مصطفي راشد
الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 20:37
المحور:
الادب والفن
موقف غريب وطريف حدث بالفعل
------------------------------------------
منذ حوالي أكثر من 30 عامآ كنت طالبآ بمعهد سموحة الأزهري بالأسكندرية في عهد الشيخ أبو اخوات وذهبت انا وزميلي الشيخ محمد لقراءة القرآن في مأتم بالأنفوشي بحري وبعد أن بدأ زميلي الشيخ محمد وانا بجواره قراءة سورة طه والكل يسمع في خشوع؛ وصوت نحيب النسوة اهل الميت يأتى من خلف السرادق الملاصق لبيت المتوفي في مشهد حزين جدا ونحن نرسم الحزن علي وجوهنا لمواساة أهل الميت؛ والشيخ محمد يجود ويقول ( طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ؛ ليرد شخص حاضرآ ويقول : كدا كدا؛؛ ويكمل الشيخ محمد قوله ( إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى) فيقول الرجل: كدا كدا بعمق وتقوى وهو يهز راسه ثم يقول الشيخ محمد ( تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) فيعقب الرجل قائلا: كدا كدا،، وبدأت أنا والشيخ محمد ننظر لبعض بغيظ من هذا الرجل ونحن نكتم الضحك بشدة؛؛ وانتظرنا ربما يوقفه احد من اهل الميت؛ فاستكمل الشيخ محمد قائلا ( لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى) فعقب الرجل مرة أخرى كدا كدا؛؛ وهو جاد وخاشع؛ واكمل الشيخ محمد وانا وهو نخشى ان ننفجر بالضحك من هذا المدروش المخبول؛ فقال الشيخ محمد ( وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى) فعقب الرجل مرة أخرى بقوله كدا كدا؛؛ فأومات لزميلي الشيخ محمد ليختم قبل نهاية الربع ؛؛ ففعل وختم وطلبنا الذهاب للحمام وتحرك معنا واحد من أهالي الميت كي يدلنا على الحمام؛ وما ان توارينا عن أنظار الناس حتى أنفجرت انا والشيخ محمد بالضحك ونحن نضع أيدينا على فمنا لنكتم الصوت والشخص الموجود معنا ينظر لنا في اندهاش وبعد برهة من الزمن تمالكنا حالنا وقلنا للمرافق القصة وانه يجب أن يبعد الراجل بتاع كدا كدا؛؛ وإلا لن نكمل الليلة فقال لنا ده راجل طيب وبركة وأمام الجامع بتاعنا؛ فقلنا له تصرف؛؛ وجلسنا على كنبة بإحدى الغرف حوالي عشر دقائق حتى عاد لنا المرافق وقال خلاص خلصنا منه؛ فتملكني الفضول في معرفة كيف ابعدوه؛ فقال لي أن له اخ يسكن بالمندرة وقلنا له ان اخوك صدمته سيارة وهو الآن بمستشفى ابوقير وعلشان يوصل من هنا للمستشفى ويرجع فيها ساعتين ونصف على الاقل تكونوا ختمتوا الليلة؛؛ وبالفعل عدنا لكن هذه المرة من غير كدا كدا
د مصطفي راشد عالم أزهري وأستاذ القانون للإستفسار ت وواتساب 61478905087 +
#مصطفي_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