أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - دور ستالين في انحراف النظرية الماركسية















المزيد.....

دور ستالين في انحراف النظرية الماركسية


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6951 - 2021 / 7 / 7 - 13:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن التحولات التي شهدتها الدولة السوفيتية عندما تنامت سيطرة ستالين وبدأت تتحدى من كل ذلك إلى أن حسم الأمر للصراع إلى ستالين وفرض رؤية أحادية أصبحت ملزمة لجميع شيوعيّي العالم في (مؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي عام/ 1934) وفي (مؤتمر الكومنترن عام / 1935) فتحولت النظرية الماركسية من نظرية في البحث والاستدلال إلى لاهوت يدعي اكتمال الحقيقة وتجسدها في فلسفة مكتملة مطلقة الصحة وليتحول الهدف من وعي الواقع المتحدد المختلف المتطور إلى تغييره وفق أسس هذه الفلسفة المكتملة وبالتالي المفروضة من خارج البلد (الحزب الشيوعي السوفيتي) بينما النظرية الماركسية بالرغم من عالميتها لها خصوصية وطنية أي تتطبع في البلدان المختلفة حسب طبيعة الشعب وتقاليده وعاداته بينما فرض ستالين على جميع الأحزاب الشيوعية في جميع الدول المختلفة رأي وقرارات الحزب الشيوعي السوفيتي وبذلك استغفل خصوصية البلدان الأخرى وفرض السلطة الأبوية عليها.
إن للنظرية الماركسية أكدت أن هدفها هو تغيير الواقع في أي بلد لكنه حسب خصوصيته وحسب أسس تصوره لتحقيق التغيير انطلاقاً من واقع خصوصية وعي الواقع لذلك البلد وليس اعتماداً على تصورات تفرض عليه من خارجه وتعتبر هذه المسألة في جوهر الرؤية المادية للتاريخ إلا أن ستالين أحدث تحويرين في النظرية الماركسية هما :
1) صياغة النظرية الماركسية صياغة شمولية مستنداً بذلك على أفكار ماركس وأنجلز ولينين إلا أن هذا الخلط استند على خلط مزرٍ ومزور بحيث اعتبر كل ما قاله ستالين صحيحاً ومطلقاً مما سهل عملية تحويل الافتراض إلى قانون والنسبي إلى مطلق والخاص إلى عام والخطأ إلى حقيقة ومن خلال ذلك ضاع (جوهر الماركسية) وقد جرى أيضاً تضخيم وتهميش أخرى من أجل إضفاء طابع متماسك على هذه النظرية (الفلسفة المكتملة) وفي هذه العملية انتفت الماركسية الأصلية ماركسية ماركس وأنجلز ولينين وتحولت إلى نظرية مثالية ولكن مثاليتها اكتسبت طابعاً لاهوتياً على العموم بمعنى أنها أصبحت بالرغم من أنها نتاج إنسان (قوة خارقة) فوق البشر لكنها أيضاً تشربت بمثالية الاتجاهات الاقتصادية والوضعية والبراغماتية وإن كانت تستند إلى ماركس أو أنجلز أو لينين أو كانت تنطق بكلمات مفاهيم تبلورت مع ماركس وأنجلز.
2) يتمثل في قلب معادلة العلاقة بين الوعي والواقع من جديد. فإذا كان ماركس أكد على أن الوعي هو نتاج الواقع تعبير عنه وانعكاس له فهو بهذه الفكرة الجوهرية يؤسس رؤية (مادية للتاريخ) على الضد من الفكر المثالي مما جعل أنجلز يؤكد على أن الموقف من أولوية أحدهما هو ما يميز المادي عن المثالي. أما الآن فقد أصبحت النظرية / الفلسفية بعدما اكتملت هي محددة الواقع فغدت الماركسية عبارة عن أفكار عامة مجرده يكون حفظها أساس وعي الواقع وتغييره ولأنها مكتملة فقد جرى الاستغناء عن وعي الواقع وأيضاً عن تغييره ليصبح فيها الواقع متخيلاً والحلم محققاً في الذهن فقط ولهذا اكتفت عن أن تكون أداة تغيير وتطوير وارتقاء وأصبحت منظومة مغلقة وبالتالي محافظة وبدت كذلك بوضوح في الأمم الاشتراكية. لكنها نتيجة لأهدافها العامة المحولة إلى شعوذات بقيت أمل التغيير في الأمم الأخرى وظلت تحمل حلم ما وإن ما بدا في الواقع كوهم نتيجة تحوله إلى حلم طوباوي بفعل إلغاء تأسيسه على الواقع ودمجه في صيرورة واقعية وهو بذلك أسس لشقاء الوعي لدى ماركسيي الأمم المختلفة ولهامشيتهم في نفس الوقت.
هذا التأسيس الجديد للماركسية أفقدها كل حيويتها بعد أن أصبحت تسمى (الماركسية – اللينينية) واكتسبت جدارة تسمية (الماركسية السوفيتية) أو (الماركسية الستالينية) حيث ألغى بهذه التسميات الأسس التي تجهل هذه الحيوية ممكنه فقد غدت تحدد كل قوانين الطبيعة والمجتمع والفكر وتجعلها مطلقة بمعنى أنها لم تعد خاضعة للنقاش ومخالفة إلى الماركسية التي هي منهجية وطريقة تعني الطريقة في التفكير الذي يعني وعي الواقع اعتماداً على الجدل المادي هو التناقض والتراكم الكمي الذي يفضي إلى تغيير نوعي ونفي النفي. بينما أصبحت حسب طريقتهم مطلقة الصحة والهدف هو تطبيقها فقط ولهذا تحولت إلى سياسة مبتذلة وأصبح التكتيك هو جوهر كل نقاش وكل بحث في ظل التمسك بـ (نظرية مطلقة الصحة) تعي الواقع مسبقاً