أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-














المزيد.....

وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6944 - 2021 / 6 / 30 - 01:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وزارة الحب
او رواية "ألف وتسعمائة واربع وثمانون"*
ماذا لو عنون جورج اوريل روايته هذه بعنوان "وزارة الحب" كأحد محاورها الدرامية الأساسية، لأن وزارة الحب في النص هي نفسها وزارة الداخلية أو بشكل أدق مؤسسة الاستخبارات ضمن الأنظمة الشمولية الاستبدادية البوليسية بصفة عامة. كما تترابط مع منظومة الحياة الداخلية للأحزاب التوتاليتارية.
العنوان، أي عنوان مهم، افترض أن الرواية لم تشتهر بسبب عنوانها فقط، أي عدم جاذبية العنوان وضعف الصيغة التحريضية الأولية للعنوان نفسه... لأنها رواية قوية وتعد أحد المعالجات الروائية النادرة للأنظمة الاستبدادية، وترسم طريقة تحطيمها الانسان، وتحويله الى مسخ... لكن العنوان يبدو خارج السياق، العنوان أضر بالرواية... آه كم كان عنوان (وزارة الحب) مناسبا، لأنها وزارة الكراهية، وزارة تحطيم الانسان، مؤسسة ضد الحياة الانسانية... أو حتى عنوان (الأخ الأكبر) كان مناسبا، فنحن جميعا لنا أخوة، قادة ملهمون كبار، يعني اخوتنا الكبار من مصفوفة الدكتاتوريات في العهود والسنوات القريبة والبعيدة...
لقد قرأت هذه الرواية في زمن متأخر... لقد تأخرت قراءتي لها لجملة من الظروف...نادم على هذا التأخير فهي رواية تفضح النظام الاستبدادي، نظام الحزب الواحد، نظام القائد الواحد، نظام الأخ الكبير...
كتب جورج اويل روايته (1984) على الأرجح ابان الحرب العالمية الثانية، ويبدو أنه بدأ بكتابتها سنة 1944، واستلهم جانب من روح الرواية من عواقب تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ بموجب مؤتمر طهران، ثم استمر في كتابتها بين سنتي 1947 و1948 رغم معاناته المريرة مع مرض السل. أرسل المخطوطة للنشر سنة 1949. وقد ترجمت إلى 65 لغة بحلول 1989، وتعد أكثر رواية إنجليزية ترجمت الى لغات أجنبية.
من القراءة العامة للنص نستشف أن أحداث الرواية تجري ضمن بريطانيا العظمى وفي العاصمة لندن، لكن الدولة المتخيلة وهي موضوع الرواية سميت: (أوشينيا)، وهي دولة من بين عدة دول متنافسة تجري بينها الحرب. الشخصية الرئيسية في الرواية وبطل المرحلة هو: (وينستون سميث)، وهو عضو نموذجي في الحزب الحاكم التوتاليتاري، وهو أيضا التجسيد الدقيق كنموذج روائي لنماذج وشخصيات واقعية في النصف الأول من القرن العشرين.
ونستون موظف في وزارة (الحقيقة) المسؤولة عن الدعاية وانتاج الأكاذيب ومراجعة التاريخ؛ وعمله هو إعادة كتابة المقالات القديمة وتغيير الحقائق التاريخية بحيث تتفق مع ما يعلنه ويريده الحزب.
الرواية في صيغة ما تهكم من عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن هذا التهكم انصب على النظام الاشتراكي السوفيتي فقط، فالرواية وان جرت أحداثها في لندن لكن يعرف القارئ بسهولة ان ارض وبيئة الرواية هي موسكو وليست لندن.
تدور الأحداث في وزارة (الحب) التي هي: وزارة التعذيب واجبار الناس على التمسك بأفكار الحزب... كما توجد عدة وزارة أخرى، هي: وزارة السلام، التي تختص بالترويج للحروب...
ووزارة الوفرة: التي تروج للوفرة عن طريق تزوير الوثائق، وتتحكم في صناعة الغذاء وترشيد الاستهلاك وتقليص حصص الأفراد من المواد الغذائية.
اضافة الى وزارة الحقيقة، التي تتحكم بالمعلومات والأخبار والتعليم والفنون حتى تطابق أفكار الأخ الأكبر وتروج لنظرياته وزعامته الخالدة.
باختصار هنالك ثلاث مستويات في نص اوريل، المتخيل، ثم المستند على ما هو واقعي وتاريخي، ووالمستوى الثالث تتضمن الافكار المباشرة التي أدخلها الكاتب وحشرها في النص لتعبر عن قناعاته، مثل الموقف من الاشتراكية والقومية وحتى اللغة، لأن في دولة اوشيتيا المتخيلة تم ابتكار لغة جديدة، لأن التوتاليتارية لا تتحمل حتى لغة قوميتها ولا بد أن تصنع لغة خاصة بها، من ابتكار الحزب والأخ الأكبر.
هذا وقد افرغ أوريل أفكاره في نص الروائية بهندسة مناسبة، ونثرها بين الأحداث: "الحرب هي السلام. الحرية هي العبودية. الجهل هو القوة." ص71، وان جاء على لسان ونستون: "من المستحيل انشاء حضارة على أساس الخوف والحقد والقسوة. مثل هذه الحضارة لا يمكن ان تستمر." ص193
لكنه ابدع في رسم ووصف هول التعذيب الوحشي للإنسان في ظل النظام التوتاليتاري الاستبداي، وسحق الجانب الانساني في الانسان ويأخذ التعذيب مساحة كبيرة من النص الروائي: "لن يوجد تمييز بين القبح والجمال، ولا حب استطلاع ولا تمتع بعملية الحياة. كل متع المنافسة سوف تدمر، ولكن دائما – ولا تنسى هذا يا ونستون – دائما ستوجد نشوة القوة المتزايدة باستمرار والصائرة باستمرار أكثر ذكاء. دائما وفي أي لحظة سوف تكون هنالك نشوة النصر، احساس سحق العدو الميؤوس من وضعه واذا ما اردت صورة عن المستقبل فتخيل حذاء يدوس على وجه بشري الى الأبد." ص 192
* جورج اوريل – ترجمة: عبدالكريم ناصيف – دار نوبل 1986



