أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - سور الصين الفولاذي














المزيد.....


سور الصين الفولاذي


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6946 - 2021 / 7 / 2 - 12:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مضى على بناء السور العظيم أكثر من 2000 عام، ويوصف بأنه واحدة من المعجزات البشرية، فهو، بالإضافة إلى كونه مشروعاً دفاعياً عسكرياً نادراً في التاريخ، فإن له قيمة معمارية أيضاً، لا بالنظر لضخامته فحسب، وإنما أيضاً لطبيعة المواد المختلفة التي استخدمت في بنائه. إنه، كما تقول المراجع، لا يظهر «ذكاء أسلاف الصينيين فحسب، بل يجسد جهداً بذلوا فيه العرق والدماء».
يمرّ السور بتضاريس معقدة، فهو لا يعبر الجبال فقط، وإنما يخترق الصحراء ويجتاز المروج ويقطع الأنهار أيضاً، ولذلك فإن الهياكل المعمارية للسور تختلف بين منطقة وأخرى. في المناطق الصحراوية بني بمواد مكوّنة من الأحجار ونوع خاص من الصفصاف نظراً لشح الصخور والطوب، وفي مناطق أخرى بني بالتراب المدكوك أو الطوب غير المحروق، لكنه متين وقوي لا يقل عن متانة السور المبني بالصخور والآجر.
سور الصين القديم لم يعد «عظيماً» بالضرورة، لعلّه اليوم مجرد مقصد سياحي، لذا فإن الرئيس الصيني شي جين بينج، وفي خطابه بمناسبة الذكرى المئة لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم تحدّث عن سور صيني آخر، حين قال بأن كل من يحاول التنمّر على الشعب الصيني أو قهره «سيجد نفسه في مسار تصادمي مع سور فولاذي عظيم قوامه أكثر من 1,4 مليار صيني».
أراد زعيم الصين أن يقول للغرب: هناك عالم جديد تشكّل. ولأن المناسبة مرور قرن بكامله على تأسيس الحزب الذي قاد البلاد، عبر منعطفات وصعوبات وتعقيدات كثيرة إلى ما هي عليه اليوم من قوة، فإنه لا بد أن يحضر إلى الذاكرة اسم مؤسس الصين الحديثة ماوتسي تونج، الذي يوصف شي جين بينج بأنه أقوى رئيس صيني بعده، هو الذي لم يكتف في خطابه بالتأكيد على أهمية إنجازات بلاده الاقتصادية، واحتوائها للفقر، ورفع مستوى معيشة شعبها، وإنما حرص أيضاً على أن يظهر لمنافسي الصين في الغرب بأن لبكين أنياباً أيضاً، لن تتردد عن استخدامها إن لزم الأمر.
وجّه بينج رسالته هذه في صيغة لا يمكن وصفها بالدبلوماسية، وإنما بالذكاء، حين قال: «الأمة الصينية لا تحمل سمات عدوانية في جيناتها، ولم نتنمّر أو نضطهد أو نقهر شعب أي بلد آخر مطلقاً، ولن نفعل ذلك أبداً»، وإن حزبها الحاكم «يهتم بمستقبل البشرية، ويرغب في المضي قدماً جنباً إلى جنب مع جميع القوى التقدمية في جميع أنحاء العالم»، ولكن ذلك لم يثنه عن إرسال رسالة، لعلّها الأوضح حتى الآن، عن أن بلاده لن تتردد في «سحق»، والتعبير له دلالته، أية قوة أجنبية تريد إخضاعها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكُل شيء تاريخه
- فكر متأمل وآخر مرتجل
- عبدالله الكوبي
- الترجمة والهيّمنة
- عقدة الأبيض المتفوّق
- الطبيب والمثقف
- في الذكرى السنوية لميلاده: جيفارا الذي عاش
- أمادو فارس الأمل
- غداً أو بعد غد
- على الهامش
- هشاشة الدولة العربية
- الحبر على الورق
- مكتبة غزّة -خوف الغزاة من الذكريات-
- من الذي كتب التاريخ؟
- سقط سهواً
- طاغور في القاهرة
- راسبوتين الذي رأى
- مفاتيح الذاكرة
- أسئلة كبرى في ذكرى (صناعة) الكيان الإسرائيلي
- بين المعري وطه حسين


المزيد.....




- جوائز غرامي الـ67.. قائمة بأبرز الفائزين
- الشرع يغادر المملكة العربية السعودية.. ماذا دار في حديثه مع ...
- تصعيد عسكري في جنين ومجموع القتلى بغزة يصل 61 ألفا ونتنياهو ...
- مهرجان -بامبلونادا ريمنسي- يحاكي سباق الثيران الإسباني في لي ...
- إجلاء أطفال مرضى من غزة بعد إعادة فتح معبر رفح
- مذيعة سورية تجهش بالبكاء وتناشد الشرع المساعدة في الكشف عن م ...
- القوات الروسية تواصل تقدمها وتكبّد قوات كييف خسائر فادحة
- قادة الاتحاد الأوروبي يجتمعون مع ستارمر وروته لبحث تحديات ال ...
- بيسكوف: الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي ...
- السعودية.. تنفيذ حكم القتل تعزيرا في مواطن بتهمة -تهريب المخ ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - سور الصين الفولاذي