وبالتالي تتجاهل البحث العميق في كل مكونات الواقع الذي يتحول إلى سياسة براغماتية تقوم على المصلحة الآنية مما حول الماركسية إلى أيديولوجيا لتبرير المصالح الآنية المؤقتة اللحظية وأصبح البحث النظري هو بحث في تبرير المصلحة الآنية الضيقة الأفق لتبرير التكتيك. وأصبحت هذه السمة تشمل كل الأبحاث الماركسية في الاتحاد السوفيتي، ولدى معظم ماركسيي الدول الرأسمالية المختلفة. وقلة هم من تمردوا على هذه (الماركسية) فحاولوا وعي الواقع انطلاقاً من المنهجية الماركسية (ماوتسي تونغ وهوشي منه وكاسترو وجيفارا) أو حاولوا تقديم بحث ماركسي جاد في العديد من القضايا الرأسمالية (التخلف ، التبعية ، القومية ، أنماط الإنتاج ، علم الجمال ، الأخلاق). لكن هيمنة (الماركسية الستالينية) كانت تعني تهميش هؤلاء وتضييق الحدود المقيدة لأبحاثهم، وفي كل الأحوال كانت تجعل تطور البحث الماركسي أمراً صعباً .. بهذا تشكلت أزمة الماركسية التي قدمت قانونيات عامة لم تتطور، ووضعت افتراضات ثبت خطأ بعضها وتجاوز الزمن بعضها الآخر لأن الواقع في حركة دائبة وبدت تصوراتها قديمة كما أنها لم تكن قد أطاحت بغنى الواقع فظلت قضايا كبيرة دون (رؤية). وربما كان ماركس وأنجلز ولينين والعديد من الماركسيين الآخرين قد قدموا أفكاراً حولها أو حول بعضها إلا أن هذه الأفكار لم تتحول إلى قوانين أو إلى رؤى مكتملة .. لهذا
أولاً :- لم يتحدد بدقة كنة جوهر الماركسية.
ثانياً :- لم تنضج التصورات حول مسائل أساسية تتعلق بالواقع والتاريخ والطبيعة والمجتمع والفكر.
ثالثاً :- لم تدرس التطورات التي طالت العالم في الاقتصاد والسياسية والفكر والعلم لتبدو الماركسية في أفضل الأحوال رؤية حالمة لكنها قاصرة رغم أنها طورت كل مجالات الفكر البورجوازي.
وقد أثيرت ظاهرة الستالينية وانتقادها من أحد النخبة التي كانت تحيط بشخصية ستالين (نيكيتا خروتشجيف) في المؤتمر الواحد والعشرون عام/ 1956 إلا أن سلبياتها (البيروقراطية وعبادة الشخصية واستغفال الخصوصية الوطنية للأحزاب الشيوعية) قد تسربت في جميع الأحزاب الشيوعية بما فيها الحزب الشيوعي السوفيتي وأصبحت تنخر في جسم هذه الأحزاب الشيوعية واستمر أسلوبها وسلوكها من قبل النخبة التي عملت وعايشت الفكر الستاليني 29 عاماً حسب قول علماء النفس (أن أية إنسان يعيش في بيئة معينة مدة من الزمن تنغرز في عقله الباطني تقاليد وعادات تلك البيئة) وقد لمسنا وعايشنا تلك السياسات لتلك النخبة وسلوكها العنفي في عهد أحد أقطابها (بريجنيف) حينما قامت باحتلال هنغاريا وجيكوسلوفاكيا (وأفغانستان) بسبب اختلاف رأي سياسة قادة الدولتين جيكوسلوفاكيا وهنغاريا وتناقضها ورفضها لسياسة الاتحاد السوفيتي.
كما أدت سياسته إلى تجويع الشعب السوفيتي عندما قامت المخابرات الأمريكية بخديعة (حرب النجوم) الذي دفع بريجنيف أن يسخر ميزانية الاتحاد السوفيتي إلى بناء ترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة لمواجهة حرب النجوم على حساب مخصصات غذاء ومعيشة الشعب السوفيتي والصحة والتربية والرعاية الاجتماعية وغيرها مما جعل الشعب السوفيتي يصطف بطابور كبير حول الأفران من أجل الحصول على رغيف خبز مما أدى بالعميل (غوربتشوف) الذي كان سفير الاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة الأمريكية من إسقاط ذلك الطود الشامخ أمل الشعوب المظلومة وذاب كالثلج ولم يخرج مواطن واحد لنصرة الكرملين ولا حتى الجيش الأحمر لم يبادر وينقذ الكرملين وانتهت أسطورة المعسكر الاشتراكي من خلال تفكك الاتحاد السوفيتي وانهيار دول النظام الاشتراكي وبسبب استغفال الخصوصية الوطنية للأحزاب الشيوعية في أكثرية دول العالم بسبب السلطة الأبوية التي فرضها الحزب الشيوعي السوفيتي الستاليني على تلك الأحزاب الشيوعية أصبحت متفككة ومتشرذمة كتل وأحزاب متفرقة لا تعلم ما هو طريقها لأنها في السابق كانت تعمل وفق توجهات وإرشاد الحزب الشيوعي السوفيتي بحيث أصبحت جميع تلك الأحزاب هي الحزب الشيوعي السوفيتي وقد أعدم واغتال ستالين ثمانمائة وخمسة وستون مفكر وعالم وقائد عسكري لاختلافهم معه في الرأي والحوار والفكر.
وعندما مات الأب الذي كان يتعامل مع أولاده بالعنف المفرط والدكتاتورية بدون حوار ونقاش تفرق الأبناء شذر مذر لا يعرفون من أين طريقهم وهو ما كان مصير الأحزاب الشيوعية في دول العالم.
المصادر :-
1) سلامه كيله .. كتاب من هيغل إلى ماركس (موضوعات حول الجدل المادي). تقديم ومداخلات كاتب السطور.
2) انظر كتاب ظاهرة ستالين بين النظرية والتطبيق لكاتب السطور المنشور على موقعه في (الحوار المتمدن).



