أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كواليس: التقنية في المسرح














المزيد.....

كواليس: التقنية في المسرح


سامي عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 6969 - 2021 / 7 / 25 - 02:03
المحور: الادب والفن
    


يمكن تعريف مصطلح (تكنولوجيا) قاموسياً على أنها المعرفة النظرية في الصناعة وفنونها أو أنها استخدام العلوم في الفنون، ويمكن تعريف التكنولوجيا الحديثة على أنها استخدام المخترعات العلمية في العمل الفني.
في القرن العشرين أصبحت التكنولوجيا عصباً حياتياً ضرورياً لحياة الإنسان بعد أن تعقدت وتشابكت مصالحه وتزايدت مشاكله وطموحاته، وراح العديد من العاملين في حقل المسرح يفكرون في كيفية الافادة من التطور التكنولوجي وتوظيف وسائله في العرض المسرحي كأحد عناصر التعبير، وكان الألماني (اروين بيكاتور) من الأوائل الذين وظفوا الوسائط التكنولوجية في العرض المسرحي مبرراً ذلك بالاستجابة لمتطلبات العصر وسيطرة الآلة على الإنتاج وقبل (بيكاتور) راح أعضاء ما سمي (بادهاوس) وفي مقدمتهم (لازالو ناغي) يوظفون الصور المنعكسة على الشاشة والشريط السينمائي في عروض المسرحيات، إعتقد (بيسكاتور) أن المسرح بفضائه الضيق لا يمكن أن يحقق متطلبات المسرح الملحمي الكثيرة، وقد وجد في التكنولوجيا ضالته، ففي مسرحية (الرايات) لمؤلفها (الفونزباكيت) التي تناولت محاكمة أحد الثوّار في شيكاغو عام 1888 استخدم الشاشات المتعددة وعكس عليها صوراً للخلفية الاجتماعية والاقتصادية للفعل الدرامي وفي مسرحية (راسبوتين) التي تعرضت لحياة ذلك الآفاق التي تحكم في سلطات القياصرة في روسيا استخدم بيكاتور فيلماً سينمائياً من الأرشيف صور حياة أولئك الحكام المستبدين وحذا المخرج (بريخت) حذو زميله (بيسكاتور) في استخدام التكنولوجيا الحديثة في عروضه تحقيقاً لمتطلبات المسرح الملحمي وتعدد فضاءاته.وراح أصحاب (المسرح الشامل) يؤيدون استخدام التكنولوجيا في عروضهم وحجتهم في ذلك أن أكثر من وسيلة للتعبير أفضل من واحدة، ويذكر أن الموسيقار (ريجارد فاغز) في (مسرح بابروت) استخدم بانوراما تتحرك لتصور رحلة (بارسقال)، كما استخدم (دراغون) بعيون تفتح وتغلق عندما أخرج اوبرا (زيغود)، وفي العصر الحديث استخدم (آرثو) أجهزة متموجة ومتذبذبة ترافق ذبذبات صوتية وأصوات متقطعة من أجهزة صوت خاصة، ذلك لغرض التأثير على أعصاب المتفرجين وإحداث هزة في نفوسهم.بالمقابل ادعى المعارضون لاستخدام التكنولوجيا في العرض المسرحي بأن من يحافظ على جوهر الفن المسرحي هو الممثل لا غيره، وان التكنولوجيا إنما إضافة تخرب ذلك الجوهر وتفقده قيمته وعدّ الوسائط الأخرى دخيلة، وأوضح بأن سحر المسرح يكمن في الفعل الدرامي الذي يمثله الممثل وان استخدام الشريط السينمائي والصور المنعكسة على الشاشات إنما يدل على الفشل في تحقيق تفرد المسرح وتميزه، وظهر العديد من المسرحيين في عصرنا الذين يؤيدون أفكار تمرد تونسكي في نبذه لاستخدام التكنولوجيا وبالأخص أولئك الذين يعملون في المسرح التجريبي مثل (جوديت ميلينا) و(جوزيف شايكن) و(ريجاردششنر).لعل من أبرز العروض التي اعتمدت على استخدام التكنولوجيا ما سمي (لاتيرناماجيكا) أو (الفانوس السحري) وهي تقنية تجمع بين فني السينما والمسرح حيث يمهد للعرض المسرحي بعرض سينمائي فتتحول من الصورة الفيلمية الى صورة حيّة في الفضاء المسرحي.وتذكر بأن المخرج المسرحي المصري (جلال الشرقاوي) قد أفاد من تلك التكنولوجيا في عرض مسرحيته (انقلاب) واستقدم فريقاً متخصصاً مِن براغ مَن تدرّب على يد المصمم المشهور صاحب ذلك الاختراع (جوزيف زفوبودا)، وفي مسرحنا حاولت المخرجة (عواطف نعيم) استخدام الصور المنعكسة على الشاشة في مسرحيتها (دائرة العشق البغدادية)، وحاول المخرج (عماد محمد) في مسرحيته (ساعة الصفر) استخدام الشريط السينمائي وفي كلا الحالين لم يستطع المخرجان الإفادة الكاملة والمكملة من التكنولوجيا.نعتقد أن السبب هو في سوء استخدام الأجهزة من قبل مشغليها من جهة وعدم تحقيق الإضافة المطلوبة أو الأبعاد المتسعة للحدث الدرامي.



#سامي_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كواليس: الغموض في المسرح
- كواليس: لا تجريب بدون تقليد ولا تجريب بدون تجديد !
- كواليس: مفهوم (المسرح التجريبي)
- المؤامره الحقيقيه
- لوعلموا... مافعلوا
- يقطع النت علي النتيت علي تويتر علي الفيس ابصر ايه
- تقاسيم (يوسف العاني) المسرحية!
- تطور الظاهرة الاخراجية في المسرح العراقي
- غياب المسرحية الموسيقية!
- فشل مستمر في إضاءة المسرحيات في العراق
- التعبير والتعبيرية في الفن المسرحي
- وتبقى (الدراما) هي الأساس!
- ماذا على الإدارة الجديدة للسينما والمسرح أن تعمل
- المسرح والتداخل الثقافي بين الأمم!
- الديمقراطية والمسرح الإغريقي القديم
- الرمز والترميز والرمزية في المسرح
- لنتذكر (بدري حسون فريد)
- المسرح الكردي و علاقته بالمسرح العراقي
- بدايات المسرح الحديث
- قاسم محمد التجديد في المسرحية الشعبية


المزيد.....




- -متحف البراءة-.. بوح باموق من الصفحات إلى أعين الزائرين
- ترددات قنوات الكرتون .. تردد قناة توم وجيري الجديد 2024 على ...
- اطلع على موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 165 مترجمة عبر ق ...
- أغنية مصرية للأطفال تحقق مليار مشاهدة (فيديو)
- أثارت جدلا.. ليلى عبد اللطيف تتوقع مصرع فنان وتورط ممثل عربي ...
- إنزو باتشي: حرب إسرائيل هي تطهير عرقي، ونعيش مرحلة تاريخية م ...
- الليبي سعد الفلاح يهزم البلجيكي ساجورا بالضربة الفنية القاضي ...
- غارديان: هل كانت محاولة الانقلاب في بوليفيا مسرحية نظمها الر ...
- مصر.. تفاعل ومطالبات بمحاسبة المسؤولين عن إقامة حفل ابنة مذي ...
- شاومينج بيغشش.. تسريب امتحان اللغة الأجنبية الأولى ثانوية عا ...


المزيد.....

- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي عبد الحميد - كواليس: التقنية في المسرح