أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد يوسف - اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!














المزيد.....


اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1638 - 2006 / 8 / 10 - 11:01
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مرة أخرى يثبت هوغو شافيز رئيس فنزويلا بأن هذا العالم لن يوقف وحشيته وينتقل به إلى أرقى شكل إنساني، إلاّ قوى اليسار العالمية، ومرة أخرى يثبت هذا المناضل العتيد زيف وبهتان الطروحات التي يتنطح لها الكثيرون من مروجي الأمركة والليبرالية الجديدة التي أرست معالمها وقوانينها نظم العولمة الراهنة التي تسير بالعالم وقيمه إلى الدمّار المحتم لصالح فئة قليلة جداً من الكائنات البشرية التي تشّرع كل شيء، من قتل وتدمير، وحرق ونهب وسلب لخدمة طروحاتها التي ما عاد كذبها ورياءها وزيفها ينطلي على أحد من البشر ..!
كانت الطروحات التي رماها البعض هنا وهناك من مثقفي اليسار، وخاصة اليسار العربي، هي النبراس الذي ألهم شعائرهم وفكرهم في مرحلة ما بعد انهيار منظومة الدول الاشتراكية بداية تسعينيات القرن الماضي، وذهب بعضهم إلى القول بأن الماركسية والشيوعية والاشتراكية ، مقولات أضحت بالية ولا سوق لها في عالم اليوم، الذي يجسد قيم الإنفتاح والتماهي في الإنتماء الوطني والقومي والإلغاء الثقافي لصالح قيم العولمة التي تلغي الآخر وتحوله إلى تابع لها ولمنظومتها في العمل والتفكير والتصرف، ولأن كانت هذه الطروحات نابعة من النزعة الإنهزامية وحاجة هؤلاء إلى إمام يصلّون خلفه، فإن البقاء اليوم هو لمن راهنوا على القيم المناقضة لطروحاتهم، وأن اليسار العالمي الاشتراكي والماركسي هو الرهان الوحيد على خلاص البشرية من مأزقها ومآسيها التي تتسبب بها هذه القوى من خلال الحروب وخلق الصراعات والنزاعات في كل بقعة من بقاع الأرض ، نرى هذا التحول جلّياً واضحاً في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية اليوم، وقد يكون لفنزويلا ورئيسها شافيز الفضل الأكبر في إعادة إحياء الأمل لدى شعوب العالم الضعيفة والمسلوبة الإرادة في إعادة إنتاج ثقافة جديدة، تتمثل في التأني وعدم الرضوخ لقوانين النظام العالمي الجديد الذي كرّسه أباطرة النفط ورعاة البقر في تكساس، وأسس له رأسمالي العالم المعاصر في أوروبا وأمريكا كنتيجة حتمية من نتائج انتصار الرأسمالية العالمية في معركة من معاركها على النظام الإشتراكي العالمي ..!
يمكن القول " بعد الموقف المشّرف للرئيس شافيز بسحب سفيره من إسرائيل احتجاجاً على القتل والتدمير الذي تمارسه إسرائيل بحق اللبنانيين"، يمكن القول بأن اليسار العالمي قد خسر معركة من معاركه مع الامبريالية العالمية، ولم يخسر حربه معها، والحرب مستمرّة، فالقضية ليست قضية نظام رأسمالي ونظام اشتراكي، إن القضية هي قضية صراع أزلّي بين العدل والظلم، وبين الحق والباطل، وبين الموت والحياة، وبين القيم الإنسانية والقيم المتوحشة، وهذا لا يمكن أن ينتهي بجولة عاشتها البشرية خلال بضع عشرات السنين، بل قد يمتد مئات ومئات السنين، والصراع لم يكن قد بدأ مع حركة الشيوعيين العالمية وطروحات ماركس والبيان الشيوعي في منتصف القرن التاسع عشر، بل هو يمتد في التاريخ أبعد من ذلك بكثير، من ثورة نتف التي قامت ضد طغيان وظلم الفراعنة، إلى ثورة العبيد مع سبارتاكوس إلى ثورة القرامطة في الإسلام وأبو ذر الغفاري وعلي بن أبي طالب صاحب المقولة الشهيرة : " عجبت لإمرىء ينام جائعاً، لماذا لا يخرج للناس شاهراً سيفه "، هذه المقولة على تواضعها في زمنها وسياقها التاريخي، ولكنها تحمل الكثير من معاني العدالة الإنسانية، وقيم الحق في أن يعيش الناس جميعاً بشروط أكثر عدلاً واستقراراً في هذا العالم، وأن تكون هذه الشروط مبنية على منطق التكافؤ في الحقوق، والتكافؤ في فرص العيش والتنمية والتعليم والأمن العالمي وذلك بغض النظر عن كبر مساحة هذه الدولة أو تلك، وقوة جيوشها أو ضعفه، حتى لا تتحول البشرية إلى غابة يفترس فيها القوي الضعيف ..؟
إن البشرية اليوم تقف أمام امتحان من أصعب الامتحانات التي تمر بها في تاريخها المعاصر، وقد تكون حرب إسرائيل على لبنان" على محدوديتها الجغرافية والسياسية" من أهم معالم هذا التحدي، فهي تشكل صورة واضحة ً لأسلوب إدارة العالم وتناقض مصالحه مع مصالح غالبية دول العالم الثالث، أو بتعبير أدق مصالح دول الشمال عن مصالح دول الجنوب، وتبين بشكل ملموس كيف تسّخر هذه الدول المنظمات الدولية العالمية لحساب مصالحها، وكيف أن هذه المؤسسات والمنظمات لا يمكنها أن تخرج عن إرادتها وسيطرتها على القرارات التي تتعلق بمصالح هذه الدول، فإذا كانت هذه المنظمات لا تستطيع أن تلعب دور الضابط لجماح هذه القوى، والتي من المفروض أن تكون هذه إحدى مهامها التي تأسست من أجلها، فمن سيلعب هذا الدور ..؟!
لاشك أن شرفاء ورجالات للتاريخ سيتنطحون لدور كهذا، مثل هوغو شافيز وغيرهم من القوى اليسارية الديمقراطية، مع التأكيد على مفردة الديمقراطية، كشرط أساسي من شروط قيام هذه القوى، هناك المنظمات العالمية المناهضة للعولمة التي بدأت في سياتل وغيرها، هناك أيضاً من استفاق أو سيستفيق قريباً من حلم كاذب لديمقراطية النظام العالمي الجديد، الكاذبة، والملّونة بدماء الناس في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وغيرها من بقع في أنحاء العالم، هناك أيضاً أحرار العالم الذين لا يرضون الذ ّل والتبعية والإلغاء واجتثاث جذورهم من أرضهم، وهناك من يدافع عن حقه في الحياة، وفي الطعام، والشراب، وحقه أيضاً بأن ’ينادى بإسمه الحقيقي، دون أن يأتي من يغير له هذا الإسم ...؟؟!!!