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطلوب من حكومة الكاظمي اتخاذ خطوات إيجابية للمشاركة الواسع ...
- اليوم 5/7/2021 ولم تصرف رواتب المتقاعدين !!؟؟
- بمناسبة مرور مئة و واحد عام على ثورة 1920 العراقية الباسلة ض ...
- وداعاً (أبا نصار) الأستاذ عبد الأئمة عبد الهادي
- لماذا تطالب جماهير الشعب العراقي بتغيير وجوه الدولة ؟
- على حكومة الكاظمي الانتباه ومعالجة سبب انسحاب المرشحين من ال ...
- ارتفاع سعر برميل النفط إلى الضعف لا يبرر استمرار ارتفاع سعر ...
- انفلات السلاح والمال السياسي واستغلال الوزارات سيحبط أمل الش ...
- انتفاضة الجوع والغضب التشرينية والانتخابات القادمة
- القضاء وأهميته في نزاهة الدولة وقوتها وعدالتها
- الطائفية والفساد الإداري والبطالة والفقر روافد تصب في حفرة ا ...
- بطاقات الناخبين قصيرة الأمد إحدى طرق التزوير في الانتخابات ا ...
- الصراحة
- المال السياسي والانتخابات النيابية في 10/10/2021
- العراق يزخر بثرواته المعدنية والزراعية
- الجامعات والكليات جزء وانعكاس للظاهرة العراقية
- رحمة بأطفال العراق
- ما هي أسباب احتلال مدينة الموصل من منظمة داعش ؟
- فوضى الأسعار في الأسواق والمصالح الأخرى بسبب ارتفاع سعر الدو ...
- الجذور الطبقية للبورجوازية وازدواجية القرار


المزيد.....




- مصادر لـCNN: إدارة بايدن تتجه نحو السماح للمتعاقدين العسكريي ...
- مكالمة بين وزيري الدفاع الروسي والأمريكي حول التصعيد في أوكر ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- في خضم الحملة الانتخابية... 4 أشخاص يقتحمون حديقة منزل سوناك ...
- راهول غاندي زعيما للمعارضة البرلمانية في الهند
- مؤسس ويكيليكس أقر بذنبه أمام محكمة أميركية مقابل حريته
- فقد الذاكرة تحت التعذيب.. الاحتلال يفرج عن أسير مجهول الهوية ...
- القضاء الأميركي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- تحذير صحي في الولايات المتحدة بسبب انتشار حمى الضنك
- هيئة بريطانية: سقوط صاروخ بالقرب من سفينة جنوبي عدن


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - دور ستالين في انحراف النظرية الماركسية