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نستطيع النجاة من دون النساء؟
- الألقاب مؤشرات مهن أم أوسمة: الأكاديمي نموذجا؟
- في حضرة الكناس
- رسائل معدنية متبادلة: العراق وكوردستان هما الضحية
- أصل نظام التفاهة
- معركة كوباني: أسست لأممية ناعمة في مواجهة إرهاب متوحش
- استثمار التطرف التركي – الايراني؟
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (2)
- العلاقات المتشابكة بين الدول النفطية والفساد (1)
- ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي
- الحاجة للخديعة والحنين للحماقات
- عبثية الحروب في رواية كهرمان
- غرق مدينة أم تدمير حضارة
- الشركات تضع يدها على عمارة الفقراء
- متى تستغني الجبال عن السلاح؟
- نحو رسم ملامح المدرسة المعمارية السورية
- دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين
- مقاربة جديدة لمسألة الهوية والخصوصية في العمارة السورية
- هل ولد الكتاب المقدس في بابل؟
- لماذا تنعطف أمريكا نحو اليسار؟


المزيد.....




- رئيس المعارضة الإسرائيلية يطالب بضرب نقطة ضعف إيران الكبرى ر ...
- هل يمكن لنتنياهو الحفاظ على الدعم في الداخل بينما تقاتل إسرا ...
- كيميت: إسرائيل تركز على 4 أهداف إيرانية و-اسم خامنئي في القا ...
- تبون أول المهنئين لقيس سعيد بإعادة انتخابه رئيسا لتونس
- ترامب: قطاع غزة يمكن أن يصبح أفضل من موناكو بعد إعادة إعماره ...
- وكالة: إيران أعدت 10 سيناريوهات للرد على أي هجوم إسرائيلي مح ...
- غزة.. نازحة تحول خيمتها لمصنع للصابون
- غزة ولبنان.. فشل أهداف حروب نتنياهو
- نازحون لبنانيون لا يجدون مأوى
- الأفيال تساهم في عمليات الإنقاذ جراء الفيضانات في تايلاند


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - وزارة الحب او رواية -ألف وتسعمائة واربع وثمانون-