أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الوعي الكائن والوعي الممكن في (هذا العام نريده مختلفاً...) للشاعر حبيب السامر















المزيد.....

الوعي الكائن والوعي الممكن في (هذا العام نريده مختلفاً...) للشاعر حبيب السامر


طالب عمران المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 18:42
المحور: الادب والفن
    


ما ان تقف عند عتبة القصيدة بدون ان تدري تسحبك الكلمات بعبق اثيري ينساب الى جنبات الروح.. مفردات لحظية وامضة عفوية شفافة تحضر بدون استدعاء فتفض بياض الورقة ..( هذا العام نريده مختلفا)...نص من مجموعته الشعرية (بابيون )1
فمن تلك العنونة عتبة النص ( العنوان المركب) 2 ، ذو الوظيفة الدلالية التي تكشف بعض دلالات النص وهو الاسلوب الذي وظفه الشاعر . نستشف ان دلالة العنوان يتكون من شقين هما" الوعي الكائن" و"الوعي الممكن"3 يتجلى في رغبة الشاعر بتجاوز التغير نحو الافضل أي تجاوز الوعي الكائن الى الوعي الممكن وهو نوع من انواع الوعي حيث انه يعي واقعه ويتجاوب معها منفتحا في الوقت نفسه على واقع الاخرين وبنظرة "رؤيا حياتية مستقبلية" وبشكل فطري يتجاوز من خلالها مآسيه وواقعه المرير (الوعي الفعلي) او القائم وهو الوعي السلبي بالحاضر ، الى نظرة تفاؤلية خيالية حالمة تتجاوز الواقع الى البديل الممكن الوعي اللحظي (الوعي الممكن) وعي جديد يعطي امكانية التغير(تغير الواقع السلبي).
. نرى ذلك جليا في استهلاله لنصه متفائلا ومستقبلا وهو يستعد قدوم عام جديد :
1
اقترح عليكِ، كي نستعد لاستقبال مطر اللحظات
القادمة
أزين زوايا البيت ببقايا أشجار السرو، وهدايا أعياد الميلاد
القديمة.
وفي نصه الذي يعبر عن الصورة المغايرة للواقع الخارجي السلبي نص رقم (5):
لا علاقة لنا بما يحصل الآن
خارج هذه الغرفة
هنا تتقافز الفراشات وهناك
تتطاير الشظايا
ما حدث
ان اختلطت ألوان الفراشات بشفرات الشظايا
وحزت الموسيقى
وعي المبدع ودوره البارز الذي يفرض سلطته على طريقة الكتابة اولا وفيما تطرح هذه الكتابة وثانيا على صعيد المضمون من رؤى وطروحات ومشاعر تحرك الشكل الخارجي للنص..
ومن خلال حواره على محاور رئيسة يقول "حالة الكتابة عندي لحظية جدا، بدون استدعاء.. الكتابة أحسبها عالمي وطقسي المتغلغل فيّ.. لا وقت للكتابة لديّ.. أكتب متى ما استدعتني اللحظة الوامضة فضّ بياض الورقة.. أمارس الكتابة على الورق لحد هذه اللحظة وأتركها أحيانا تنضج على نار الحياة ومراجل الصبر.. أدون أفكاري أحيانا .. أقرأ كثيرا.. أكتب قليلا.. لديّ مسودات بالجاف والحبر وقلم الرصاص.. أظل شاردا حين تداهمني لحظة الكتابة، أفرش روحي لها مائدة حين تومض وتطرق بابي، سعادتي تتجدد أثناء الكتابة وبعد الانتهاء منها، أجد نفسي محلقاً. الكتابة لحظة ولادة.. وكم من الأولاد لدينا نحن الذين نذرنا أنفسنا للورق."
محاولة مني كقارئ للنص الدخول في عالم الانا الشاعرة(حبيب السامر)والكشف عن مكنوناتها الثقافية والنفسية ،(أنا) أخلصت الرؤيا لحقيقة الشعر والشاعرية وأعطت الشعر الاولوية المطلقة المتحررة ،
ففي نظره "القصيدة عالم قدسي، حين تحضر القصيدة هو انك تكون لست انت لحظة التعامل معها.. مخلوق آخر يمسك بخيوط دخان يغزلها بحروف ضوئية لتكون القصيدة . وحين تفرغ شحنات النص تجد نفسك شكلا آخر يريد ان ينطلق في الهواء، يحلق ..يرسم عوالمه "
في جدلية العلاقة بين الأنا وذاتها وكذلك الانا والاخر عاطفياً (المرأة وعالم الحب) في نصه(هذا العام نريده مختلفا...)
وهذا يكسب أناه الشعرية اختلافا بيناً عن (الأنا) بمفهومها الضيق وتداعياتها السلبية في اطار النرجسية وحب الذات.
نرى ذات الشاعرة أنا حاضرة4 في نص (السامر)وهو نص حداثي بامتياز يكمن اهميته في اشتباكه المركب مع الواقع واللغة والوجود والعالم فهو بطبيعة الحال لا يعني فصل الانا الشعرية عن ابعادها واشتباكاتها الاخرى في مجالاتها الاجتماعية والثقافية والنفسية بما يحمل النص الشعري من قيمة جمالية، نراه جليا من خلال توظيف الافعال الظاهرة :
أقترح/أزين/ وددت/أدخر/ أكون/ أبخل/أقابلك/ أحاول/أرمم/أعدك/ أريد/أمرر/أكورها/أردد/
والتحولات التي طرأت على بنية الأنا في الشعر فنيا وموضوعيا من الانا الفردية الى الانا الاخر او انا الجماعة كما في المفردات :
عليك/ قدومك/ اقابلك/ أعدك/
نستعد/صباحنا/دعينا/ نكتبه / نستعد /نألفها
يتبين من الانا الساردة العلاقة القائمة بين هذين النصين رقم (1) الذي تتجلى فيها الرؤيا التفاؤلية والذات المشرقة، الجمال ، والحب ، البياض، النقاء ،الابتسامة ينظر الى العالم من نافذة مشرقة، تشع بمفرداتها :
هدايا اعياد الميلاد، الضوء ،عطري، بقلب ابيض ،الورد، موسيقى موزارت الهادئة، النغم المنساب ،وانزياحاتها وخروجا عن المألوف مبتعدا عن التقريرية واللغة المباشرة:
مطر اللحظات/ تراقص النوارس / رحيق الكلمات/ ادخر حباً/ موسيقى الروح
النص رقم (5) بمفرداتها التي تمثل الواقع السلبي بمدلولاتها السوداوية ، تتطاير الشظايا/ شفرات الشظايا/ حزت الموسيقى ، علاقة تنافر وتباعد وتضاد بين تصور الوعي الكائن والوعي الممكن
ان النص في مجمله جاء متماسكاً ومنسجماً بحيث كانت للروابط اللفظية والمعنوية وظيفة تنظيمية ودلالية ودوراً هاماً في هذا التناسق والانسجام
هذا العام نريده مختلفا...
1
اقترح عليكِ، كي نستعد لاستقبال مطر اللحظات
القادمة
أزين زوايا البيت ببقايا أشجار السرو، وهدايا أعياد الميلاد
القديمة.
فقط وددت أن أدخر قليلا من الضوء لقدومك
وأكون صريحا جدا هذه المرة
لن ابخل عليك بعطري،
أقابلك بقلب ابيض
وابتسامة لم نألفها من قبل
أحاول أن ارمم التأريخ الميلادي بيننا، بقليل من الموسيقى
أعدك ان قيثارتي ستسكب موسيقى موزارت هادئة هذه المرة
تراقص النوارس
لن ادخر حبا لقدومك
2
لا أريد لصباحنا أن يتكرر
دعينا نبتكر تقويم لحظاتنا
ونكتبه برحيق الكلمات
3
أمرر يدي على حافات الورد
أكورها على دخان شموع تذوي
فيما تتعاقب موسيقى الروح
تنتقل بين الحضور
قلبي أوشك على الطيران
4
رغم ضجة المكان
كنت أردد اسمك يختلط مع النغم المنساب
كانت الاغنية
اسمك فقط!!
5
لا علاقة لنا بما يحصل الآن
خارج هذه الغرفة
هنا تتقافز الفراشات وهناك
تتطاير الشظايا
ما حدث
ان اختلطت ألوان الفراشات بشفرات الشظايا
وحزت الموسيقى
لكن اللحن ظل ينساب حزينا
حتى آخر الحاضرين
وهو يكرر: أحبك!



