فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 13:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المدخل إلى معرفة حقيقة الظاهرة أو الشيء في الوجود يأتي من خلال المعلومات المستخلصة من الواقع الموضوعي والتجربة المستخلصة من علاقتها بالسبب والنتيجة .. وهذه الملاحظة يمكن أن نسترشد بها من الواقع العراقي وتجربة الشعب معها من خلال الأسباب والنتائج لفترة حكم دام سبعة عشر عاماً وكأن الحكم في العراق أصبح ملك صرف موزع بين الأحزاب السياسية من خلال المحاصصة الطائفية رئيس الوزراء شيعي المذهب والحقائب الوزارية .. الوزارة الفلانية للحزب الفلاني شيعي أو سني أو مسيحي وكذلك مجلس نواب الشعب .. وهذه الظاهرة تكونت من خلال مجلس الحكم الذي ألفه بول بريمر الحاكم المدني العام على العراق في فترة الحكم الأمريكي للعراق حيث تأسس هذا المجلس وفق النسبة لطوائف العراق وعلى أساسه تكونت الوزارة العراقية .. الأسباب أفرزت محاصصة طائفية ومحسوبية ومنسوبية وفساد إداري والاقتصاد الريعي الذي أفرز شعب مستهلك وغير منتج بسبب فقدان الصناعة والزراعة وأصبحت جميع حاجيات ومستلزمات الحياة للشعب تستورد من دول الجوار والنتائج أفرزت البطالة والفقر والجوع والتسول وإهمال التعليم والدراسة أفرز الأمية والجهل والمرض والمخدرات والعنف الأسري وتفشي ظاهرة الانتحار. وأدت هذه السلبيات إلى انفجار الشعب في الثورة التشرينية (الجوع والغضب) وقدمت أكثر من خمسمائة شهيد وأكثر من خمسة وعشرون ألف جريح وفرضت إقالة رئيس الوزراء وتحقيق إجراء انتخابات مبكرة التي أصبحت الأمل والرجاء في التغيير السياسي والاقتصادي على الساحة العراقية وحدد موعد الانتخابات النيابية المبكرة في يوم 10/10/2021 وتولى رئاسة الوزراء الكاظمي للفترة الانتقالية وقد تعهد الكاظمي بأن تكون الانتخابات مهمته الرئيسية وتعهد بانتخابات نزيهة ونظيفة وحرة تحقق طموح وأمل الشعب في التغيير إضافة إلى الوعود التخديرية والترقيدية الأخرى التي لم يلمس الشعب على الصعيد العملي إنجازاً أو نهجاً يستوحي هذا التوجه وحتى الانتخابات كذلك أدت أسباب تهديد المرشحين والناخبين واغتيال البعض منهم إلى انسحاب أكثر من مائة مرشح ولا زالت ظاهرة انفلات السلاح والمال السياسي وبطاقات الانتخاب قصيرة الأمد وليست البايومترية تهدد وتسبب بالتزوير ولم يبق عن موعد الانتخابات سوى ثلاثة أشهر والسيد الكاظمي إلى الآن لم يتوضح موقفه في التصدي لانفلات السلاح والمال السياسي والتزوير كما أن الأحزاب السياسية مارست مختلف الوسائل في السابق من أجل الفوز بالانتخابات وليس من المعقول أن تتخلى عن منصبها ومركزها وهيبتها وتعهدها بالتمسك بسلطة الحكم إلى أبد الآبدين أن تتخلى عن وسائلها وسلوكها وتصرفها وترك سلطة الحكم إلى القوى الأخرى وسوف تفعل المستحيل من أجل المحافظة على مصالحها ومناصبها ومركزها لأن (فاقد الشيء لا يعطيه) ويبقى الأمل والرجاء والالتزام وشرف الكلمة والمواعيد بالسيد رئيس الوزراء الكاظمي في نزاهة وحرية الانتخابات.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