أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - إلى جنات الخلد زرياب المغني صاحب الروح الملائكية التى ألهمت ساحة الحرية الفرنسية-من حقى أغنى لشعبى و من حق الشعب علي-.















المزيد.....

إلى جنات الخلد زرياب المغني صاحب الروح الملائكية التى ألهمت ساحة الحرية الفرنسية-من حقى أغنى لشعبى و من حق الشعب علي-.


عبير سويكت

الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 23:45
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عبير المجمر (سويكت)

نعى أليم.

بسم الله الرحمن الرحيم

(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون.)
صدق الله العظيم .

ببالغ الحزن و الأسى، و بقلوب مؤمنة بقضاء الله و قدره، تنعى منظمة السودان الجديد
LNS (Le New Soudan)
فقيد الإنسانية، فقيد الثورة، و فقيد الأمة السودانية،الشاعر الفنان الأنسان الشاب زرياب أزهرى محمد على، الشاب السودانى الثورى المناضل، محمد أحمد السودانى الأصيل من أقصى شمال المحنه حيث القصيدة الباكية و النخيل الشامخ.
للآسف لا أعرفه معرفة شخصية، لكن جمعتنا به ساحات النضال، التقيته ثلاثة مرات تقريبًا منها فى ساحة الحرية، كنت لا أعرفه على الصعيد الشخصي، و لكن لفت نظرى هتافه الثورى الجسور القوى الشجاع المعبر، و الاداء المتميز فى الإنشاد و سرد القصيدة ، و قدرته الفائقة على كسر حالة الجمود و الخمول، و تسخين ساحة الحرية ، حيث لديه القدرة على إشعال الحماس فى النفوس، فهو يعرف مفاتيح النفوس و الأرواح يعرف كيف يخاطبها، و يعرف كيف يحركها، و يعرف كيف يبعث فيها الأمل ، لديه إبتسامة تتحدى قسوة الحياة، و تبعث الأمل، بداخله روح مقاتلة ثورية لا تستسلم ، تكافح و تكافح ، تناضل و تناضل.

عندما أقتربت منه ألقيت عليه تحية السلام، ثم عبرت عن أعجابى الفائق بالاداء الأدبى الفنى المتميز الرائع، و كان أحد الشباب بجانبه فقال لى : أنت ما عارفه دا منو ؟رديت عليه : لا ، فأجاب دا أبن الشاعر المعروف أزهرى محمد على، قلت له أعرف الشاعر الذى تحدثت عنه، و لكن هو بالنسبة لى لا يحتاج الى أن يعرف بوالده، أنا أعجبنى الأداء و يكفى ما رأيت بعينى و سمعت بإذنى ، أداءه هو عنوانه لتعريفه، بعدها أتى الشاب مصعب ، سلمت عليه تحدثنا قليلًا ، و بعدها ذهبا سويًا ، و أستمرت المظاهرة، و أرتفاع الهتافات دعمًا للسودان و مطالب الشعب فى ساحة الحرية بباريس.
و لكن عند ذهابه شعرت بأن وتيرة الهتافات ضعفت، و الأصوات أنخفضت، و النفوس تحتاج من يحركها ، فذهبت أبحث عن الموتور المحرك لشحن البطارية "زرياب روح الثورة"، فصادفت أحد النشطاء جعفر سرين، سألته عنه، اشار لى عليهم هناك، فوجدت زرياب مرة اخرى بجانب مصعب، فقلت لأحد المحتشدين أعطيه المايكرفون لو سمحت، "خليه يسخن اللمه"، فضحك قائلاً : "البابور جاز…خلى اليشتغل الشغل بالجاز"، فضحكت، و قلت له : أعطيه المايكرفون ، و بالفعل زرياب عندما يمسك المايكرفون و يبدأ الهتاف تشعر بأنها اللمسة السحرية التى تقلب الموازين، و هذا عطاء من الله يضع سره فى أروع خلقه، و إذا احب الله عبده حبب خلقه فيه، و بالفعل كان ذاك الفتى زرياب من الأشخاص الذين عندما تراهم تحدثك نفسك انهم ارواح سامية أتت فى هذه الدنيا لتبعث و تبث الأمل فينا، و لكن فى ذات الوقت صدى الروح يردد "الأشياء الرائعة الجميلة لا تدوم طويلًا"، هؤلاء رحلتهم معنا فى هذه الحياة قصيرة جداً، لكن وجودهم معنا كان لحكمة و عبرة تدركها العقول الفطنة الحكيمة و النفوس السليمة.
زرياب عيناه حالمتان تحمل بريق الأمل، روحه مجاهدة فى الحياة برغم صعوباتها، سرده الشعرى و القصائد التى يرددها ترجمان لحال "السودان الإنسان"، عندما تتحدث اليه قليلًا تشعر ان نفسه بئر تختزن فى داخلها أسرار و أسرار عن سر هذه الحياة، فى كرسيه المتحرك صامد صمود جبل آحد، يمنحك أحساس التحدى، القوة المكابدة رغم الصعاب، صدق حديثه تدركه الأرواح بلا عناء، يحمل بداخله كل أحلام جيله وآمال سودان الغد.

