أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - إنك تبالغُ يا عزيزي!














المزيد.....

إنك تبالغُ يا عزيزي!


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 6945 - 2021 / 7 / 1 - 12:36
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد أن قرأ الطبيب ورقة نتائج التحليل المخبري، أزاح جانباً نظّارته وقد قطَّبَ جبينه، وأعاد ورقة التحليل إلى المغلّف بهدوء. وقال للمريض بنبرة أكاديمية تنمُّ عن الأسف:
- والله يا عزيزي طلع معك ارتفاع واضح بسكّر الدم.
أجابه المريض بصوتٍ مرتعش وبوجْهٍ كئيب، كمن لم يترقَّب في حياته سوى الأنباء السيئة:
- كم طلع دكتور؟!
- 300 ، وهذا رقم لا يبشّر بالخير. لذلك بالإضافة إلى الحمية الغذائية التي سنوصفها لك، سنضطرّ إلى إعطائك دواء الأنسولين. وإذا كنتَ مدخّنا، أنصحك بالإقلاع عنه. وأنصحك أيضاً بممارسة رياضة المشي..
نظر المريض إليه بحاجِبَين مرفوعين، وبفمٍ مفتوحٍ من الدهشة، وأجاب باستياء وعلائم الحيرة ترتسم على وجهه:
- بس دكتور، والله شي غريب! أي أنا لا أتناول الحلويات، ولا الفواكه، ولا الألبان والأجبان الدسمة، ولا اللحوم، ولا الكحول، ولا الأطعمة المقلية بسبب غلاء الزيت، ولا المشروبات الغازية، لعدم قدرتي على شرائها أيضاً.. وأذهب إلى عملي وأعود إلى البيت سيراً على الأقدام، بسبب ارتفاع أجور النقل! كما أنني تركتُ التدخين منذ سنوات، لأن أرخص باكيت صار حقها ألف ليرة! فمن أين أتاني هذا السكّري اللعين؟!
شدَّ الطبيب شفتيه وقوّس أحد حاجبيه، وسأله بلهجة مازحة بعد أن أطلق سراح ابتسامة كانت تلحُّ على الظهور:
- وماذا تأكل يا رجل إذن؟
صرّحَ بزهدٍ وحزن:
- الله وكيلك يا دكتور أرخص أنواع الخضروات.. وأحياناً أتناول بعض أنواع الحبوب «ليش الكذب» أشتريها من مستحقّي المعونات الإنسانية التي توزّعها المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية، والتي يبيعونها على الأرصفة. عِلماً أنني من أكثر الأشخاص استحقاقاً للمعونات ربّي يشهد. ولكن، كما تعلم..
عقَّب الطبيب وهو يبذل جهداً لكي لا ينفجر ضاحكاً:
- على كل حال، يا عزيزي ليست المأكولات والمشروبات وحدها فقط تؤدي إلى الإصابة بداء السكري. فهناك الحالات النفسية أيضاً؛ من توتر، وقلق، واكتئاب، وغضب شديد.. إضافةً إلى الشعور بعدم الأمان والخوف من المستقبل. ناهيك عن ضغوطات الحياة الأخرى.. كلها من المسبّبات. لذلك عليك توخّي الحيطة والحذر.
تساءل المريض في انشغال بال، وقد أبرق في عينيه فزعٌ خاطف:
- أي بهذه الحالة، يعني أن 90% من الشعب السوري سيُصاب بالسكّري!
ردَّ الطبيب مداعباً وهو ينقر بقلمه على الطاولة، يبتسم ملء شدقيه كمن سمع لتوّه طُرفة ظريفة:
- أي لا تبالغ يا رجل، أعتقد أن النسبة وفي أسوأ حالاتها، وعند أكثر المتشائمين في تقديرها، لا تتعدّى، وكحدّ أقصى الـ 89%.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا مريضة يا أبي!
- «شُبّيك لُبّيك!»
- قوس قزح
- البؤس في كل مكان!
- تفوَّقتْ عليَّ طفلة!
- إلّا المذلّة!
- شهيدُ الغرام
- آه يا بيروشْكا!
- جريمة ولا عقاب!
- حسناءُ الرصيف
- لستُ جميلة يا ربّي، طيّب ما ذنبي؟!
- ابني حبيبي، سنلتقي يوماً!
- فقرةٌ من حوارٍ يوميّ
- جعلوها مُومِساً
- مُتْ قاعداً!
- بانتظار الفجر
- الغلاسنوست والبيروسترويكا
- إنّا نُحِبُّ الوردَ، لكنّا..
- شهامة طفل
- كراج مستعمل، ممنوع الوقوف!


المزيد.....




- أول تعليق لمحمد رمضان على ضجة -حمالة الصدر- في مهرجان كوتشيل ...
- أكاديمية السينما الأوراسية تطلق جائزة -الفراشة الماسية- بمشا ...
- آل الشيخ يقرر إشراك الفنان الراحل سليمان عيد في إحدى مسرحيات ...
- نظرة على فيلم Conclave الذي يسلط الضوء على عملية انتخاب بابا ...
- فنان روسي يكشف لـCNN لوحة ترامب الغامضة التي أهداها بوتين له ...
- بعد التشهير الكبير من منع الفيلم ونزولة من جديد .. أخر إيراد ...
- على هامش زيارة السلطان.. RT عربية و-روسيا سيفودنيا- توقعان ...
- كيف كسر فيلم -سينرز- القواعد وحقق نجاحا باهرا؟ 5 عوامل صنعت ...
- سيمونيان تكشف تفاصيل مذكرة التفاهم بين RT ووزارة الإعلام الع ...
- محمد نبيل بنعبد الله يعزي في وفاة الفنان المغربي الأصيل الرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضيا اسكندر - إنك تبالغُ يا عزيزي!