#طالب_عمران_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزمكانية .. آليات المفارقة السردية في رواية ( ريم وعيون الآ ...
- سيمياء النص وكيمياء المادة في (قصائد خافرة ) للشاعر شكر حاجم ...
- الثنائية الضدية في غزالة الصبا للشاعر كاظم الحجاج (مقال منقح ...
- الثنائية الضدية في غزالة الصبا للشاعر كاظم الحجاج
- الليل في -امرأة من جنوب القلب-
- اتجاهات الرمز .. في ما قاله الغيم للعراق
- تراسل الحواس في قصيدة (حنين) للشاعر ناهظ فليح الخياط
- الصورة السينمائية وخصوصية اللقطة السريعة في (ألوان بالأبيض و ...
- البعد الدلالي والايحائي في قصيدة (ظلك الارجواني) للشاعر مازن ...
- شعرية الوجع في (موت جماعي ) للشاعر قاسم وداي الربيعي
- النضج الجمالي .. رسم في الخيال و تحقق المعنى في (عادات سيئة ...
- آلية الاشتغال السردي في رواية (حبة خردل ) للروائي عامر حميو ...
- الايقاع ونسج الصور في الوميض الشعري في (مجرات ضوء ) الاديب ر ...
- سومرية بين جدلية حب الوطن والحبيب في... (وأقشر قصائدي فيك) ل ...
- بنية النفي ودورها في انتاج الدلالة( لا أودعها أسراري ... ) ق ...
- البنى الاسلوبية واثرها الجمالي في (غزل حلي ) للشاعر موفق محم ...
- المنولوج الداخلي وأسلوب التكرار وأثره في خصوصية التشكيل الشع ...
- .تصعيد الدلالة عبر تصعيد مشاعر المتلقي في (جدائل شنكال) للشا ...
- بين الصمت والكلام عتبة نصية مقاربة نقدية في (آنية الوجع) للش ...
- الشعرية في نص (من انثيالات السمفونية التاسعة لبتهوفن) للشاعر ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب عمران المعموري - الوعي الكائن والوعي الممكن في (هذا العام نريده مختلفاً...) للشاعر حبيب السامر