أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - هل إخفاق الربيع العربي بسبب انتقال الخطاب الإسلاموي الجمعي من (جهاد الدفع إلى جهاد الطلب) .... د.عبد الرزاق عيد














المزيد.....

هل إخفاق الربيع العربي بسبب انتقال الخطاب الإسلاموي الجمعي من (جهاد الدفع إلى جهاد الطلب) .... د.عبد الرزاق عيد


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6958 - 2021 / 7 / 14 - 19:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باختصار فإن الخطاب الفقهي الإسلاموي يميز بين جهاد الدفع وبين جهاد الطلب، حيث يمكن أن نجد تفاصيل ذلك في كتاب الشيخ يوسف القرضاوي الذي يرأس حتى اليوم دار عقيدة الإسلام كما هو بابا الفتيكان عن (الجهاد ) تفصيلا ـ وهو باختصار شديد يعرف أن جهاد الدفع الأول هو (جهاد فرض عيني) على الأمة المغزوة كلها في أرضها من الخارج للدفاع عن أرض الإسلام ، بينما جهاد الطلب هو جهاد كفاية يقتصر على فئة من الأمة (كالجيش الذي يكلف بحراسة الأمة الإسلامية وذلك من قبل من ولي الأمر )، لغزو دار الكفار بهدف الفتح لنشر راية الإسلام



لقد نشرنا فحوى هذا التمييز للشيخ القرضاوي لنقول أن هذا تمييز ثابت ساري المفعول إسلاميا حتى اليوم، ليس من قبل الإسلام السياسي والجهادي الداعشي أو القاعدي فحسب، بل الإسلامي عموما كما يتداول عربيا وإسلاميا وعالميا،وهو معنى تعود مرجعيته الساخنة إلى الحروب الصليبية التي كان يتبناها خلال هذه الحروب في العصور الوسطى الغرب وليس الشرق الإسلامي فقط ، لكن الغرب كمنظومة فكرية وليس فردية راح يسمي حروبه الاستعمارية ضد الشرق بأنها (انتداب حضاري – مدني) وليس صراعا دينيا صليبيا ، بينما ظل الشرق معتصما بمفرداته الدينية المقدسة عن الحروب الصليبية، ومن ثم ظل الفكر الإسلامي يراوح مكانه في تداول مفاهيمه القروسطية عن الحروب بين دار الفكر ودار الإيمان سيما مع انبعاث الإسلام السياسي حتى بشكله البدائي الأخواني ، بل وبشكل أكثر ضراوة مع احتدام المواجهة بين الأخوان والعسكر سيما بعد تنظيرات السيد قطب ، بل وحتى في مرحلة الربيع العربي الذي لا يختلف عليها اثنان من البشر على أنها معركة الحرية للشعوب ضد الاستبداد والديكتاتورية وليست جهادا دينيا بين الكفر والإيمان ، حيث مع نجاح الأخوان في مصر راح الخطاب المشيخي حتى السلطاني يعزف على قيثارة (جهاد الطلب) بل بلغ الهوس الشعاري الجهادي حد أن أحدهم دعا إلى إحيار شعار جهاد الطلب الذي لولاه لما كان للمسلين أن يسودوا الأرض ويرفلوا بنعم الغنائم والترف إلا بفضل أسواق النخاسة لبيع الرقيق والسبايا والعبيد ...

مما لاشك فيه أن (جهاد الدفع) لا يختلف مع المسلمين أحد على شرعيته تحت صيغ عديدة لما يسمى في العصور الحديثة مسألة الدفاع عن الوطن أو الأمة أو الهوية أو السيادة مع تهميش استخدام مصطلح الحرب الدينية بوصفها حربا أهلية مقيتة تجر الويلات على الشعوب والحضارة الإنسانية ...

لكننا كمسلمين عندما اعتقد الكثيرون منا أن الأخوان بعد نجاحهم في مصر قد تمكنوا، فاعتبروا أننا يجب أن نرفع عقيرتنا برفع شعار (جهاد الطلب )، فقد آن الأوان لنحرر العالم من جاهليته ............
،ولهذا أرعبنا العالم بشرقه وغربه فاجتمعا على حربنا على أننا كشعوب أشد خطرا على مستقبل البشرية من طغاتنا الذين تخطوا في ضراوتهم الافتراسية معايير الحياة في الغابات ....

لنعد لفترة حكم الأخوان في مصر ونتابع الخطاب الديني (الجهادي السلفي والسلطاني العسكري) الذي يدعو المسلمين إلى تشكيل جيوش الإسلام فقد تجاوزنا جهاد الدفع عن أنفسنا، إلى المبادرة بجهاد الطلب لغزو العالم في عقر داره لتحريره من الجوع والعبودية والإذلال والمهانة البشرية..



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعل المصادفة التاريخية قد أفضت إلى هذا الترابط والتزامن الدل ...
- فرح وبهجة بعض من نخبة الفنانين السوريين بدستورية حقهم العبود ...
- شكرا لللكاتبة الإسلامية التويرية الثورية لأستاذة الفاضلة نوا ...
- حول رحيل الصديق ميشيل كيلو... وهل كان يستحق الدعوة له بالرحم ...
- الراحل ميشيل كيلو بين الطائفيين المعارضين والطائفيين المؤيدي ...
- بين المستنيرة الإسلامية نوال السباعي واليسار السوري
- نوال السعداوي بين (تغيير النصوص) أو( تعطيل النصوص) ...
- الخلط بين رفض نوال السعداوي للاسلاموية من جهة ، والترحيب بال ...
- ويحدثونك عن المجلس العسكري في سوريا الذبيحة !!!! د.عبد الرزا ...
- هل اغتيال لقمان سليم هوالرد الوحيد الإيراني الفارسي على الإذ ...
- شعبنا السوري يبرهن على حسه السليم في خياره الحاسم للثورة من ...
- هل العقل العربي برميل مثقوب لا يراكم ما يصب فيه .. د. عبد ال ...
- جيل التراثيين الجدد الشباب والثورة المعلوماتية !!!!!
- هل آل البيت (الشيعة ) محدودون ضيقو الأفق حسب معاوية بن أبي س ...
- المسلمون بين العطالة الداخلية والتعطيل الخارجي....‍‍‍‍‍!!!
- الجذور الابستمية المعرفية لغنوصية الشيعة العرفانية / وعقلاني ...
- هل الموجة الثانية للثورة السورية الراهنة (كلهم يعني كلهم) ست ...
- استمرار هيمنة الخطاب العروبي البعثي _المتأسلم السياسي الأخوا ...
- هل يمكن تجاهل دور الاسلام السياسي في اخفاق مشروع الربيع العر ...
- العقل العربي بين الإرجاء(المرجئة ) والاعتزال (المعتزلة) للخر ...


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - هل إخفاق الربيع العربي بسبب انتقال الخطاب الإسلاموي الجمعي من (جهاد الدفع إلى جهاد الطلب) .... د.عبد الرزاق عيد