حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 23:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد وصلت بنا الأمور إلى درجة قاسية من التخلف الفكرى التى تعكس حالة من التكلس والغيبوبة السياسية وإنسداد شرايين العقل والفهم، فرغم إننا قد فرطنا منذ شهور قريبة فى أعظم ثورة سلمية شعبية شهدتها مصر فى تاريخها الحديث ، وبعناها بأبخس الأثمان، بمساندة رئيسية من قوى سياسية بعينها ، إلا أن بعض المنتمين لتلك القوى لا يخجلون من محاولات العودة بنا إلى الوراء عشرات السنوات للتباهى بذكرى الحركة المباركة التى تمت بإستخدام السلاح والقوة الباطشة وخيانة القسم والولاء ؟ ويصممون بلا خجل ونحن فى القرن الواحد والعشرين على التلويح بصور الزعيم المفدى والقائد الضرورة الذى حرر مصر وأنقذها وقاد ثورتها فى 23 يوليو 1952؟
يحتفلون بشخص وكإن مصر عدمت الزعماء وإنهارت قدرتها على النهوض من بعده ، ثم يكررون لنا بلا سأم كل الكلام الماسخ الممل عن إنجازات يوليو وعبقرية الرجل الذى قهر الاستعمار والرجعية فى زعمهم وكإننا فى الوقت الحالى دولة عظمى ؟
لقد إنهارت قواعد حركة 23 يوليو عندما أورثت مصر نكسة عسكرية لا مثيل لها فى القرن العشرين ، وإنتهت تلك الحركة تماما بعد القضاء على كافة آثارها الموروثة على المستويين الإجتماعى والإقتصادى ، وذلك عندما تراجع رجالات تلك الحركة ومستورثوها وكهنتها مائة وثمانين درجة عن قيم العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص ،وأعادوا مصر إلى عهود ماقبل الملكية ، وأيضا بعد أن إنهارت إنجازاتها الصناعية والزراعية وبتنا مهددون بالحصار المائى ؟
أما على المستوى السياسى فقد إحتفظنا بأسوأ ما خلفته لنا (ثورة يوليو) حيث توارثنا سياسة إقصاء وإعدام المخالفين فكريا وسياسيا ثم الرقص والتهليل على جثامينهم ، وكذلك عبادة وتأليه الفرد الذى يمتلك مفاتيح القوة والقهر ؟
أما على المستوى الوطنى وبعد أن إنفصلت مصر عن السودان ، وقبولنا المخزى بتحويل أم الرشراش إلى إيلات ، لم تخجل إبنة الزعيم الخالد من التأكيد على سعودية تيران وصنافير ،ولم يزجرها أى من كهنة ومستورثى الحركة المباركة الذين لا يملون من شيطنة هذا وتخوين ذاك ؟
حتى على المستويين العربى والإسلامى باتت تل ابيب اقرب لنا من غزة ، واليونان وقبرص أعز علينا من تركيا وإيران ؟
كما انتشرت القواعد العسكرية فى كل بقاع العالم العربى بدون إستثناء ؟
أما الإنجاز الوحيد المفتقد الذى يحاول المرتدون وطنيا ودينيا عودتنا إليه ،هو إزاحة مظاهر التدين الإسلامى، وإعادة تعرية المرأة المصرية من جديد كما كانت فى الستينيات ترتدى الميكروجيب وملابس النوم فى الشوارع والأفلام (العربية) ؟
فياعبدة الفرد وياعبيد الأشخاص ، يامن أورثتمونا الخيبات وعارات الإنكسارات وتسببتم بغبائكم وتكلسكم فى ركوع مصر أمام أعدائها ، وأرغمتموها على التمرغ فى عار الوحل والتخلف دون أن يرف لكم جفن ، يامن ترفعون صور الأشخاص بينما البلاد تتعرض لحرب إبادة بسبب تراث سيدكم ، لو سمحتم إسكتوا ، فصمتكم فضيلة وخرسكم عبادة !!
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