أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - فاتورة الغربة














المزيد.....

فاتورة الغربة


غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)


الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 01:10
المحور: الادب والفن
    


ولد قاسم في احدى الاحياء العشوائية في مدينة قامشلو
اخ لأختين جين و آهين تكبرانه ....
والده هاشم كان معلم بناء *هوستا
وامه حنيفة ربة بيت
كان قاسم كغيره من أقرانه يحب اللعب بكرة القدم في شوارع الحي مهمل لكل ما هو علم ومدرسة يكرهها ....
كان ابوه يوصله الى المدرسة وعندما يأتي إلى البيت يجد قاسم قد سبقه إلى البيت.
إما جين وآهين فقد كانتا مجتهدتين في الدراسة ولكن فقط حتى الصف السادس وقد اخرجهما والدهما من المدرسة بعد نهاية التعليم الالزامي التي كانت حتى السادس الابتدائي وكانت الفتاتين في الصيف يساعدان ابوهما بالذهاب الى حواش العدس وكذلك القطن وغيرها من المحاصيل التي تتطلب ذلك ...
مرت السنوات كبر الاولاد وانحنى ظهر الأب هاشم من العمل الشاق تزوجت جين من احد اقربائها وقرر قاسم السفر الى اوروبا في ظل حزن الام والأب على فراق ابنهما الوحيد ومحاولاتهم الكثيرة من منعه من السفر غير إن قاسم صمم على السفر مع مجموعة من رفاقه الشباب.
كان وقتها السفر شاق وخطر ومكلف غير إنه لم يتراجع امام توسلات الام والأب وفي احدى ليالي الصيف والعائلة الصغيرة مجتمعة في فناء الدار حمل قاسم حقيبته مودعا امه واباه واختيه والدموع تنهمر مدرارا من عيون الجميع .
توقف قاسم عن البكاء وقال :هل تخبروني لماذا كل هذا البكاء ؟
أنا ذاهب كغيري من الشباب لرفع العبء عن كاهل والدي الذي ارهقه العمل!
الى متى سيبقى أبي يعمل ؟
الى متى سأقيس شوارع قامشلو دون عمل ؟
فقط ادعوا لي بالتوفيق وانا ان شاء لله ما أن أصل بالسلامة ويستقر وضعي سأتصل معكم وارسل لكم النقود حتى لا تحتاجون لأحد
خرج قاسم من باب الدار دون ان يلتفت الى نواح أمه واختيه وابيه ..................
مرت الأيام وطال غياب قاسم ومازال الاب والأم يبحثان كل صباح ومساء ان يرن جرس الهاتف او يسمعون خبرا عن قاسم واخيرا رن جرس الهاتف في ساعة متأخرة من الوقت
ركضت الام وصرخت بحثها العفوي إنه قاسم .....قاسم ولدي
صدق حدث الأم فعلا
إنه قاسم الذي لم يستطع ان يتحدث مع الجميع لعدم قدرته على شراء رصيد اضافي واخبر امه بان اوروبا ليست كما كان يتحدث عنها الناس انها المشقة والمزلة واكثر والفرد بحاجة الى سنوات وسنوات حتى يستقر في هذا البلد ولكن اعدك يا امي انني لن اخذلكم وسأسعى الليل والنهار لتأمين حياتي وحياتكم
جاء الأب متلهثا دعيني اسمع صوته
اشتقت اليك يا بني طمني عن وضعك
لا تهتم بنا المهم انت وانقطع الخط
بين الفرح والبكاء اختفى صوت قاسم في غياهب الغربة طال الانتطار لسنوات حتى تمكن قاسم من الحصول على الاقامة والعمل واصبح يرسل النقود الى ابيه المريض الذي اصبح طريح الفراش بعد عملية الديسك ولم يعد قادرا على العمل وآهين تزوجت ولم يبقى في البيت سوا العجوزان الذي ظل قاسم يتصل معهها دوما ويرسل لهما النقود تعالج الأب مرة اخرى وتحسن وضعه ولكن اصبح رفيقه العصي للسير بيهما ارسل لهما قاسم مبلغا من المال فتح دكانا امام الدار يعمل فيها الاثنان ويقضيان اوقاتهما ما بين الدكان ومحادثة ابنهما عبر البحار تزوج قاسم واستقر وضعه اكثر وفي احدى المساءات الربيعية اتصل ردت امه وحسرة القلب يسبقها الدموع لقد مات ابوك يا قاسم إنهار قاسم وقرر السفر مباشرة الى قامشلو وبعد ايام استطاع حجز بطاقة سفر واتصل مع امه ولكنها لا ترد انشغل باله كثيرا فاتصل مع جيرانه يسأل عن والدته .
فاخبروه انها بالمشفى اثر جلطة دماغية
اصبح قاسم يعد الساعات والدقائق ويدعو من الله أن يشفي امه
ما ان وصل اتجه مباشرة الى مشفى فرمان متجاهلا الذهاب الى البيت وفي غرفة الاستعلامات سأل عن مريضة جلطة دماغية اسمها حنيفة قاسو فاخبروه انها توفت البارحة وقد اخذها بناتها
انهار قاسم امام غرفة الاستعلامات دون اي نفس رغم محاولات الكادر الطبي للمشفى غير إنه لحق بوالديه
ودفع فاتورة الغربة ......



#غيفارا_معو (هاشتاغ)       Ghifara_Maao#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة الكوردية بشيرة درويش
- لَا أُرِيدُ بُنْدُقِيَّة
- الأنثروبولوجيا الكردية في روج آفا كوردستان.. 3
- حوار مع الشاعر والفنان القدير ابن عفرين المحتلة حم كلك طوبال
- الأنثروبولوجيا الكردية في روج آفا كوردستان.. 2
- حوار في مطعم الفلافل
- الأنثروبولوجيا الكوردية في روج آفا كوردستان .... 1
- الديمقراطية والأنظمة العاهرة
- حوار مع الشاعرة الكوردية وابنة عفرين نبيهة حسين أم شيرو
- حوار مع الكاتب والشاعر الكوردي نظير جمبا هيفي
- حوار مع الشاعر والكاتب الكوردي لزگین گراڤي
- حوار مع الشاعرة الكوردية ندوة يونس
- مالي هو مالكم
- حوار مع الشاعر السوري معروف عازار حاوره إخلاص فرنسيس
- قصة وحكمة
- ليلة رأس السنة وأبي
- حوار مع الشاعر الكوردي خليل يوسف
- قصص الحب عند الشعوب ..... بقلم: الأستاذ سعيد يوحانون
- حوار مع الأديب والشاعر البحريني عبدالحميد القائد
- في تلك المدينة


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غيفارا معو - فاتورة الغربة