أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار حول مزايا الفلسفة














المزيد.....

أفكار حول مزايا الفلسفة


زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 6970 - 2021 / 7 / 26 - 01:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


------------------------------
الفلسفة - كما أفهمها - هي قولٌ كليٌ دقيق ومجردْ،
عمادها المنطق و قدرة الذهن على التجريد،
و ديدنها الدقة في عقل المفاهيم،
وسعيها هو طلب الحقيقة ، ضمن حدود الفهم اللحظي في ذهن الفرد المتفلسف.
والذي لا يُميّزه شيء عمّن سواه من الأفهام سوى انه فهم انساني منطقي حصيف، استطاع إثر الدهشة والسؤال ، أنْ يعي رحيب جهله اكثر من غيره وحسب ..
وللفلسفة بفعلها النقدي العقلي، مأثرة فضلى، تتبدى في أنّها تُعلمنا فنّ إعادة النظر الدائمة، فيما نحمل من حقائق، و ما نُجل من يقينيات، أو نقدس من أفكار .
و هي التي تجعلنا نتفكر بعمق، عبر تكرار لا ينقضي ولا ينقطع ، في معنى الحياة ككل، و تدفعنا لأن نتأمل ملياً في حال جدواها و مثواها ..
وربما الأهم من ذلك كله ، تعلمنا كيف نحترم الحتميات في ناموس التغيير الكوني،
وتجعلنا أقدر على فهم معنى الضرورات التي تتراصف توالياً في مجرى الواقع، ومن ثم تمكننا من تقبلها دون امتعاض مسرف لا طائل منه.
بمعنى آخر ، الفلسفة تبين لنا أهمية ان نتقبل ضرورات هذا الواقع كما هي، و تدفعنا أكثر من أي شيء آخر، لأن نعمل على فهمها، قبل الشروع والاستعجال في رسم الخطط لتغييره جذريا..
و تشجعنا على ان نفهم ضرورات الواقع كما هو، دون ان نُعقلن أوهامه الجذابة أو نُمَطق خرافاته الآسرة للألباب وحسب .
و الضرورة - كما ازعم تعريفاً وفهماً - هي مايمكن وصفه بالحال اللازم لما لا مناص من وقوعه.
أي هي عبارة عن تلازم تعاقبات لواقعات حيادية نحو وجودنا ، وكذلك نحو تقيمنا لموقعها وأثرها على كافة مناحي حياتنا، ليس لها ان تكون ذات مناسبة سعيدة او تعيسة..
انما نحن الذين نسبغ عليها صفة الخير اذا وافقت رغباتنا وميولنا ، ونمنحها صفة الشر حين تخالف أهواءنا وأمنياتنا .
كما ان امتلاك ناصية التفلسف - في تقديري- سيجعلنا اكثر هدوءا وحنكة ، إبان وقوع الحوادث، و أكثر سيطرة على انفعالاتنا إبان الملمّات الكبرى أو عند تدفق عظائم الخطوب،
و تعتبر المقدرة على التفلسف بمثابة معيار لرصانة الفهم عندنا ، وتوازن الوعي النفسي لدينا ،
بخاصة، عندما تخالف تلك الأحداث ووقائع الخطوب المعيشة، افكارنا اليقينية المُحكمة، او حين تبدو لنا مخالفة تماماً لسياق التطور و مجرى الواقع .
قصارى القول :
أنا أعتقد أن دراسة الفلسفة وأسس التفكير العقلي، وامتلاك ملكة التفكير النقدي الفلسفي، هي التي تعصم أذهاننا من الوقوع في شباك العواطف بالمطلق، و بالتالي تمنع أفهامنا من أن تنهج منهجاً مضللاً ، أو تمضي في شطط نحو تحليلات واستنتاجات بعيدة عن الموضوعية .
و لا ينبغي لنا أن ننسى ، بأن العقل - في النهاية - هو مقدرة المرء على الإحاطة الذهنية، و حصافته في التحديد و التنظيم ، و كذلك في امتلاك المقدرة على مهارة الربط بين المدركات والانطباعات، التي تمّ ولوجها الى الذهن عبر الحواس .
و لربما من أعظم فضائل العقل النقدي اليقظ لدى المرء، تكمن في حسن اختياره للوسائل الصحيحة لاكتساب المعرفة الموضوعية، ومن ثم تنظيمها و تكييف استعمالها جيداً، كي تتلاءم والغايات المراد تحقيقها. بغض النظر عن خير أو شر تلك الغايات.
أخيرا : أزعم أن اختلاف افهامنا عن بعضها البعض ، إنما يعود إلى مقدار هذا التنظيم, والى مدى صحة ذاك الربط ، الذي يضبط مسارات الفهم المتعددة فينا ، التي تحدد لنا عمق صوابية كل الاتجاهات الفكرية نحو سعيها الدؤوب إلى سؤدد الكمال المنشود في طلب الحقيقة ..
وليس هناك اجمل عندي من أن اختم مقولتي هنا بعبارة للفيلسوف المفرط بإنسانيته "نيتشه :
" إن الفلسفة ليست تأسيسا لديانة ولا تبشير بحقيقة, ولا وعدا بالحرية و السعادة, بل هي نبش في الأسس, وتعرية للأصول, و ازالة الأقنعة و فضح الأوهام ..."
للحديث بقية ..



#زكريا_كردي (هاشتاغ)       Zakaria_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل - سيرة ذاتية -
- الانتخابات الرئاسيّة السورية.. صوت العقل
- أفكار أولية حول أهمية الحقيقة الدينية والحقيقة الإنسانية
- - البشر الأحياء - حوار مع الفنان التشكيلي العالمي CHALAK
- دردشات حول وباء التملّق ...
- عصر الغوغاء الرشيد
- من وحي كتاب -سيكولوجية الجماهير-
- أفكار حول أهمية العمل الخيري التطوعي
- - كوفيد 19 والنصف - مونودراما شعرية للشاعر - مزعل المزعل -
- ما هي الحقيقة ..؟!
- لصوص الفكر ..
- رأيٌ آخر..
- الدّين عندَ الفيلسوف إيمانويل كانط
- إنطباعات حول فيوض الشاعرة السورية - فينيق عليا عيسى -
- - الله - عند اسبينوزا..2
- - الله - عند اسبينوزا..
- هيغل - رُؤيَةٌ مُبَسّطة ..
- أفكار حول الطائفية الدينية ..
- وباء لغوي ..
- السؤالُ المُحَرّمْ ..!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زكريا كردي - أفكار حول مزايا الفلسفة