أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي موللا نعسان - دروب الصبر















المزيد.....

دروب الصبر


علي موللا نعسان
شاعر و كاتب و مترجم

(Ali Molla Nasan)


الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 15:12
المحور: الادب والفن
    


جَفا البِلادَ عُيونٌ صابَها رَمَدٌ
إذ هاجَها شَوْكُ غَدْرٍ حاطَ مَرقَدَها

و شَلَّ حَيْصَ الأذى عَنْها قَذى كَدَرٍ
قَدْ شاكَهُ لُغْزُ بؤسٍ باتَ يُرْشِدُها

و الرُّوحُ هلَّتْ تُعادي وعكةً جَحَدَتْ
على عُرىً لَفظَ أَنفاسٍ تُرَدِّدُها

وَ النَّفْسُ هامَتْ على طِلاوَةٍ في عُنُقٍ
يُسامِرُ الوَجْدَ و الإحساسُ يَمْرُدُها

وَ العَيْنُ زاغَتْ عَن الأَوْهامِ في تُرَبٍ
تُداعِبُ الوَعْدَ و الأَضفارَ في يَدِها

عَيْشٌ تَجَلّى عَلى حُلْمٍ رَوى حِكَماً
تُوامِقُ العَقْلَ و المَرْحى لِمُنْجِدِها

يَرْقَى إليها جمالٌ في حُضورِ نَدىً
يُهامسُ الشَّتْلةَ المُثلى بِسُؤْدُدِها

وَ الوجْدُ حَنَّ إلى كياسَةٍ غَمَرَتْ
طُيوبَ شوقٍ إلى زُلفى تُخَلِّدُها

وَ العقلُ شنَّ على أَوْهامِ مأْرِبِها
شرارةً حاصرَتْ أحْلامَ مَوقِدِها

تاهتْ صَحارى نُهى فِكْر ٍعلى مَدَرٍ
مِثْلَ الجِمالِ رَسَتْ في عُقْرِ مِرْبَدِها

تُساحِنُ المَجْدَ و الأنسابَ قاطبةً
نَحْو الرَّدى في عُرى زَرْدٍ يُقَيِّدُها

و الذُّعْرُ قَدْ هاجَهُ نَبْضُ الشُّعورِ على
عُمْقِ المَشاهِدِ في مَنْفى يُشَرِّدُها

و الصَّبرُ هَزَّ مَزايا مُرْتجى سَعْدٍ
و الفِكْرُ وشَّى على ما بثَّهُ مْقْصَدَها

أعتى الوباءُ ديارَ الكَوْنِ في حَزَنٍ
و نابَ عنْ زُهْدِ نَفْسٍ ما يُهَدِّدُها

و الغَدْرُ حابى مَطايا وَحْشَةٍ جَثَمَتْ
و القَبْرُ أغرى عُرى مَشْفى يُضَمِّدُها

قد أشْجَبَ القَلَقُ الساري هُدى دِعَةٍ
وتاهَ عَنْ حِكْمةٍ ما قد يعي غَدَها

ففي المدائِنِ أوجاعٌ رَمَتْ سَقَماً
و في القُرى هاجَمَتْ ما كان يَجْحَدُها

قدْ قُلْتُ حِينَ توالى الدَّمْعُ في نُقَبٍ
مَنْ ذا الذي يَصْنَعُ الحُسْنى فَيُرْشِدُها

إذ نابَ عنْ شَجْوِ روحٍ ما يُحَفِّزُها
و النَّفْسُ ثارَتْ على بُغْضٍ يُهَدِّدُها

  سَيَسْعِفُ الخالِقُ الباري قُرى أَملٍَ
قد هُجِّرَتْ بِرحْمةِ آياتٍ تُؤَيِّدُها

صَبْراً على صَبْوةِ الأَشْجانِ إنَّ لَها
عُقْبى على شَجْبِ نُضْجٍ في تأَبْجُدِها

فالأَرْضُ في وَسَطِ الآلامِ قَدْ غَمَطَتْ
جُرْحَ الحِمى في بَرىً أضْنى تَأَسُّدَها

هبَّتْ ذِئابُ دُجى لَيْلٍ عَلى صَخَبٍ
إِذْ هاجَها فَجْرُ يومٍ جاسَ مِحْصَدَها

فهاجَمَتْ تقْتفي عَبْرَ المَدى زُمَراً
مِثْلَ اللُّصوصِ تَمي في ساحِ مَرْصَدِها

و قَدْ توانى الضَّنى في ردعِ مِخْلَبِها
حيالَ جأشٍ وَعى شَأواً لمَشْهَدِها

قَدْ أجْفَلَ الكاهِلَ الراسي عُرى جَلَدٍ
يَمْضي إلى مُقلٍ تَقْفو تَمَرُّدَها

إنَّ الدِّيارَ و إنْ جابَ الرَّحى حَذَرٌ
فالقَهْرُ ماضٍ عَلى آمالِ مُفْسِدِها

يَرْقَى إليها ذهولٌ مِنْ صَهيلِ رُؤىً
تُواجِهُ الطَّامَةَ الكُبْرى فَتُقْعِدُها

يَصبو إلَيْها جُموحٌ في رؤى جَدَدٍ
يَنْسابُ في لهفةٍ يَبغي توسُّدَها

إنَّ المَشاعِرَ قَدْ سارَ الطُّموحُ بِهِا
و قد سبى هاتفٌ في الروح يَسْنُدُها

كأنَّ شَوْقَ اللُّقى تَقْتادُهُ عِبَرٌ
إلى مُروجِ السُّوى فيما يُجَدِّدُها

يَمضي إليها غريمٌ في حُضورِ وَغَىً
أصابَها سَهمُهُ في صَدْرِ مَعْقِدِها

و النَّفْسُ ماجَتْ مِن الإِصْرارِ في قِيَمٍ
حينَ الوعودُ وَعَتْ إضْفاءَ تَهَجُّدِها

