|
مهلاً حبيبتي شيلان
بولات جان
الحوار المتمدن-العدد: 1640 - 2006 / 8 / 12 - 10:52
المحور:
الادب والفن
مهلاً عزيزتي لِم العجلة...؟
ها أراكي تشدّين الرحال فإلى أين تذهبين و أين وجهتكِ و لِم العجلة؟
اما كان لكِ أن تنتظري الربيع، فهو قادمٌ لا محال، و لكن حزيناً سيكون الربيع!
فما زال الكثير بجعبتي كي نتسامر و نقضي الساعات نحكي في كل شيء...
أ أ نسيتِ أم ماذا؟ فقد وعدتينني ان تستمعي لآرائي في عيد الزهور و بعدها كنا سنذهب سوياً إلى مسقط رأسينا منتصرين. حينها سوف كنتِ ستعلنين حبكِ الكبير و تفتخرين بقدسية عشقكِ.
فمهلاً عزيزتي لِم العجلة؟ هل تأبين اختصار الزمن و بتر المسافات بلمح البصر، ام ماذا؟ ويحيّ ان كنتِ تأبين هجريي و تتركينني وحيداً بين اطلال مملكةٍ لستِ فيها.
ربما كنتِ الآن ايضاً تحبذين رؤية ذاتكِ في مرآتي. و ككل مرة كنتِ ستستمعين بكل تواضع و شغف لكل كلمة اتفوه بها لكِ و لأجلكِ.
أنتِ عزيزتي: جميلةٌ أنتِ و جدائلك تقدحُ شرراً و نجومً و من مقلتيكِ النيازك تنهمر و من شفاهكِ ينابيع العسل و ماء الورد...
كالمطر تأتين خريفية و كالنسمة تأتين ربيعية و في رحم الصيف برعمة قرمزية. و في زمهرير الشتاء و عصر الثلوج تأتين كرعشة دفئٍ عذبة تدب القشعريرة في مملكة الجسد و الأمان في سويداء الفؤاد و في كل الأمسيات تكونين نغمة الناي الحنون...
فرحتكِ و أبتسامتكِ و ضحكتكِ الربانية كانت لنا البهجة و الأمل...
حزنكِ، بكائكِ العشتوري و كل تقلص من تقاسيم وجهكِ الصبوح كان لنا سمفونية تصدح بأنين الروح و ألحان الدراما الجبلية... و صوتكِ العذب كان و كان.
ثائرةٌ أنتِ: تنتقمين لآلام جداتكِ اللواتي سُرِقت منهن هالة الألوهية... ثائرةٌ أنتِ جئتي بعد انهيار زمن الجليد على مملكة الربة عشتروت... أضحت مملكتها الخصبة بؤرة الظلام و الظلم. المملكة التي تئنُّ تحت اقدام جحافل السرغانيون و الهولاكيون... و أنتِ! كنتِ الأمل الذي سيعيد التاج إلى الربة عشتروت... و تصبحين مخلّصة المملكة...
ثائرةٌ أنتِ على نواميس سهل سروج و لوائحه المتعفنة الباقية منذ زمن الملك نمرود. أحرقتِ بثورتكِ أكفان شعبٍ ما برح يرى الجدث و كأنه العالم كله...
كنتِ عزيزتي: في الوغى كنتِ الحسام... كنتِ النار و كنتِ ابتهالاً للنصر... و كنتِ يراع طيبً و شعرً و نثرً و نورً...
كنتِ حبً و عشقاً...( زين) لـ( ممو) و (عدولةً) تكنُّ كل الوفاء لـ( درويشها) و (خجى) التي لا تفدي إلا للحرية! كنتِ حرةً لا تلين و لا تستكين و لا تبالي بعويل ذئاب الغدر و لا وساويس الشياطين و الأبالسة و كل الكلاب الضالة...
رحلتِ و لكن لِم؟
و لكن لِم أنتِ؟ لِم عزيزتي؟
هل لإنكِ عذبة و رهيفةٌ كـالورد و ثابتةٌ لا تلين و لا تنحني للعواصف و حلوةٌ كما ثماركِ في أواخر الخريف...
