أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح














المزيد.....

تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 23:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الإصلاح
د. جاسم الصفار
26-07-2021
تطور الوضع في تونس بسرعة تجاوزت إمكانية المتابعين على مجاراته وتوقع متغيراته. ففي يوم الأحد 25 يوليو / تموز اندلعت في عدد من المدن التونسية أعمال احتجاجية، يشار الى أنها عفوية. وانصب غضب المحتجين، غير الراضين عن تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد على خلفية تفشي الوباء، على حزب النهضة الحاكم. لذا تم الهجوم على مقر الحزب وطالب المتظاهرون بحل البرلمان وتغيير النظام السياسي ومحاكمة المتهمين بتدهور الوضع الوبائي والاجتماعي والاقتصادي في الجمهورية. وفي مساء نفس اليوم، دون انتظار انتشار أعمال الشغب في العاصمة بعد وصولها الى ضواحيها، أعلن رئيس الدولة قيس سعيد تعليق أعمال مجلس نواب الشعب (البرلمان). وسحبت قطعات من القوات العسكرية التونسية يوم الاثنين إلى العاصمة.
حسب وكالات الانباء العالمية فان القوات العسكرية التونسية سيطرت مباشرة على وسط العاصمة وحاصرت مبنى البرلمان ومنعت الدخول اليه. وبقرار من رئيس الجمهورية قيس سعيد أقيل رئيس الحكومة، من حزب النهضة، هشام المشيشي من منصبه ليتولى قيس سعيد مهامه إلى أجل غير مسمى. كما رفع الرئيس، بقرار منه، الحصانة الدبلوماسية عن النواب، وبالتالي يمكن اعتقالهم دون أي مانع قانوني في أول محاولة للمقاومة.
حزب النهضة لم يخرج من تأثير المفاجأة بعد، ولم يواجه المتظاهرين المهاجمين لمقراته، سوى بمقاومة ضعيفة لم تخلو من ممارسات إجرامية فردية. في غضون ذلك، أعلن زعيم هذا الحزب، المخضرم في السياسة التونسية، راشد الغنوشي، أن رئيس الجمهورية قيس سعيد نفذ انقلابًا على الديمقراطية. ودعا أعضاء حزبه إلى الاحتجاج السلمي.
يتفق الكثيرون مع تقييم الغنوشي للإجراءات التي أقدم عليها الرئيس دون أن يأخذوا بنظر الاعتبار حيثيات تلك الإجراءات وأهدافها وكذلك شعبيتها. الا أنه من الجهة الأخرى كان الرئيس واثقا من عدالة موقفه ودستوريته، ففي كلمته التي القاها عبر التلفزيون، قال قيس سعيد "لقد اتخذت قرارًا كان عليَ اتخاذه قبل بضعة أشهر، وهو تجميد جميع وظائف البرلمان"، مبررا لجوئه للتجميد دون الحل، بأن "دستور البلاد لا يسمح بحل البرلمان لكنه لا يمنع تجميد أنشطته."
وتجدر الإشارة الى أن النخبة السياسية التي يتصدرها النهضويون لم تتمكن طيلة السنوات العشر التي انقضت على الثورة التي أطاحت ببن علي، من حل المشاكل الاقتصادية التي كانت السبب في اندلاع الثورة وسقوط سلطة بن علي. فلا يزال الشباب المتعلم بلا عمل ولا آفاق مستقبلية في بلدهم، ولا يزال مستوى المعيشة متدنياً، ومستوى الفساد، على العكس من ذلك، مرتفع. ومما "زاد الطين بله" كما يقول المثل العراقي، تفشي الوباء وتوقف تدفق السياح، علماً بان الاقتصاد التونسي يرتكز بالأساس على السياحة والمنتجات الصناعية واليدوية المرتبطة بهذا القطاع.
بالمناسبة، فان قيس سعيد هو الشخص الأكثر ملاءمة لدور إعادة تحديث الديمقراطية بتخليصها من هيمنة الإسلاميين. إنه ليس رجلاً عسكريًا، ولا شرطيًا، بل أستاذ قانون. في عام 2019، فاز سعيد بالانتخابات الرئاسية بشكل غير متوقع. وكان من المنتظر أن يصوت الناس لمرشح حزب النهضة عبد الفتاح مورو المرشح الأوفر حظا في الانتخابات، والذي تم اقصائه في الجولة الأولى من الانتخابات. وفي الجولة الثانية، تم إقصاء نبيل قروي، المرشح الإسلامي الاخر.
يقول الخبراء إن فوز قيس سعيد في تلك الانتخابات كان وراءه نفس الشباب التونسي الذي أطاح ببن علي. كان سعيد الامل الأخير للشباب التونسي المحتج، مع علمهم بأن سلطات الرئيس في تونس محدودة بشكل كبير بموجب القانون. وهذا ما يفسر سعادة حركة الشباب الاحتجاجية بالإجراءات التي اتخذها رئيس الجمهورية.
تمر الديمقراطية في تونس الآن باختبار صعب. فمع تأييد الاتحاد العام التونسي للشغل لإجراءات الرئيس وتفهمه لأسبابها الا أنه، في نفس الوقت أكد في بيانه الصادر اليوم، على أن تكون تلك الإجراءات ضمن خطة عمل محدودة في زمنها، تعود بعدها الحياة الديمقراطية في البلاد الى وضعها الطبيعي. ومن جهته وعد الرئيس بأن تجميد البرلمان اجراء مؤقت. ومع أني لا أتمنى أن ينطبق على هذا الوعد المثل الروسي المعروف "ليس هنالك أكثر دواما من الإجراءات المؤقتة"، فاني مؤمن بأن الديمقراطية ليست سوى وسيلة غايتها سعادة الانسان ورفاهه الروحي والمادي، فان انحرفت هذه الوسيلة عن هدفها لابد من حل لإصلاحها.



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الثورة والردة
- المتغيرات الدولية والمحلية بعد حرب ألأحد عشر يوما
- لمحات من تاريخ العراق الحديث
- قراءة في نتائج قمة جنيف
- تغريدات خارج السرب
- بانوراما المصالحات التركية العربية
- خواطر ما بعد الحرب
- ممهدات الحرب الاخيرة في فلسطين
- مقاربات بين احتلالين
- لمصلحة من، التقارب السعودي الايراني
- عودة السياسة الامريكية الى سياقها التاريخي
- لا جديد غير الايديولوجيا
- متى سنكون ما نريد
- الاليات الجديدة للسياسة الامريكية
- مقاطع من فصول كتاب -الاعتقال السياسي، صفحات لم تنطوي بعد-
- لكيلا يدق المسمار ألأخير في نعش الحياد العلمي
- قرار الحرب لم يعد أمريكيا
- الحدث الايراني...متابعات صحفية وتكهنات أولية
- سطور من سنوات عجاف
- من اجل قيم حضارية انسانية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم ألصفار - تونس بين ديمقراطية الفساد وديمقراطية الاصلاح