أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الدولة الموظَّفَة














المزيد.....


الدولة الموظَّفَة


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 15:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال مبرر يطرحه أو من المفروض من وجهة نظري ،أن يطرحه على نفسه الإنسان العادي في بلدان العرب ، عن ما هية الدولة في بلاده . فعلى الأرجح أن الأزمة التى تتدحرج منذ سنوات 1970 و لم تتوقف بعد بالرغم من انتفاخها و حجمها الكبير، تبطن إجابة على السؤال دون الحاجة إلى جهابذة التحليل المتواصل توازيا في نفس الوقت ، على القنوات الإعلامية التي تمتلك بعضا منها الجماعات الرئيسية في السلطة التي تحكم الدولة على اختلاف مشاربها و أهوائها .
لا حرج في القول في هذا السياق ، أن السمة الرئيسية للدولة العربية هي شخص "الزعيم " الموجود في الواقع لفترة غير محدودة زمنيا . بكلام أكثر وضوحا و صراحة ، إن هذا "الزعيم " الثابت جمع بين يديه كل مقاليد الحكم في إطار سلطة مطلقة ، حيث أنه ليس مطالبا بتقديم أية شروحات أو مبررات للإجراءات التي يتخذها . فأفعاله هي من حيث المبدأ صحيحة ، سواء أسفرت عن نتائج ايجابية تُعد انتصارات بحسب تقييمه لها ، أو سلبية هي في وسائل إعلامه نسبية او مرحلية يمكن معالجتها بما لديه من حنكة و إرادة و تصميم .
يمكننا تلخيص السمة الثانية للدولة العربية بمشاركة دول أجنبية في إدارتها انعكاسا لنفوذ هذه الأخيرة في مجالات الإقتصاد ، و تحديدا السوق التجارية ، الثروة المنجمية بالإضافة أيضا إلى القدرة على ممارسة ضغوط أمنية على هذه الدولة العربية بخصوص سلامة التراب الوطني و المحافظة على الاستقرار الداخلي . ينجم عنه أن الدولة العربية هي في الحقيقة شبه دولة ذات سيادة منقوصة كون نشأتها في الأصل ناتجة في أغلب الأحيان عن توافق بين نخبة وطنية حصلت على إعتراف الدولة المستعمرة من جهة و بين هذه الأخيرة من جهة ثانية .
من البديهي ان النخبة المشار إليها ، التي اختارها المستعمر ( فرانز فانون : المعذبون في الارض) لكي تحل مكانه في أدارة البلاد ، لا تمثل بالضرورة جميع مكونات النخبة الوطنية ، هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن هذه الصفقة قطعت الطريق على أهل البلاد فلم ينجزوا بأنفسهم تحريرهم الكامل من الإستعمار و تحررهم من وصاية الزعماء " الوطنيين " الذين تعاقدوا مع المستعمر . نجم عنه شروخ عميقة بلبوس عشائرية و طائفية وعرقية مختلفة ، منعت التئام المجتمع الوطني بين المتعاونين مع المستعمر و بين المناهضين له .
السمة الثالثة ، ترك المستعمر في البلاد العربية مجتمعات بدائية ، منقسمة ، قبل أن تتمكن من تجاوزالفوارق فيما بينها ، فلم تندمج في وحدة مجتمعية وطنية ، كشرط لازم و ضروري لكسب صراعها المشترك من أجل التحرير الوطني و بناء الدولة الوطنية على أساس نظام يلائمها ، و ليس بالضرورة على اساس النظام الموروث من المستعمر .
يحسن القول في هذا السياق و باقتضاب أن المجتمع الوطني (الامة الوطنية ) يتكون نتيجة إلتقاء جماعات قبلية أو عرقية أودينية ، و اختلاطها طوعا أو كرها ، ضمانا لبقائها في كيان وطني .ينبني عليه أن المجتمع الوطني ليس إرثا أو ميزة جينية ، و ليس ثابتا و جامدا ، و أنما هو صناعة الأفراد المنتمين إليه ، متغير بمرور الوقت ، منفتح ، يغتني من الملتجئين إليه من خارجه .
من المعروف أن المستعمر يرتأي أحيانا أيقاف نضال حركة التحرير الوطني في منتصف الطريق ، حتى لا تطول المواجهة ضده و تصل هذه الحركة إلى أهدافها المتمثلة بولادة الأمة الوطنية في وطن مستقل ، لايقوم وطن من دون أمة وطنية تتعهده أنطلاقا من الحاجة إليه . لذا يعقد المستعمر تحالفا، مع شرذمة من "النخبة الوطنية " متعطشة إلى السلطة ، أو يجتذبها إلى طاولة المفاوضات بحثا عن تسوية أو صفقة تقضي بمقايضة أنسحاب قواته و إعلان " الإستقلال " بتسلمها إدارة شبه الدولة والمحافظة على مصالحه .
استنادا إلى كل ما تقدم ، ينهض السؤال عن مسألتين اساسيتين :
ـ إظهار العلاقة الوظيفية التي تربط السلطة في شبه الدولة ، او سلطة الحكم الذاتي بالأستعمار
ـ عن سبل تشكيل المجتمع الوطني ، الأمة ، توازيا مع النضال ضد الدولة الموظّفة وشرطا لازما وضروريا لبناء الدولة الوطنية التي لا يفسدها حكامها ولا يتآمرون على أهلها إلى جانب الولايات المتحدة



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عسكر السلطة
- سلطة الدين و الثروة
- مفارقات المشهد اللبناني من خلال تفليسية 2020
- الإحتلالات المشروعة و الإحتلالات المرفوضة
- خرابيش في مقهى هافانا الدمشقي
- الوطن مثل الطائرة إذا امتلكه الأفراد سقط و تحطم
- مفكرة فلسطينية (2) : اليهود العرب
- الإنتخابات في زمن الحرب
- مفكرة فلسطينية
- الفيروس و السياسة (222)
- الفيروس و السياسة (22)
- الفيروس و السياسة (2)
- المهاجر و البلاد الاصلية ( 3 )
- المهاجر و البلاد الأصلية (2)
- المهاجر و البلاد الأصلية 1
- الصاروخ من المعتدى عليهم إلى المعتدين عليهم
- 13 نيسان و مناسبات أخرى في لبنان
- الساميون و غير الساميين في السياسات العرقية
- لا تعود في الشرق عقارب الساعة إلى الوراء (5)
- لا تعود في الشرق عقارب الساعة إلى الوراء (4 )


المزيد.....




- اكتشاف ثالث حالة إصابة بجدري القردة في بريطانيا خلال أقل من ...
- حضور روسي مميز بمعرض ليبيا للأغذية
- ترامب يتحدث عن -مشاورات جادة- لإنهاء الحرب بأوكرانيا
- حسان دياب يكشف خفايا مهمة عن انفجار مرفأ بيروت
- تحالف دجلة والفرات.. أفكار كاراكوتش تعود للواجهة
- الشركات الأهلية حلقة من حلقات البناء القاعدي الشعبوي
- بوعز.. تفاصيل جديدة عن الإيراني الذي اصطاد جنديين إسرائيليين ...
- تبادل إطلاق نار في المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا
- -حماس- تصدر بيانا بشأن فلسطينيين تتوقع الإفراج عنهم مقابل 3 ...
- عمدة مدينة اسطنبول أمام القضاء وسط هتافات المؤيدين ودعوات لا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - الدولة الموظَّفَة