أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيد طنطاوي - اكتئاب أفضى إلى موت.. -ربح البيع-














المزيد.....


اكتئاب أفضى إلى موت.. -ربح البيع-


سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)


الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 23:31
المحور: الادب والفن
    


الاكتئاب والموت كلاهما ضيف ثقيل، لكن الأول هو سبيلك إلى الثاني، لتربح.
لست متشائمًا، لكني واقعيًا، لا أريد أن أسب الحياة، بل أريد أن أخبرها أنني أفهمها، لذلك استعجل الرحيل، ومن الآن يُمكن أن أقول إن الاكتئاب صديقي، ولما لا؟ وهو الذي يأخذني إلى الموت الذي أراح الراحلين، فاستحقوا الحسد.
قبل أن ترحل يجب أن تترك الدرس، وتخبر الناس من أين يأتي الاكتئاب، لكن لا تنتظر ردودًا، حتى لا يُدخلوك مجددًا في صراع جدال الحمقى، فلو أنك اعتزلتهم لما أصبحت على ما أنت فيه، لكن دورك الآن أن تخبرهم من أين يأتي الاكتئاب، واحذر أن يشككوك في نور الموت القادم في نهاية النفق.
لدي يقين، أن كل منّ ينطبق عليه لفظ إنسان، لا بد أن يكون مكتئبًا، وإن لم يكن كذلك، فعليه مراجعة مراكز الشعور لدى طبيب، فالأصل في الناس الاكتئاب إلى أن يثبت العكس.
الآن يبقى السؤال: من أين يأتي الاكتئاب؟ قبل أن تراجع الطبيب، عليك أن تعلم أن كثرة الحماقات تأخذ بيدك لا إراديًا إلى الاكتئاب، وللأسف لم نُدرك إلا مؤخرًا أنها مرض مُعدي كما الجائحة، فإن كنت في وسيلة مواصلات عامة وسمعت حماقات تتردد فعليك المغادرة، لأن كمامات التفاؤل لن تُنجيك.
أعلم أن الحماقات إحدى مسببات الاكتئاب، وتأتي من أنفسنا والأقربين، فكل يوم أنت مضطر إلى تفسير الماء بالماء، وشرح البديهيات، والاستئذان فيما هو حق أصيل لك، ورغم أنك أصدرت نشرة أن حدودك في قلبك وعقلك إلا أن هناك من يريد أن يُحاسبك على ما دونهما.
يُجبروك على ألا تكف عن التبرير، أنت مُجبر على أن تُخبر الناس لماذا تأكل ولماذا تشرب، لا أحد يكتفي بذاته، بل يريد احتلالك، ويقسم أرضك كيفما يشاء، ويزرع علم احتلاله فيك أينما يريد، ولا يبدي اهتمامًا بك، فالمحتل أصبح صاحب الأرض، ومعه عقود وشهود، وأنت صرت غريبًا.
مع هؤلاء، سطوة الوقاحة هدمت جدار الأدب وسحلت أطلاله، وأصبحنا أسرى للوقاحة، فاللفظ حجر يهشم قلبك، والأفعال سهام ملتهبة، وكل إنسان سوي لا يمكن أن يستمر في هذه الحرب كثيرًا، ستنتصر في جولة أو اثنتين أو ربما ثلاث، لكن في النهاية المحتل سيرفع علمه، وسيصبح مالكًا شرعيًا فيك، وأي محاولة للنجاة ستحتسب تمرد يستوجب القمع.
هنا، إن فاتتك المقاومة فلا يفوتك الإنصاف، وانسحب فخوض هذه المعارك ليس سهلًا، ولم يعد في روحك ذخيرة تجادل بها، فالهارب هو المنتصر.
بعد كل هذا إن كنت ستظل تسأل السؤال الأحمق من أين يأتي الاكتئاب فأنت بين أمرين إما أن تطلب الموت تعافيًا، أو تصبح واحدًا ممن ينشرون العدوى عن قصد.
إذا كنت ممن حسموا أمورهم، واختاروا الرحيل فلا تقلق، ربح البيع.



#سيد_طنطاوي (هاشتاغ)       Sayed_Tantawy#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدراء الأديان.. كيف أُبدع وهذا أثر فأسك؟
- أحمد طنطاوي واحد -تاني- مننا
- الإنسانية كفيلة بعلاج مؤمن زكريا
- -من غير كلام كتير يا ضيا-.. الدرس الأخير لمحمد منير
- دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة النصف السفلي
- دعوة للبغاء.. -الملابسية- وبلاغة -النصف السفلي-
- محمد حسونة.. وداعًا رئيس تحرير شارع قصر العيني
- أمنيتي رصاصة
- بسم الجوكر والتتش وروح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- بسم الجوكر والتتش ورح الفانلة الحمرا: يعيش أحمد فتحي
- لا تبكِ على بيض -ممشش- ولا -غنيم- محشش
- -صلاح- اللاعب من صلاح الرعية
- -سيرة أبو شمام-
- -الممر- ضاق علينا.. نظرة ومدد يا وطن
- إلى الدكتور خالد منتصر: -إنما للهبد حدود-
- مروة قناوي ..-يتيمة الابن-
- -نبيهاليا- ..رايحين على أرض النخيل
- -ياسر رزق ..اغسلها وتوكل-
- ..ويظل المذيع يكذب حتى يُكتب عند الناس -قرموطًا-
- -السيسي والطيب- ..ومعركة -أنت عارف وأنا عارف-


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيد طنطاوي - اكتئاب أفضى إلى موت.. -ربح البيع-