أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : حكومة سياسية














المزيد.....

تونس : حكومة سياسية


فريد العليبي

الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بينما كان الشعب يحصى أمواته جراء الوباء ، باحثا عن جرعة دواء ، كانت حركة النهضة الإسلامية تقول من خلال بيان صادر عن آخر اجتماع لمجلس شوراها إن من اللازم إحداث تغيير في الحكومة الحالية ، فهي تحتاج الى تعديل، مُذكرة أنها كانت دوما مع حكومة سياسية ، مُتنصلة من موافقتها على حكومة المشيشي التكنوقراطية ، يوم تقديمها لنيل الثقة في البرلمان ، مُؤكدة أنها فعلت ذلك اضطرارا لا اختيارا ، حتى لا يفتك الفراغ بالبلاد . ويبدو أن غايتها الأولى من وراء تلك التصريحات التبرؤ من المسؤولية عما اقترفته الحكومة من سوء تدبير، وهو ما تجلى في الكارثة الصحية وتردي الأحوال الاقتصادية والاجتماعية وتفشي القمع في مواجهة الاحتجاجات الشعبية. أما الثانية فهي ابراز نفسها في ثوب الحزب الرصين ، الذى يُراعى مصلحة البلاد ويضعها فوق كل اعتبار . ومن المُرجح أنها مستعدة فضلا عن ذلك ، الى المضي قدما في التنكر لمواقفها السابقة، بما في فيها التضحية بالحكومة الحالية برمتها ، بعد ادراكها أنها لا مقبولية شعبية لها ،فقد عصف بها العجز والفشل وبلغت منتهاها واقترب الشعب من قراءة صلاة الجنازة عليها .
تُؤكد الحركة أنها تريد حكومة سياسية كما قلنا، وكأن هناك حكومات غير سياسية ، فحتى اذا سلمنا أن حكومة المشيشي تكنوقراطية ، بمعنى إدارية وتقنيه ، فإنها حكومة سياسية فالحكومة من الحكم والحكم سياسة كائنا ما كان شكله ، علما أن تلك الحكومة التي أرادها رئيس الجمهورية تكنوقراطية ومستقلة عن الأحزاب ، وضعت حركة النهضة يدها عليها منذ الساعات الأولى لولادتها فأتمرت بأوامرها فكانت منها واليها ، دون انتباه أنه في ذلك كانت ورطتها ، التي تحاول الآن الخروج منها .
يُفزع حركة النهضة حل البرلمان، والمضي نحو انتخابات رئاسية وتشريعية مُبكرة ، وهو ما لوح به رئيس الجمهورية ، ورغب فيه اتحاد الشغل وقوى سياسية كثيرة ، لذلك تقدم حلا وهميا ، لا معنى له من حيث جوهره غير بقاء الحال على ما هو عليه ، فهي تريد التمكين ولن تبلغه الا بالسيطرة شيئا فشيئا على مختلف مؤسسات الدولة، الواحدة تلو الأخرى ، والوضع الحالي يُناسبها ، طالما تعتقد من خلال دستور كسيح ، فاقد للروح ، أنها الحزب الأول ، مُتجاهلة أن من صوتوا لها لا يزيدون عن سبعة في المائة من مجموع الناخبين المفترضين .
و الورطة أنها اذا تخلت عن المشيشي فإن ذلك سيعزز الفكرة الرائجة عنها باعتبارها حركة مُخاتلة ، تُغير أدواتها متى وجدت مصلحة في ذلك ، فهى حركة ميكيافلية دون حدود ، تهمها الغاية ، أما الوسيلة فتستبدلها عند الضرورة . ويبدو أن المشيشي سيذوق قريبا طعم ما ذاقه غيره على يديها ، ومن بينهم الباجي قائد السبسي، الذي اختطفت منه الحركة رئيس حكومة ، وشقت به حزبه ومزقته إربا ، وعندما أعادت الكرة مع رئيس الجمهورية الحالي ، مُسيطرة مُبكرا على حكومة المشيشي، مُستغلة غياب حزب للرئيس في البرلمان ، مُقيلة وزراءه ، مُعوضة إياهم بوزرائها ، كانت الخيبة في انتظارها ، فقد كان قيس سعيد من طينة أخرى ، مُدركا تناقضات الوضع المحلي كما قال رئيس الحكومة السابق الياس الفخفاخ ، رافضا التصديق على تسمية هؤلاء باعتبارهم من ذوي شبهات الفساد ، فكان كبح جماحها ، مُتجرعة بذلك طعم الحنظل ، وهى التي اعتقدت أنه وليمة شهية سيسهل عليها التهامها غداة فوزه الانتخابي.
وتلك المخاتلة ترقى الى درجة النفاق ، وهى غير منفصلة عن تصريحات الغنوشي المتناقضة ، المحفوظة في تاريخ تونس القريب ، والتي يحتاج المرء كتابا لإحصائها وتحليلها ، من زين العابدين الذي شبه ثقته فيه بثقته في الله ، و القذافي الذي قال له إن الثورة التونسية مستوحاة من كتابه الأخضر، الى حزب قلب تونس الذي قال إنه لن يتحالف معه أبدا ، وصولا الى اتخاذه من الأمين العام للتجمع الدستوري مستشارا له . واذا حصل للمشيشي ما لا يتمناه ، ونعني اقالته بمباركة نهضوية ، في سبيل حكومة سياسية ، فلن يكون غير اسم آخر ينضاف الى بقية الأسماء المغدور بها ، ولن يتمنى له في وفاته السياسية وقتها الشعب التونسي أية رحمة .



#فريد_العليبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الدستوري الحر
- سعدي يوسف : أمة الكدح ومعبد الجمال وصوت العراق الحزين .
- الفلسفة والمال.
- سياسات تونسية .
- المثلية والاحتجاجات الشعبية التونسية .
- مسيرة 27 فيفري في تونس ورسائل راشد الغنوشي .
- مسيرة يوم السبت 6 فيفري 2011 في تونس العاصمة:
- اليسار بين الوحدة والانقسام .
- قيس سعيد والثعابين والحمام .
- تونس : انتفاضة الشبيبة.
- عشر ملاحظات حول الاحتجاجات الشعبية في تونس
- ارهابيون.
- تونس : نقابات أمنية .
- أسئلة عن اليسار في تونس.
- تونس : شاهدة لأحمد بن صالح في ثرى التاريخ.
- تونس: تحالف الخوف
- تونس : ولادة في القصبة وحشرجة في باردو .
- فرافارا راو.. شاعر وراء القضبان.
- تونس: حكومة الرئيس الثانية
- تونس : الوضع دقيق .


المزيد.....




- تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ ...
- 6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران ...
- الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
- صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
- وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- مجلس الأمن يدين هجمات الدعم السريع بالفاشر ويدعو لفك الحصار ...
- المحكمة العليا الروسية تزيل تصنيف “طالبان” كـ-جماعة إرهابية- ...
- ما ردود الفعل في إسرائيل على رفض “حماس” مقترح وقف إطلاق النا ...
- الخارجية الأمريكية توضح لـCNN مصير سفينة قمح متجهة إلى اليمن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريد العليبي - تونس : حكومة سياسية