محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 6947 - 2021 / 7 / 3 - 11:48
المحور:
الادب والفن
الشاعرة نعومي شهاب ناي
(كاتبة أمريكية من اصل فلسطيني)
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
***
لم يهتم والدي بالفواكه الأخرى،
كان يشير إلى أشجار الكرز ويقول:
"أتشاهدين هذه الأشجار؟ أتمنى لو كانت أشجار تين."
كان يجلس كل مساء وسط اسرتنا،
يحيك القصص الشعبية وشاحا صغيرا زاهيا،
كانت الحكايات تتضمن أشجار التين،
وكان يقحمها في القصص اقحاما حتى لو كانت غير مناسبة،
كان جحا ،في يوم من الأيام، يسير في الطريق،
فشاهد شجرة تين،
أو أنه كان يربط الجمل إلى شجرة تين ويخلد للنوم،
أو حين أمسكوه ، كانت جيوبه مليئة بثمار التين،
قال : في السادسة من عمري تناولت ثمرة تين مجففة، لكنني لم استسغ طعمعا،
وتابع : ليس هذا ما أتحدث عنه! إنني أتحدث عن تينة تنبت من الأرض ، عطية من الله ،
و غصن مثقل بثماره ينحني ليلامس الأرض.
إنني اتحدث عن قطف ألذ وأغلى وأكبر تينة في العالم وأضعها في فمي.
(توقف عن الحديث وأغمض عينيه)
مرت سنون ، وعشنا في عدة منازل،
لم يكن فيها أشجار التين،
بل فاصولياء بيضاء وكوسا وبقدونس وبنجر،
قالت أمي لأبي :ازرع شجرة تين
لكن أبي لم يفعل أبدا.
لم يهتم كثيرا بالحديقة ،
كان ينسى أن يسقيها،
وكان يترك البامياء لتصبح كبيرة،
"ياله من حالم! انظروا إلى الأشياء التي بدأها ولم ينهها."
في أخر مرة انتقلنا بها إلى منزل جديد،
جاءتني مكالمة هاتفية،
كان والدي يرنم أغنية بالعربية ،
لم اسمعها من قبل،
سألته : ماهذه الاغنية؟
أخذني إلى فناء الدار الجديد،
وقال :هناك وسط دالاس في تكساس
يوجد شجرة تحمل ألذ وأغلى وأكبر تينة في العالم ، إنها "أغنية شجرة التين!"
وقطف فوكهه مثل تذكارات ناضجة،
ورموز تأكيدا لوجود عالم كان دائما عالمه.
***
العنوان الأصلي:
Naomi Shihab Nye,My Father and the Fig Tree,2021.
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