فجعنا بخبر وفاته، لكن تعلو روحه الطاهرة الملائكية، و تصعد إلى السماء، الى جنات الفردوس تلك الروح الملائكية، يفتقدها السودان، و تفتقدها ساحات الثورة و النضال، و تبكيه العيون تذرف دمعًا، و الروح فينا تردد : زرياب حى بيننا، زرياب فينا حى باقى، و الأمل باقي، بقاء القصيدة و كلماتها التى تحرك الروح، و تشعل الحماس و تبعث الأمل .

زرياب بتلك البساطة و الروح الطيبة، يعكس إنسان السودان فى اسمى تعابيره التى تجسدت فى شخصية هذا الشاب، ما زلت أتذكر الصحفية الفرنسية التى تحمل فى يدها كاميرا، و تنتقل فى أركان مختلفة فى ساحة الحرية، و عدسات الكاميرا تلتقط له الصور من بعيد و من قريب، و كأن روحها تحدثها بان فى هذا الشاب شئ من روح المسيح عيسى عليه السلام ، " أنشودة المسيح رسالة حرة، "السلام، المحبة، التسامح".

ما زلت أذكر كلماته و هو يضرب بيده على صدره بقوة تكاد تسمع دقات قلبه مرددًا :
من حقى أغنى لشعبى*و من حق الشعب علي
من حقي أغني العالم* إبداع وعلم حرية
إنساني شعوب تتسالم * تتسالم بي حنية
على نخب الود نتنادم * لا جنس ولا لونية
لا عرق لا آه نتقادم *سكتنا بياض النية
(" مش كلنا جينا من آدم * ومش آدم ابو البشرية ")

صعدت روح زرياب إلى بارئها تاركةً وراءها ألسنة الثوار تردد :
مدد مدد مدد يا رسول الله
أنشودة المسيح رسالة حرة على الأرض السلام و بالناس المسرة.
اقسمت بالفرقان وبسورة الإنسان* العدل فى الميزان لكل خلق الله.
أقسمت بالإسراء وبراءة العذراء*الدم كله سواء حرام بأمر الله.

أن الإعاقة ليست إعاقة الجسد، و لكن إعاقة الروح عندما تفقد معناها، و طوبى لأمثال زرياب من ذوى المبادىء و القيم النضالية و الإنسانية، و الكفاح من أجل المساواة، العدالة، الحرية و السلام ، طوبى لنفوسهم الرحيمة الطيبة النفيسة.

