عمار عبد الخالق
الحوار المتمدن-العدد: 6949 - 2021 / 7 / 5 - 00:59
المحور:
الادب والفن
سيرة الشتيت
..
شتيتٌ أنا
والأمنياتُ منظمَّةْ
وللريح بعد العصف
سيرة حوكمة
..
تبعثرتُ
منذ الصرخة البكر
أنني وليدٌ بلا ذكرى حليبٍ
لأفطمه
..
وأمي على عكس التساقي
بثديها أرى غيمة
ضد الهطول
ملغَّمةْ
..
وأورثني الحضن الشتات
فمحضن كمحضن أمي
لا يعود لتوأمة
..
وفيها حنان البرمجيات
لا حنان حضن اكتنافٍ
فهو يحتاجُ ترجمةْ
..
هنا الأرض
أم عاقر حيث أنجبت
وحيث استفاضت بالشعور
مُؤمَّمةْ
..
وحيث تنادي
أنت طفليَ يا أنا
فمن وعيها بالحبِّ عادت مكمَّمةْ
..
هنا الأرض
تدوير المآلات
حيث لا زوايا لتكوير
الديار المُقسَّمةْ
..
هنا الحضن
ربٌّ للمواسم
لم تجئ مواسم حضنٍ مُقفِلٍ
طقسَ مَوسَمةْ
..
تعلَّمتُ ما شكلُ الرصيف استقامة
وساءلتُ: من للتيه في الدرب قوَّمهْ؟!
..
وصحيَّتُ في قار الرصيف صهيله
وناديت بالإخراس
من كان ألجمهْ؟!
..
شتيتٌ صموتٌ
مستباحٌ مجوَّفٌ
ومكتز بالخوف
والخوف مَتْخَمَةْ
..
وربُّ اعتلاق بالأماني توُّهما
وما الحبل إلا
شدَّ من قد توهَّمَهْ
..
وما الوطن المرئي
إلا الذي يرى بليل
به كل البيوتات معتمةْ
..
أقول ظلام موطني
فيجيبني
ألا قل إله الضوء
صنَّع سُلَّمهْ
..
ليحترف الأبراج
وهي مضاءة بأكواخ في الإعتام
للضوء ملهمة
..
فصنَّع هالات الزعيم
ونجمه الذي لم يُطَلْ
للترب لمَّا تزَّعمَهْ
..
وصنَّع قنديل الفقير
وقال قد وهبتك قنديل
الزيوت المحرَّمةْ
..
ألا فاحمل القنديل في الدرب مطفأ
وقل وطني الأعمى
تعكَّز مرسمه
..
ولا رسمة تبدو
وغاب جدارها
وأطلالها
والكل يفقد معلمَهْ
..
وحظ الشتيت المستباح نجومه
مرصِّعَةً للتيه تقليد أوسمهْ
..
ولا أنجم تهدي الطريق لسالك
لبعثرة المسعى توسَّم أنجمَهْ
..
ويحتاج هذا المستباح
كيانه كتدوير قرص
والرحى طحن مرحمة
..
لأن الرحى
ما دوِّرت في بلادنا لطحن دقيقٍ
بل عظامٍ مهشَّمةْ
#عمار_عبد_الخالق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