هل لإنكِ (شيلانة) على سفوح زاغروس حمراء و حلوة و... ام لإنكِ أضحيتِ جسراً لشهامة المرأة و ملكوت العشق الحقيقي؟
و لكن لِم أنتِ يا عزيزتي؟
أرقصي على قارعة القلب
أعزفي ألحاناً ما عُزفت بعد...
أرقصي على الطريقة الربانية،
كـ آناهيتا و تيأمات المنتشية بألم الهزيمة الأخيرة...
أنحري الدموع على مذابح آلهات الفن السبعة –موسي-آ-قا-
أرقصي على شطآن بحيرة سميراميس
كي تعيدين البهجة إلى الاميرة آخ تمارا
أجعلي من ضفائركِ الذهبية جسراً للحبيب شاميران...
فأنتِ عاشقة و أدرى حالاً بلواجع العشاق و خلجات قلوبهم و احاسيسهم الرهيفة و العذبة! و صوابكِ سيكون ذا شأنٍ عظيم عند ربة الجمال و الحب.
عذبةٌ أنتِ: باسمة الثغرِ تشعّين أملاً و تهطلين فرحاً و تثمرين حباً و عيداً لفرسان الأمل و حوريات النغم و الحرية...
نغمةٌ أنتِ، لحنُ كمانٍ حزين و أغنية جبلية و ملحمةٌ ليست لها بداية و لا دفة الوداع.
نغمةٌ أنتِ، نهرٌ، نبعٌ و بحر لا ينضب، و بين كل نبضة قلب عاشقٍ غَبط لحنٌ أنتِ. فرحٌ و بكاء و حزنٌ و بركانٌ و عشقٌ و ثورة انتقام للأمهات و الجدات و كل الآلِهات أنتِ - حفيدة عشتروت الأم و أبنة آناهيتا...
أيتها الابية:
تأتين كالريح سريعة... تهُبّين و ترحلين إلى ارضٍ لا نعرفها و لكنكِ على موعدٍ أزلي معه... و في كل عيد تأتين زهرةً و بين كل الزهور تكونين الأجمل و الأروع و الارق. أعرف بان الارباب يغارون منكِ، لكن لا اعرف لِم؟
هل لإنكِ أجّل منهم و دائماً باسمة الثغر امام محنهم التي يبتدعونها لكِ و لنا..؟
لأجلك
لأجلك...
أقرضُ أشعاراً
أكتب نثراً
و أذرف الدمع و الدم
لأجلكِ...
املأ الدنيا شعراً، ولعاً و ضجيجاً
شعرً حزين
و بكاء الفراق و الالم
لأجلكِ...
أحرق قرطاس أشعاري
أحطم جرّة ذكرياتي
و انثرها مع الريح
مع المطر
تمسي الفضاء باكمله
يردد صدى قصائدي المحروقة
و أبياتي الولعة
لأجلكِ...
كل قصائدي و أبياتي
حروفً
كلماتً
و جمل
ترتدي سواد الماتم
ترثي...
وتنوح موت أشعاري
و فراقً ما بعده لقُى
عزيزتي... حوريتي... آسفٌ جداً... أغفري ضعفي و نكستي في وصفكِ و تعبيركٍ. ها قد تمرّد القلم عليّ و أحترقت دفاتري و قواميسي باتت خالية من كل شيء...
لم يعد بمقدوري ان أكتب ولو كلمة واحدة... عذراً منكِ حوريتي و أستسمحكِ و لكِ حبيّ الأبدي...
#بولات_جان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة العاشرة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة التاسعة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثامن
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة السابعة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة السادسة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الخامسة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الرابعة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثالثة
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الثانية
-
العصيان المدني، الدواء الناجع لداء العصر الحلقة الأولى
-
زرع الحياة
-
آه ياصغيرتي*
-
رسالة ملاك إلى...
-
ستأتين
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|