كَأَنَّ فيها رَحيقٌ سامَهُ عَسَلٌ
في خافقٍ حَصِفٍ يَهْوى تَوَدُّدَها

يَسْعى إليْهِ الكَلامُ في حِجا لُغَةٍ
أنارَها اللاعِجُ الوافي لِيُرْشِدَها

و قَدْ هَفا العِطْرُ في أَحْضانِ مِغْزَلِها
و الخُبْزُ ضاجَ على نيرانِ مَوْقِدِها

إنَّ القلوبَ و إنْ زَكَّى الهُدى دَمَها
فالطُّهْرُ ساعٍ إلى فَحوى زُمُرُّدِها

تَحُطُّ طيباً على أنحاءِ مَوْكِبِها
فَيَرْتَقي كُلَّ أَمْرٍ في تَجَلُّدِها

و الصَّمْتُ في زحمةِ الأفكارِ يُبْهِجها
من التَّبَخْتُرِ فالإِحْسانُ مَقْصَدُها

فَمِنْ عَبيرِ الوَمى تَنْسابُ أُغْنِيَةٌ
بِها طُيوبُ نَدى الأشْعارِ تَرْفِدُها

قَدْ أَلْهَمَ العاشِقُ السَّاعي جَنى مَطَرٍ
وَ قَدْ تحابَتْ غُيومٌ في تَلَبُّدِها

و صارَ مَرامُ النُّهى يُضْفي المنى عَجَباً
من التَّغَنِّي عَلى إتقانِ أَثْمَدِها

فَفي أَديمِ النَّوى صادَ الهَوى كَبِداً
قَدْ حابَهُ مُلْتَقى الإحساسِ في يَدِها

و جالَ يديمُ الرَّنا و الرُّوحُ قدْ هَجَعَتْ
من الحُنُوِّ على مَرأى تَوَدُّدِها

مثلَ الصُّقورِ سعى يرجو سُوى هدفٍ
و قد تَهادَتْ رؤى شوقٍ لمُسْعِدِها

إنَّ العيونَ و إِنْ جاسَ البريقُ بِها
جَلا التَّحَدِّي عَلى أجْفانِ مَقْصَدِها

إذ راعَها لَحْظُها في دَفْقِ مَوْكِبِها
و حسرةٌ هَمَسَتْ في طُهرِ مَوْعِدِها

تهافتتْ في سُهولِ الليلِ حالمةً
على تراب الحِمى تَقْضي تَهَجُّدَها

و الفجرُ أضحى يواسي بسمة هَرَعَتْ
وقد أناخَ عَلَيْها فَأْلَ فَرْقَدِها

خُطواتُ روحٍ طواها الهَجْرُ في وَطَنٍ
و الصَّبْرُ قد جاسَها حتَّى يُسَدِّدَها

أينَ العُقولُ التي بِالفَهْمِ أحْسَبُها
عبرَ الدهورِ و قد قادَتْ تأبْجُدِها

على صُوى عالمٍ تُضفي الثَّرى أمَلاً
قَدْ حاسَهُ رَعْسُ حزمٍ جاءَ يُسْعِدُها

فيا لسَعْدِ الجَوى المُجْتاحِ مُهْجَتَها
عبْرَ الشُّعورِ الذي قدْ أجَّ مَوقِدَها

و يا لوجدٍ تَسامى في البَرى قُدُماً
عَبْرَ الدُّجى نحْوَ وَعْدٍ رادَ يَعْضُدُها

فَلَنْ يُشادَ الهُدى من عُصْبةٍ غضبتْ
إن قادَها في الوغى منْ عاثَ مَسْجِدَها

و الفكْرُ راحَ يُباهي الرُّوحَ في خُلُقٍ
أهْدى جَبينَ الوَرى سِرَّاً يُخَلِّدُها

و الهجرُ داسَ على تَغْريبَةٍ تَرَكَتْ
عَلى طُروسِ الحمى ذِكراً يُفَنِّدُها

و الوَعْدُ ماجَ على الأَحْلامِ في مُقَلٍ
يَرنو إِلَيْها المُنى إنْ رادَ يُسْعِدُها

قَدْ يُزهدُ الشَّاعِرُ الهادي بِلَوْعَتِهِ
صَدىً يحومُ على الذِّكْرى فيبعدُها

خَيْرُ القَلائِدِ في الأيامِ أَرْفَعُها
وَ أَفْضَلُ العَيشِ فيها نُبْلُ مَقْصَدِها



‎علي موللا نعسان
Ali Molla Nasan
Oslo 19-1-2021



#علي_موللا_نعسان (هاشتاغ)       Ali_Molla_Nasan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروب الجموح و الفؤاد
- سلوا وجدي
- دروب الشُّعور
- دروبُ الشُّعور
- دروبُ الهوى و النُّهى
- دروبُ الشِّعرِ و الفِكْرِ
- بنادِقُ الفِكْرِ
- الضمير
- ذاب الشوق في الحشا
- دروبُ الحبِّ
- حان وقتُ الرحيل
- دروب الطموح
- دروب الوجد
- دروبُ الحقِّ
- دروب العقل
- دروب القلب


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي موللا نعسان - دروب الصبر