أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - حضورية التحليل النقدي التجديدي في -لوحة صامتة ترسمها الضوضاء- للشاعر العراقي سعد الساعدي برؤية الناقدة فوزية اوزدمير














المزيد.....

حضورية التحليل النقدي التجديدي في -لوحة صامتة ترسمها الضوضاء- للشاعر العراقي سعد الساعدي برؤية الناقدة فوزية اوزدمير


سعد الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6957 - 2021 / 7 / 13 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


حين يحمل بين جناحيه هذا الإيحاء المتخيل والمفكر والمتذكر.. في قصدية المعنى، لوحة صامتة ترسمها الضوضاء ..
يقارع نشوة الشعور الداخلي والخارجي المرمز بسردية مكتنزة الانزيحات والاسقاطات على حد سواء..
في نسيج جسد النص ، ما دامت العتمة استرخت ، بعد نهارٍ شاقٍ ، قرب
" خضر الياس "
بواقع المأساة وصداها جواب الاستفهام ، بهذه التراجيدية الإنسانية التي تسقى بدم الموتى وتتلحف سواد السماء ..
إلى حد تصير معها المفردات والكلمات والتعابير أوعية لسانية ، تستغرق حدة المعنى وقطعية الدلالة ونصية التأويل وحيثية مردها هذا الاختيار الأستيطيقي الجمالي الذي بناه شاعرنا ، وطبيعة الرؤية التي تعتمر قبعة الحوار مع العالم ، والروح التي ينفثها في هياكل السيكولوجية المتشخصة ، وقسوة الأحوال التي تكتنفها ، واعتلال النفس الذي ينفخ فيه من أهوائها ، ومرارة مذاق الأشياء في لسانه ، وقيمة الحياة في صوغ مدار الكلم وتوجيه مقاصد دلالته ..
التي مزقتها زفرات بعض الغانيات
اللواتي جلبن عصافيرهن البريئة ،
وبعض حقائب صبغتها ألوان العفّة المُجهضة ..
حيث يفتح فعل القول عالماً خاصاً لمتلقيه ، يشاطر العلاقة ما بين فعل القول والفعل التخييلي بمخيال الواقع ، معتمداً على فلسفة اللغة في الهدم والبناء ، داخل التشييد النصي بعلائقه اللغوية المفتوحة على التأمل والتأويل ..
في حين كانت سيارات الأعراس تتراقص لخيبتها ..
وبياض الملابس الشفافة ..
تركت صلاتها عند أول خطوة
قرب بيوت المَسكَنة
بانتظار حلمٍ متفسّخ
حين يتلاقح وضرب المدلول في الخطاب ومجازاته الانشطارية ، حيث تتشعب هذه الوحدة التشاكلية التي غالبا ما تبأر في مسرح للأحداث وما يعمر ترابه من حقيقة فظة للفواجع وحصاد سخي للأرواح ، قد ينظر الله للعراق من هوة ، وينفخ ببعض الوقت لتغير كسوة السواد
.. لا أدري .. ربما ؟؟ !!
يغتني هذا المسار الدلالي للذات ، ليكشف لنا عن حياة موشومة بذاكرة حروب تتمسك بقوس قزح إلى أن تخونها الشمس وتبقى وحيدة تحت المطر ، أو تتعرى من أوراقها وتتجرد تماما حين عبر عنها د . الساعدي بثلاث
- انقسام الجسد
- القسوة الوجودية
- وانقسام المعرفة بفكرة المطلق
للتعبير عن الخيبة والقطيعة في الموجودات
هو لا يؤثث لتصور فلسفي متجانس في نسقه الشذري وإنما ما يطلق عليه " الرؤية المأساوية للعالم المحيط بجوانبه ..
يتلمس المتلقي حينئذ نمط هذا الوجود المؤلم ، فيسكن بيت اللبس القائم بين دراما المسافة ودهشة الفضاء الواقعي ، أو بين البقاء على عتبة المكان وعتبة المسافة " البعد " كإشكال توسطي للاتصال بين شيئين
فالعري فاق الخيال ، والعهر يتخلل الحياة في كل مظاهرها وعنفوان نسغها ، في ما يشبه دورة للدم مستمرة غير منتهية في الزمان والمكان ، حيث لا ينتج عن هذا الوضع إلا مشاهد الفناء وإيقاع الدمار وتنامي كتل الخراب واشتغال آلية الصور الجنائزية الكالحة ..
لأن المشهد مكرر
...........................
النص: لوحةٌ صامتةٌ ترسمها الضوضاء
سعد الساعدي