نسأل الله له الرحمة و الغفران، و أن يتغمدها الله بواسع رحمته، و يجعل مثواه الجنة، ويغسله بالبرد والثلج، و ينقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
و يتجاوز عنه خطاياه، و يزد في حسناته، و يجعله في سدر مخضود وظل ممدود و ماء مسكوب و فاكهة كثيرة لا مقطوعة و لا ممنوعة
و نسأل له الأمن يوم الوعيد، مع المقربين الشهود، الركع السجود، الموفون بالعهود، المكرمين بأكرم الوعود من لدن رحيم ودود
و نسأله الصبر و السلوان و حسن العزاء لأهله و ذويه و أحبابه، و للشعب السودانى و الفرنسى بصفةٍ خاصةً و الإنسانية جمعاء فى فقدها العظيم.

( إنا لله وإنا إليه راجعون )

Abir Elmugamar
L’association LNS (Le New Soudan)
Paris / France
10/07/2021



#عبير_سويكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاءاً لأهل العطاء ألف تعظيم سلام للشرطة الوطنية الفرنسية فى ...
- أثيوبيا تحتج على إجراءات و تقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق ...
- أهم النقاط الرئيسية لتصريحات وزير الرى الأثيوبي أمام مجلس ال ...
- بيان وزارة الخارجية السودانية أمام مجلس الأمن حول سد النهضة
- أثيوبيا : لم نعد نعترف بالحقوق التاريخية لدول المصب في مياه ...
- السيسي فى إتصال هاتفي مع نظيره الكنغولي: تعنت اثيوبيا ومحاول ...
- الأردن : الأمن المائي لمصر والسودان الشقيقتين هو جزء لا يتجز ...
- الكويت تجدد دعمها و تأييدها لحقوق مصر و السودان المائية المش ...
- وزارة الخارجية الأثيوبية و دول حوض نهرالنيل: مجلس الأمن ليس ...
- جلسة تشاورية مغلقة بين أعضاء مجلس الامن لمناقشة مشروع قرار ت ...
- وزارة الخارجية الأثيوبية و دول حوض نهر النيل: مجلس الأمن ليس ...
- فرنسا و الرئاسة الدورية لمجلس الأمن ما بين أشواق و آمال دولت ...
- وزارة الخارجية الأميركية تحذر أثيوبيا من الشروع فى الملء الث ...
- تونس تتقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن لوقف أثيوبيا من الملء الث ...
- اثيوبيا ترسل رسالة أحتجاجية حادة اللهجة لمجلس الأمن والجمعية ...
- إلى جنات الخلد الشاعر الإنسان و المناضل الثورى الوطنى محمد ط ...
- فولكر بيرتس يشدد على أهمية التزام الطرفين باتفاق السلام فى ا ...
- المجلس التشريعى القومى القلعة المصفحة ضد الانقلاب على المدني ...
- فرنسا تعلن استعدادها لإلغاء جميع مستحقات السودان لديها نهائي ...
- فرنسا رئيسةً لمجلس الأمن بدءًا من الأول من يوليو 2021


المزيد.....




- فوز اليسار.. هل يتحالف ماكرون مع الفائز أم يناور سياسيا؟
- ساحة الجمهورية بباريس تعج بالمحتفلين بعد فوز تحالف اليسار
- بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب الشيوعي ...
- فوز اليسار بفرنسا.. ارتياح عربي على منصات التواصل الاجتماعي! ...
- عاجل | الغارديان عن مسؤولين في حزب العمال: لا نزال نعتقد أن ...
- فرنسا: فوز مفاجئ لجبهة اليسار على حساب اليمين المتشدد في الا ...
- الخطأ الذي حدث في الرأسمالية/ روشير شارما*
- بعد فوز اليسار.. ليبرمان يدعو يهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل ...
- سياط الفقراء.. إلى أين تمضي الديمقراطية الغربية؟
- بعد الفوز المفاجئ لليسار.. شاهد كيف تفاعل الفرنسيون مع نتائج ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عبير سويكت - إلى جنات الخلد زرياب المغني صاحب الروح الملائكية التى ألهمت ساحة الحرية الفرنسية-من حقى أغنى لشعبى و من حق الشعب علي-.