الاستعراض في اشرف رسالة من كانت ؟!

الكرار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6943 - 2021 / 6 / 29 - 02:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سيناريوهات عدة رسمها المراقبون للمشهد السياسي والامني حول استعراض فصائل الحشد الشعبي بذكرى تاسيسه السابعة الذي اقيم في معسكر اشرف في محافظة ديالى، هذه المحافظة التي لاتعتبر مركز ثقل لتواجدهم ولا تمثل لهم انتصارات كبيرة كما في جرف الصخر وبيجي الا، ان هناك دوافع وغايات ورسائل عابرة لحدود العراق.
فلكثرة الاحداث خلال السنوات الماضية اصحبنا ننسى او غابت عن اذهاننا كثير من الاحداث الهامة على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي، ولو عدنا الى الوراء قليلا نجد سلسلة من الاحداث القمعية والدموية مرتبطة بهذا المعسكر الذي كان الاهم لمعارضة الجمهورية الايرانية في العراق وهي منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والتي تعد جزءاً من ائتلاف واسع شامل يسمى بــ ( المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ) والذي يعمل كبرلمان إيراني في المنفى، و يضم خمسة منظمات وأحزاب و550 عضواً بارزاً وشهيرًا من الشخصيات السياسية والثقافية والاجتماعية والخبراء والفنانين والمثقفين والعلماء والضباط إضافة إلى قادة ما يسمى بـ «جيش التحرير الوطني الإيراني» الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية والذي كان يتمركز في معسكر أشرف في العراق وتكونت أغلبية قادته من النساء. حيث تم اصدار قرار بالاجماع من "مجلس الحكم العراقي" بطرد عناصر المنظمة من مدينة اشرف الى خارج البلد وغلق مقراته ومنعه من ممارسة أي نشاط، وجاء هذا القرار لعدة دوافع منها ايرانية كون المعسكر يضم اكبر واعتى واعنف جناح عسكري والاكثر دموية على ايران ومنها مغازلة للرأي العام والولايات المتحدة والاتحاد الاوربي الذي كان يعد هذه المنظمة من المنظمات الارهابية حيث وضعت واشنطن هذه المنظمة على قائمة المنظمات الارهابية منذ ان بدأت القائمة في عام 1997 وفي عام 2000 اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوة مماثلة عندما أدرج المنظمة ضمن المنظمات الإرهابية التي تحظر نشاطاتها داخل الدول الأوروبية. وعقب اتفاق بين العراق والأمم المتحدة تم نقل عناصر المنظمة إلى معسكر ( ليبرتي ) بالقرب من مطار بغداد مؤقّتا لإعادة توطينهم خارج العراق، ومنذ بداية عام 2016 بدأت مغادرة أعضاء الحركة من العراق إلى 12 دولة أوروبية وخاصة جمهورية ألبانيا والتي اتخذت المنظمة منها مقرًّا لها بعد طردها من العراق وهو انتصار كبير لحكومة ايران ولكن هذه الاجراءات جاءت متأخرة كثيرا، حيث ان عملية طردهم جاءت بعد حدث مهم وانتصار كبير لمجاهدي خلق ففي نوفمبر 2008 وبعد معركة استمرت سنوات أمام القضاء الأوروبي، ألغت محكمة العدل الأوروبية قرارا سابقا من الاتحاد الأوروبي يقضي بتجميد أموال منظمة مجاهدي خلق حيث حصلت على ما تطالب به بعد معركة استمرت سنوات أمام القضاء الأوروبي. كما ان الولايات المتحدة في تلك الفترة بدأت توفر اجواء اكثر ملائمة لمجاهدي خلق في العراق وتحاول دعمهم كنوع من انواع الحرب على ايران بعد توتر العلاقة بينهما وهو ما اثار غضب ايران التي بدأت بأساليب جديدة عن طريق اذنابها في العراق ففي 8 أبريل 2011 قتل ثلاثة أشخاص وجرح 14 آخرين في اشتباكات بين الجيش العراقي وعناصر مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة بمعسكر أشرف. وأوضحت المصادر الأمنية العراقية أن الاشتباكات توقفت وأن القوات العراقية تفرض سيطرتها على المعسكر. ويشرف على العمليات قائد القوات البرية الفريق الركن علي غيدان ولا تزال القوات العراقية منتشرة في المنطقة.
,وتوالت الاحداث في سنوات اخرى ففي بيان صادر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بباريس التابعة لمنظمة مجاهدي خلق حمّل المجلس الحكومة العراقية الامتثال لأوامر طهران، حيث قال في بيانه: "تفيد التقارير الموثوقة الواردة من داخل إيران بأن الهجوم على أشرف بحق الأشرفيين العزل قد جاء بأمر من خامنئي، حيث إن قاسم سليماني قد أبلغ المالكي وفالح الفياض الأمر مباشراً في زيارة له لبغداد يوم الثلاثاء 27 أب /أغسطس 2013.
وتابع البيان: "إن المالكي يحاول التستر على هذا الهجوم. وجاء هذا البيان بعد اعتداء القوات العراقية على المعسكر الذي وصل الى حد القصف بالمدفعية وهو ما انكرته الحكومة العراقية حيث قالت ان الانفجارات قد تكون ناجمة عن انفجار اسطوانات غاز او ما شابه داخل معسكر اشرف، واستمرت الضغوط على مجاهدي خلق حتى بعد نقلهم الى معسكر ليبرتي حيث تم قصفهم بصواريخ كاتيوشا على ايدي احدى الميليشيات المسلحة في العراق المعروفة بولائها الى ايران.
نستنتج من ذلك ان اذرع ايران في العراق هي من دفع باقامة الاستعراض العسكري للحشد الشعبي في معسكر اشرف معقل المعارضة الايرانية في العراق سابقا كرسالة ايرانية لكل الاطراف الاخرى التي تصطف بالضد من ايران وتحاول خلق جبهة لمعارضتها داخل العراق سواء ان كانت محلية او امريكية ومفادها: ( الى كل الذين يعتقدون ان ايران غير قادرة على مواجهة اعدائها فهو واهن والى كل الذين يحاولون فرض السيطرة وضبط ايقاع الفصائل المسلحة في العراق فليعلم ان هذا مستحيل ونذكركم بأقوى فصيل عسكري معارض للجمهورية الاسلامية اصبح اليوم بعيدا كل البعد عن حدودنا، والى من يحاول ان يدعم أي جهة داخل العراق فليعلم ان المحرك الايراني هو الاكثر فاعلية في العراق ) ولكن فصائل الحشد الشعبي المستعرضة التي تدعي تبعيتها للقائد العام للقوات المسلحة اغفلت عن نقطة مهمة وهي ان جميع الفصائل التابعة للمرجعية او ما تسمى بحشد المرجعية لم تشارك في الاستعراض وهي رسالة منها بعدم خضوعها وتبعيتها لايران وبعيدة عن الصراع الايراني على عكس من يدعي من المستعرضين في اشرف بأنهم عراقيون ما هم الا اقلام تكتب الرسالة الايرانية للعالم.

#الكرار_حسن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات