أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - ما هو الهدف من وراء تولي رئيسي السلطة في البلاد؟















المزيد.....

ما هو الهدف من وراء تولي رئيسي السلطة في البلاد؟


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الانتخابات أمر لا معنى له في بلد تحكمه الديكتاتورية، نظرًا لأنه لا توجد حرية وديمقراطية في ذلك البلد. وإيران هي إحدى هذه الدول. إذ حكم إيران خلال الـ 42 عامًا الماضية، نظام تنحصر ثقافته وأداؤه في القمع والقتل والنهب. وهذا هو السبب في أن الموقف الرسمي للقوى الثورية والمحبة للحرية في هذا البلد من انتخابات هذا النظام الفاشي المزورة هو "المقاطعة".
المواطنون يطوقون الديكتاتورية
واجهت مسرحية انتخاب نظام الملالي الحاكم هذا العام مقاطعة عامة من جانب الإيرانيين، نظرًا لأن المعادلات السياسية في إيران آخذة في التغيير. والجدير بالذكر أن هذا الوضع لم يحدث ببساطة. ففي السنوات الأخيرة، ولا سيما في نوفمبر 2019 اندلعت انتفاضة شعبية هزت كيان نظام الملالي. والدليل على ذلك هو قيام الولي الفقيه الحاكم بإجراء جنوني يتمثل في الأمر بقطع الإنترنت وقتل المتظاهرين ردًا على هذه الانتفاضة. وقتلت القوات الحكومية أكثر من 1500 متظاهر. وكان شعار ومطلب المواطنين الرئيسي في هذه الانتفاضة هو الإطاحة بنظام الملالي برمته، حيث رفعوا شعار "لقد انتهت اللعبه يا أيها الإصلاحي ويا أيها الأصولي" . وكان التأكيد على رفض الديكتاتورية السابقة (ديكتاتورية محمدرضا شاه) من بين الشعارات الأخرى، وتطويق الإيرانيين لأي نوع من الديكتاتوريات في بلادهم. ويدل هذان الشعاران الأساسيان على نضج الوعي العام ووصول نظام الملالي إلى مرحلته النهائية، ألا وهي الإطاحة بنظام الديكتاتورية الدينية برمته ورفض أي نوع من الديكتاتوريات في إيران.
وينطبق هذا التطور تمامًا مع منطق واستراتيجية المقاومة الإيرانية المتمثل في رفض الشاه ورفض الشيخ. وتعتبر هذه الاستراتيجية تطويقًا أساسيًا للديكتاتورية في المشهد السياسي الإيراني. وأصبحت الإطاحة بالديكتاتور الحاكم في السنوات الأخيرة هي المطلب الرئيسي للإيرانيين. وارتدت مجموعة من المدعين كذبًا وبهتانًا معارضتهم للنظام الديكتاتوري الحاكم رداء الشعبوية وتظاهروا كذبًا بتآلفهم مع الشعب، بيد أنهم في الواقع متآلفين مع الديكتاتورية قلبًا وقالبا وهدفهم الرئيسي هو إرباك المشهد السياسي الإيراني.
ولي فقيه نظام الملالي وسياسة الانكماش
هذا ويبعث قرار على خامنئي، الولي الفقيه الحاكم بتوحيد نظامه الفاشي والسعي إلى تشكيل حكومة إسلامية فتية، والإعلان عن أن المجرم قاسم سليماني مثال يحتذى به، في مثل هذه الأجواء من نضج نضال الإيرانيين؛ برسالتين واضحتين، هما: "ضعف نظام الملالي وضعضعته بشكل مفرط" و " إصرار الولي الفقيه على تكثيف القمع والانكماش ما أمكن". ولذلك، كان تعيين الجلاد إبراهيم رئيسي قبل فترة طويلة من إجراء مسرحية الانتخابات في 18 يونيو 2021 أمرًا واضحًا وضوح النهار، وكانت المقاومة الإيرانية قد أعلنت عن ذلك.
إن أي شخص لديه القليل من المعرفة بالديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران لا يشك في أن علي خامنئي مجبر على اختيار إبراهيم رئيسي، على الرغم من إدراكه لعواقب مثل هذا القرار. ولم يعد ولي فقيه الملالي يقبل في ضوء الظروف الجديدة التي طرأت على المشهد السياسي الإيراني حتى عناصره القديمة، ومن بينهم علي لاريجاني (الرئيس السابق لمجلس شورى الملالي)، ومحمود أحمدي نجاد (الرئيس السابق لجمهورية نظام الملالي)، وما يسمى بالعناصر الإصلاحية (من أمثال حسن روحاني، ومحمد خاتمي، وغيرهم). والحقيقة هي أن خامنئي في حاجة ماسة لأشخاص سفاحين من أمثال إبراهيم رئيسي الملطخة يديه حتى مرفقيه بدماء أبناء الوطن والسجناء السياسيين من أجل المحافظة على بقاء نظام ديكتاتوريته. فما هو السبب في ذلك؟
صورٌ عجيبةٌ من استثمار الإطاحة بنظام الملالي
نجد عشية هذا الاتجاه الذي نشهده أن محمد جواد ظريف (وزير الخارجية في حكومة المعمم المحتال حسن روحاني) يسجل شريطًا لاستثمار عملية ما بعد الإطاحة بدكتاتورية ولاية الفقيه وينشره. كما نشهد تصريحات غير مسبوقة للحرسي محمود أحمدي نجاد (الرئيس السابق لجمهورية نظام الملالي) لم يسبق لها مثيل قبل ظهور هذه الظروف، ... إلخ. ومن ثم، من الممكن أن تكون مثل هذه التصرفات والتصريحات التي هي مجرد فتح حساب لما يطرأ من ظروف بعد الإطاحة بهذا النظام الفاشي؛ علامات على المرحلة النهائية للديكتاتورية الحاكمة في إيران.
الرسالة الواضحة لتولي إبراهيم رئيسي للسلطة
إن إبراهيم رئيسي هو الشخص الذي غرق في الخوف من تنصيبه رئيسًا للجمهورية حتى داخل سلطة ولاية الفقيه، بسبب ماضيه الإجرامي في السجل المشؤوم لهذا النظام الفاشي، وخاصة قتل المعارضين بشكل عام، وقتل أكثر من 30,000 سجين سياسي في عام 1988 بشكل خاص. ويتشرف حسن روحاني بتقبيل أقدام خامنئي، وينسحب مرشحي الولي الفقيه المؤهلين واحدًا تلو الآخر، وهم الذين ظلوا يتصدرون مشهد مسرحية الانتخابات حتى اليوم الأخير ويلتزمون بالخضوع للجلاد رئيسي. ولكن هل هؤلاء يكفون من وجهة نظر خامنئي ورئيسي؟ يجب أن نذكر أنه تم إعدام العديد من عناصر نظام الملالي نفسه بطرق مافيوزية.
خامنئي ليس خميني ولكن
على الرغم من أن خامنئي ليس خميني ولا يمكن أن يكون خمينيًا، إلا أنه يتصرف مثله في اللحظات التاريخية الحساسة.
أدرك خميني الإطاحة بنظامه في نهاية يونيو 1981، وأصدر الأوامر بقتل 500,000 متظاهر خرجوا إلى الشوارع تلبية لدعوة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وعندما أدرك خميني بعد سبع سنوات، أثناء إحياءً ذكرى هذه المظاهرات، أنه على بعد خطوة واحدة من الإطاحة به في عملية جيش التحرير الوطني التاريخية في منطقة مهران؛ خضع مباشرة وبشكل مفاجئ لتجرع كأس سم وقف إطلاق النار مع العراق، ووافق على قرار الأمم المتحدة 598 لينقذ نظامه من الإطاحة.
وامتدادًا لهذه السياسة قرر خامنئي في السنوات الأخيرة، خاصة في أعقاب انتفاضات الإيرانيين البطولية ضد الديكتاتورية الدينية في 2018 و 2019 أن يعين رئيسي رئيسًا لجمهورية الملالي عنوة انتهاكًا لرغبة المواطنين، نظرًا لأنه لا يتحمل سوى أقرب العناصر له، ومن بينهم السفاح إبراهيم رئيسي. وهذا الأمر مؤشر واضح من المؤشرات على أن نظام الملالي يحتضر في مرحلته النهائية.
رسالة رئيس جمهورية الملالي الجديد
يبدو من المنطقي الآن أن التفاوض حول الاتفاق النووي سيتوقف مع بداية فترة رئاسة إبراهيم رئيسي للجمهورية بالتوازي مع تكثيف القمع داخل إيران والإرهاب والتدخل في شؤون الدول. كما يُتوقع حدوث موجة من عمليات القتل المتسلسلة للمعارضين أو حتى ما يسمى بالعناصر الإصلاحية والمنتقدين داخل إيران، وستكون الزمرة الحاكمة في إيران هي المتهم الرئيسي فيها ليس إلا، نظرًا لأن خامنئي ورئيسي لن يكفَّا عن الاشتياط غضبًا في ضوء الخلل الناجم عن دخول نظامهما الفاشي في مرحلته النهائية.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيجية المقاومة الإيرانية عشية الانتصار على الديكتاتور
- الشعب الإيراني يرفض مسرحية انتخابات نظام الملالي
- إيران في العام الإيراني الجديد
- من سيكون الرئيس في إيران هذا العام؟
- لماذا يرفض الشعب الإيراني نظام الملالي؟
- نظام الملالي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم وأمنهما 2-2
- نظام الملالي يهدد بزعزعة استقرار المنطقة والعالم وأمنهما
- إيران .. بلد الإعدامات والسجون المروعة!
- العتالون الأكراد الكادحون ليسوا وحيدين في مناهضة نظام الملال ...
- المقاومة الإيرانية .. بداية مرحلة الهجوم والتقدم
- مشروعية المقاومة الإيرانية وشرعيتها السياسية ومشهد الإطاحة ب ...
- المقاومة الإيرانية مستعدة للإطاحة بالدكتاتورية الدينية
- نظام الملالي يعقد اتفاقيات بيع الوطن لأطراف أجنبية! 2-2
- نظام الملالي يعقد اتفاقيات بيع الوطن لأطراف أجنبية! 1-2
- نظرة على مکانة انتفاضة الشعب الإیراني والمقاومة الإيرا ...
- المقاومة الإيرانية في حرب تاريخية ضد الفاشية الدينية!
- سمات المقاومة الإيرانية ومکانتها من وجهة نظر الآخرين
- المرحلة الأخیرة من عمر نظام الملالي 3-1
- ما هو مطلب الشعب العراقي؟ 3-3
- ما هو مطلب الشعب العراقي؟ 3-2


المزيد.....




- واشنطن ترسل حاملة طائرات ثانية إلى الشرق الأوسط لـ-ردع أي عد ...
- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - ما هو الهدف من وراء تولي رئيسي السلطة في البلاد؟