مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 20:05
المحور:
الادب والفن
يا سائِلاً عن أهالي الشامُ كيفَ غدوا
قد أوسَعَ الظُلمُ أهلَ الشام أوجاعا
قد أُترعتْ بضجيج الجوعِ أربُعُهُ
لكنّما الناسُ غضَّتْ عنهُ أسماعا
والفقرُ داهَمَ لا عَطْفٌ بجُعبَتِه
لم يبقَ فيه عزيزُ النفسِ ما جاعا
ولم يعُدْ ياسمينُ الشامِ في عبَقٍ
يطوي المدى، والربيعَ الطّلْقَ ضوّاعا
وقد غدا مثلَ ضرعِ الشاةِ قد عبثت
به النيوبُ، فلا تسطيعُ إرضاعا
حلَّ الخريفُ على أصقاعٍ له ورُبىً
كانت بأمسٍ قريبٍ جدُّ ممراعا
قد غادرَ النّملُ والفئرانُ دارَتَه
إذ لا يرونَ لها في الشامِ أطماعا
كالقلبِ أصبحَ فيه النبضُ في خطرٍ
إذْ لم يجدْ من حولِه درعاً وأضلاعا
عاثَ الفسادُ به من كلّ ناحيةٍ
لم يبقَ شيءٌ جميلٌ فيه ما ضاعا
في كلّ شبرٍ خرابٌ لا يُطاقُ رُؤىً
وأعدَمَ الفتقُ في الأرجاءِ رَقّاعا
تلك الحضارةُ في التاريخِ موغِلةٌ
أمامَ أعيُنِكم قد أصبحَتْ قاعا
الطائفيّةُ كانت أُسَّ آفتِها
يا بئسَ ما خلّفَتْ في النّفسِ أطباعا
من ذا يعيدُ إلى زهوٍ مفاتنَهُ
قد أقلَعَتْ عن ورودِ الزهو إقلاعا
أين العروبةُ من هذا..؟ وأينَ همُ
أبناؤُها الصيدُ..؟ مَن يَشري وما باعا
هَمُّ العروبَةِ يغلي تحتَ أضلُعِهِ
ولم يكنْ لعدوِّ العُرْبِ مُنصاعا
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