|
برنامج الحزب الشيوعي الاسرائيلي كفيل بإخراس صوت الحرب وترسيخ صوت الحياة!
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 1641 - 2006 / 8 / 13 - 10:22
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
انعكس حقد حكام اسرائيل المتميز بوحشيته وهمجيته ضد الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي، في السياسة المنتهجة على مدى عشرات السنين، والتي تتناقض مع متطلبات الحياة الانسانية الحقيقية، والعيش باحترام وكرامة ومحبة وتعاون وسلام وطمأنينة، فعلى الصعيد الفلسطيني، انعكست وتجسدت وتنعكس وتتجسد تلك السياسة الكارثية، في تشريد الشعب الفلسطيني من وطنه وهدم مئات مدنه وقراه ومصادرة اراضيه وملاحقته في المنافي واحتلال اراضيه، ومنعه من العيش في دولة مستقلة الى جانب اسرائيل والاصرار على ابقائه مكبلا بقيود الاحتلال، غير آبهين للثمن المترتب عن ذلك، الذي يدفعه ابناء الشعبين في كافة المجالات، وعلى الصعيد الاسرائيلي، تجسدت وانعكست تلك السياسة الكارثية في زرع وتعميق مفاهيم ونزعات الحقد والعنصرية والاستعلاء والاستهتار بحق ابناء الشعب الفلسطيني في العيش الانساني الحقيقي، والتحريض الدائم على العرب، وتكمن خطورة ذلك النهج الكارثي العنصري، في ان 85% من المواطنين اليهود يؤيدون الحرب العدوانية على لبنان وعلى الفلسطينيين، وذلك يعني تفضيل لغة الدبابة والمدفع والقنابل والقتل في التعامل مع الفلسطينيين بشكل خاص ومع العرب بشكل عام، على لغة الاحترام المتبادل والتعايش السلمي باحترام وحسن جوار وتعاون وتعميق المشترك، ورصد كل الموارد والمشاريع لتعميق وترسيخ القيم الانسانية الجمالية وبالتالي الحياة السعيدة والتآخي، ومن نتائج تلك السياسة الكارثية العنصرية، تبذير المليارات الكثيرة على وسائل القتل والدمار والاستيطان وتنفيذ المشاريع العنصرية بدلا من صرفها على مشاريع انسانية تخدم الانسان وحقه في العيش، وهل صدفة وجود مئات الآلاف يعيشون في اوضاع مأساوية، وتحت خط الفقر ومنهم من يعاني الجوع؟ قال رئيس الحكومة، ايهود اولمرت، في اصراره على مواصلة الحرب والعربدة، قبل ايام، "تنتظرنا ساعات من الخوف والغموض والالم والدم والدموع"، اليس ذلك بمثابة تأكيد على ان حكومة الكوارث المعادية للحياة ولجماليتها، ستواصل التمسك بسياسة الحقد والدم والقتل ورفض السلام؟ وهل ذلك الذي ينتظرنا بكل بشاعته وكارثيته وخطورته، منزّل من السماء ولا يمكن منعه؟ والسؤال، لماذا يا سيد اولمرت، لا تنتظرنا ساعات الفرح والمحبة والهدوء والبناء والعمران وترسيخ مفاهيم وقيم التعاون لتوطيد علاقات حسن الجوار والتآخي والاحترام المتبادل؟ ان الحقيقة التي لا يمكن دحضها، ان حكام اسرائيل جربوا على مدى عشرات السنين ويصرون على تجربة سياسة العربدة والحرب والمجازر في التعامل مع الشعب الفلسطيني، في محاولة لتحقيق سياسة ونهج سلام الفارس والفرس، وفشلوا وسيفشلون في ذلك مهما عربدوا ومهما دعمهم سيدهم الامريكي ومدهم بكل وسائل القتل والاجرام، جربوا تلك السياسة الكارثية رغم ما جرته من كوارث على الشعوب بمن فيها شعبهم، ويرفضون تجربة سياسة السلام الحقيقي، فالى متى ذلك؟ يجب ان يتعلم الانسان كيف يحيا وبالمقابل كيف يموت ومن اجل ماذا ولماذا. وفيما يموت الفلسطيني من اجل انتزاع حقه الشرعي والمقدس في الحياة بحرية وكرامة واستقلال وطمأنينة وسلام، في وطنه، يموت الاسرائيلي من اجل تكريس الظلم والاجحاف والحقد والاستعلاء، وفي خدمة اصحاب المصالح في اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية الذين يهمهم مواصلة ضمان تكديس الاموال بغض النظر عن الاساليب لذلك، وطالما ظلت الجماهير اليهودية بالذات، تعيش في دائرة الدم والحقد والعنصرية ودوس حقوق الغير، دائرة رؤية الحياة والتعامل مع الآخرين من خلال العصا وفوهة البندقية، وطالما ظلت تلك الجماهير تعيش في تقاعس وتخاذل وعدم السعي لوضع حد لسياسة حكامها الكارثية، فالنتائج الحتمية ستكون المزيد من الكوارث والدماء والدموع واليتامى والارامل والثواكل والحقد وعدم الاستقرار والفقر ولان تقاعسها عن النضال لوضع حد لسياسة حكامها الكارثية المعادية للحياة وقيمها الجميلة سيطيل ليل المآسي وأمد الظلم والاحقاد والاستهتار بها، وما هو الافضل لها العيش في الملاجئ والقلق الدائم والخوف ورؤية صور المجازر والدمار والارض المحروقة اليباب، ام العيش بحرية وسعادة في احضان الطبيعة والتمتع بالمناظر الخلابة وتغريد البلابل وهفهفة النسيم العليل الندي المضمخ بعطر الورود والحياة، وفي ظل العمران وفرح الاطفال في الملاعب وفي البيوت وفي المدارس؟ والحقيقة التي لا يمكن دحضها، ويحن الواقع وفي المجالات كافة لتبنّيها من قبل الجماهير، اليهودية والعربية، وترسيخها دائما وحمايتها، والكفيلة باخراج الجماهير كلها من مستنقع الحروب ودائرة الدم والدموع والآلام، هي دعم الحزب الشيوعي الاسرائيلي، الاممي، اليهودي العربي، لان برنامجه هو الوحيد الذي يضمن ومئة بالمئة اخراس وابادة صوت المدافع والحقد وترسيخ صوت المحبة والحياة.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألتصويت لقوى اليمين يعرّض الحياة للخطر!
-
ألحزب الشيوعي وبستان الحياة
-
ألنظافة الشيوعية
-
الشيوعية والأمومة توأمان
-
المرأة انسان كامل متكامل
-
الـ لا الحكومية والـ نعم الشيوعية
-
يوم الألم العالمي والفكر الشيوعي
-
الفرح والحزن والشيوعية
-
الشيوعية فقط تضمن البسمة الدائمة على وجوه الأطفال
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|