أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعيد هادف - جدارية من أجل المستقبل














المزيد.....

جدارية من أجل المستقبل


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 21:38
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يوم أمس، مرت الذكرى التاسعة والخمسون على الخامس من يوليو 1962 اليوم الذي نالت فيه الجزائر استقلالها. منذ 1830 تاريخ الغزو الفرنسي للجزائر، لم يتوقف أهل الأرض عن المقاومة. طيلة قرن وثلاثة عقود من المقاومات المسلحة والنضالات السياسية السلمية وعامين من المفاوضات أصبح للجزائريين دولة مستقلة.

شرعت الدولة، لحظة الاستقلال، في إحصاء شهدائها ومجاهديها، وخصصت للمجاهدين وعوائل الشهداء منحا وامتيازات. ومع مرور حوالي ستة عقود ما زالت الدولة لم تخرج من الماضي، ومازالت تعمل على قدم وساق بهدف رسم هوية الأمة وإعادة بناء ذاكرتها.

بعد ذلك التفتت إلى توثيق المقاومات المسلحة، ونضالات الحركة الوطنية، وها هي اليوم تلتفت بشكل رسمي إلى المنفيين الذين نفتهم فرنسا إلى بقاع متفرقة من الأرض عقابا لهم على ثورتهم ضد وجودها. وفق المعطيات التاريخية كانت عملية النفي بين 1864 و1921، إلى كاليدونيا الجديدة (جنوب غرب المحيط الهادئ)، غويانا (أمريكا الجنوبية)، مارغريت (فرنسا)، بلاد الشام، وبرازافيل (أفريقيا).

يوم أمس، افتتح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، جدارية تخليدًا لتضحيات الجزائريين المنفيين الذين طالتهم جريمة التهجير القسري قبل 157 عامًا. الجدارية الفنية تعبر عن عرفان الجزائريين ووفائهم لإخوانهم الذين قامت فرنسا بنفيهم إلى كاليدونيا الجديدة، حيث تصور قيام المستعمر الفرنسي بجر الجزائريين نحو السفن لنقلهم إلى المنفى وتظهر فيها سفينة ورجل يحمل علم الجزائر. تلقّى رئيس الجمهورية شروحات من قبل السيد شيخي حول الجدارية وما تخلده من تاريخ بارز في حياة الأمة الجزائرية، حيث أشار السيد شيخي إلى أن "قصة الجزائريين المنفيين إلى أقاصي الأرض من أروع القصص التي يمكن أن تذكي الروح الوطنية وتؤجج المشاعر النبيلة".

نعم إنها من أروع القصص، لكن هناك قصص أخرى سيرويها التاريخ يوما ما، قصص أولئك الشباب الذين غادروا الجزائر على متن قوارب الموت في اتجاه فرنسا.
يحتاج الأمر إلى عمل جدي حتى تخرج الجزائر من هذا العبث، عبث تخليد الموتى والاستهتار بالأحياء، تحتاج الجزائر إلى تعليم جيد يعلم الأطفال والشباب كيف يبنون بلدا يطيب فيه العيش، وإلى منظومة صحية جيدة، وإلى قضاء نزيه، وإلى مشاريع تنموية، وإلى إعلام تنويري، وإلى سياسة رشيدة تهتم بالأحياء أكثر من اهتمامها بالموتى.
أن نوثق الجرائم من أجل عدم تكرارها نعم، لكن أن نجعل منها ريعا لاحتكار السلطة، والإجرام في حق الأحياء فهذا ما يجب أن يتصدى إليه الجزائري. إن مسألة الذاكرة ستكون أكثر تعقيدا في معالجة المآسي التي حدثت في الجزائر المستقلة: من الاقتتال بين رفاق السلاح بداية الاستقلال، إلى العشرية السوداء إلى ضحايا الهجرة غير النظامية، إلى الاعتقالات والإخفاءات القسرية.
أن تهتم الدولة بالماضي وتنجز له جداريات شيء جميل، لكن أن تهتم بالحاضر والمستقبل شيء أجمل، الجزائر في حاجة إلى جدارية ضد نسيان كل الجرائم سواء تلك التي اقترفها الفرنسيون، أو تلك التي اقترفها ومازال يقترفها الجزائري ضد أخيه الجزائري.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستقبل المغاربي في ضوء نظرية حدوة الحصان
- حول الموقف الجزائري من قرار البرلمان العربي في تضامنه مع الم ...
- الجزائر: حرب ذاكرات أم أزمة مشاعر؟
- تركيا والمغرب الكبير في أفق 2024
- على هامش ذكرى النكبة: في الحاجة إلى تغيير البراديغما
- جبهة البوليساريو ما بعد الأزمةالمغربية -الإسبانية
- المغرب الكبير، هل سيكون كبيرا؟
- فكرة التحرر الفلسطيني: من حافز إلى حاجز
- الإمارات، هابرماس والمثقف المغاربي
- القضية الفلسطينية في المتخيل المغاربي
- كمال القصير: كراهية الغرب هدْمٌ -للحاضر- بينما كراهية التراث ...
- كأس شاي: في صحة المغرب الكبير
- من كان وراء مجازر 8 مايو 1945 في الجزائر؟
- ابن باديس في ذكراه: قراءة من زاوية أخرى
- قضية سعيد ناشيد: غياب الحكمة وطغيان الأهواء
- الأسبوع المغاربي يحييكم
- الأسبوع المغاربي بعد عام
- اليأس مدخلا إلى الأمل
- اليوم العالمي للثورة السلمية
- الدستور: محالة للفهم


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعيد هادف - جدارية من أجل المستقبل