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن التعايش مع إسرائيل حقاً ؟!
- بعيداً عن ما يسمى بالإنتماء الوطني والقومي...!
- آن الأوان لإزاحة الأقنعة عن الوجوه..
- الإخوان المسلمين والشرط المجتمعي السوري
- العالم يتجه إلى الدمار تحت راية الأصولية الدينية
- عندما تخطىء السياسة الأمريكية في قراءة الشرق الأوسط
- عندما تقوم بعض أطراف المعارضة السورية بتعرية ذاتها
- تحرير الأرض أم تحرير العقل - قطاع غزة بين الصحوة والحلم ..!
- صراع أمريكا وسوريا في الشرق الأوسط - من يحارب من - ؟
- هكذا تموت الإبتسامة في وطني - إلى منتدى جمال الأتاسي -
- إلى محمد الحاج ابراهيم- ما هكذا تورد’ الإبل يا سعد’
- النزعة الإقصائية عند الليبراليين السوريين الجدد ..؟
- هكـــذا يــذهــب الكبــار ....!
- من أجـل عــراق الغد - مهداً قديماً جديدأ للحضارات -،
- قراءة في الحياة السياسية السورية بعد مؤتمر حزب البعث العاشر ...
- شروخات المعـارضة السورية
- حزب الشعب الديمقراطي السوري و- الحلقة المفقودة-
- لقاء دير الزور في سوريا- بدون إذن التجمع الوطني الديمقراطي-
- الطبقة العاملة وإرهاصات العولمة- من البروليتارية إلى الأنتلج ...
- مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي: -هل يخرجه من عنق الزجاجة- ...


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد يوسف - اليسار العالمي يولد من جديد ...؟!