أوراقٌ مازالت مبللة كألوان الطواويس تميّزت حماماتها،
مرفوعةَ الرؤوس يمشينَ منتفخات الصدور،
طرزّنَ كلَّ غرورِ المساء قلائدَ،
وتعطّرنَ بأنفةٍ زائفة
تَتْبَعهُن غربانٌ كسيحة من شارعٍ لآخر..
اللصوص لم يخافوا تلكَ الليلة؛
فارقوا كؤوس نذالتهم وامتطَوا جيادَ الشهوات.
بشغفٍ كان جالساً
يرسم بلا عين ترصده الى من ينتظرون النفّاثاتِ
في مصائد شعوذاتهنّ..
حتى الأشجار أماطت لثامَ عريها
تنتظرُ الاستباحة الملعونة
مادامتِ العتمةُ استرخت
بعد نهارٍ شاقٍ من انتظارِ مواويلِ الكذبِ المنسلخِ من مستنقعِ الشّرورِ والدناءة
حتى قطّعَ أنفاسَ الصّباح المتّسخ،
لكنه كان هناك..
صبرَ وصمدَ طويلاً؛
ربما نفدت سكائره،
وقنينة الماء بقربه آذنت هي الأخرى بالرحيل،
وما زال يراقب تلك الطيور العارية،
ويلونها بألوانٍ صنعها في مختبراته الخاصّة
بخليطٍ من مواد تجميلٍ مغشوشة.
قُربَ (خضرِ الياس)،
تحت واحدٍ من جسور بغداد المثقلة بأنينِ الحواجز،
وكدمات اللون الممسوخ في ساعات الغفلة،
هناك مزارٌ لمن أتعبه العشق اللاعذريّ،
أحاطت به أسلاكٌ الخيانة الشائكة دائماً
التي مزّقتها زفراتُ بعض الغانياتِ اللواتي جلبنَ عصافيرَهنَّ البريئة،
وبعض حقائبٍ صَبَغتها الوانُ العفّة المُجهضةِ
بانتظار سمسارٍ برائحة العاهرات وملابس بلا كرامة،
وفي جوارٍ كئيب يجلس بائع الحلوى البالية
بلحيته الطويلة التي بيّضتها أثقال السنين الغامضة
لعل احداهنَّ تتوحم مع دناءة نفسها وتشتري قطعة!
كشفت الأضواءُ الليليةُ عورةَ من ينادي شوارعَ صوته المتخاذل،
وبؤس جيوبه المترعة
في حين كانت سياراتُ الأعراسِ ترقصُ لخيبتها،
وبياض الملابس الشفافة تركت صلاتها عند أول خطوة
قرب بيوت المَسكَنة
بانتظار حلمٍ متفسّخ
قبل أن ترفعَ ألوان تبرجٍ موهومٍ مترفٍ بحفنة من ورقٍ بالٍ،
وقطعٍ بلونٍ أصفر يصيب العيون بعمىً ليس بوقتيٍّ..
حاول أن يخفي لوحة رسمه،
لكنه قرر الانتهاء،
لأن المشهدَ مكررٌ!".



#سعد_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لصديقي عِبرَ الفيسبوك
- الشاعرة والناقد فوزية أوزدمير تكسر حواجز الألم في -السبابة-. ...
- رثاء لشاعرة العراق لميعة عباس عمارة
- قصيدة كرسي الاعتراف
- قصيدة عفو عام للشاعر أحمد مطر ترجمها سعد الساعدي
- Poem: The Blind Child(قصيدة: الطفل الأعمى)
- عبد الجبار الفياض شاعر الفلسفة وفيلسوف الشعر التجديدي (قراءة ...
- أسيادُ الرذيلة
- Lost
- ديماغوجية الحمير..!
- مِطرقةٌ خرساء
- Be Clear
- Seek
- وقفةُ تأمّلٍ مع الذات..
- نظرية التحليل والارتقاء النقدية.. ما الضرورة اليها اليوم؟
- القيم الأخلاقية والصورة الفنية في القصيدة الجاهلية.. مقاربة ...
- القيمة التجديدية الابداعية المضافة في عملية نقد النقد استناد ...
- ما هي نظرية التحليل والارتقاء النقدية التجديدية؟
- أستطيقيا اللون والتشكيل.. العراقية شفاء هادي أنموذجاً
- توظيف القصيدة النثرية الأفقية كقصة قصيرة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد الساعدي - حضورية التحليل النقدي التجديدي في -لوحة صامتة ترسمها الضوضاء- للشاعر العراقي سعد الساعدي برؤية الناقدة فوزية اوزدمير