرح العراقي
- غياب المسرحية الموسيقية!
- فشل مستمر في إضاءة المسرحيات في العراق
- التعبير والتعبيرية في الفن المسرحي
- وتبقى (الدراما) هي الأساس!
- ماذا على الإدارة الجديدة للسينما والمسرح أن تعمل
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم!
- الديمقراطية والمسرح الإغريقي القديم
- الرمز والترميز والرمزية في المسرح
- لنتذكر (بدري حسون فريد)
- المسرح الكردي و علاقته بالمسرح العراقي


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - تراجيديا وملهاة