أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-في زمن الهزائم














المزيد.....

بدون مؤاخذة-في زمن الهزائم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 6942 - 2021 / 6 / 28 - 20:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما جرى ويجري في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في الأسبوع الأخير يعيدنا إلى نظريّة معروفة في علم الاجتماع وهي "أنّ الضّحيّة تحبّ جلد ذاتها" وفي مرحلة ما قد تقدّس جلادها. ونحن بني يعرب ورثة ثقافة "الصحراء الوحشيّة" كما وصفها ابن خلدون في مقدمته الشّهيرة التي كتبها قبل ثمانية قرون، لم نخرج في القرن الحادي والعشرين عن وصف ابن خلدون لأجدادنا، أي أنّنا متمسّكون بثقافة جاهليّة ما قبل الإسلام، ولا نعي واقعنا المرير والهزائم التي نحصدها حتّى أنّنا خرجنا من التّاريخ، وأصبحنا على الهامش لأسباب عديدة، يقف في مقدّمتها الجهل المستفحل، والإنغلاق الثّقافي، ولا يزال البعض منّا يتغنّى بأنّنا "خير أمّة أخرجت للنّاس" وينسون كلمة "كنتم" التي تسبقها.
وإذا كانت قبائلنا في جاهليّة ما قبل الإسلام قد أعلنت ولاءها لإمبراطوريّتي عصرهم"الفرس والرّوم"، فإنّ غالبيّة شيوخ قبائلنا الحاليّة التي تحوّلت إلى دول، يعلنون ولاءهم للإمبراطوريّات الحاليّة. ووسائل إعلامنا المرئيّة والمقروءة والمسموعة تتحدّث عن انتصارات وهميّة، مع أنّنا غارقون في وحل الهزائم على مختلف الأصعدة، وإذا كانت قبائل الجاهلييّة الأولى تغزو بعضها بعضا وتقتل وتسبي، وتدمر وتنهب، فإنّ قبائل الجاهليّة الحاليّة لم يخرجوا أيضا عن هذه الثّقافة الوحشيّة، ومن يشكّك في صحّة ذلك فلينتبه إلى تدمير العراق، سوريّا، الصومال، اليمن، ليبيا، لبنان، صحراء سيناء المصريّة وغيرها وقتل وتشريد ملايين البشر، وما صاحب ذلك من تقسيم السّودان، وما سبق ذلك من قتل وتدمير في الجزائر.
وإذا كانت الأنظمة الحاكمة تتمسّك بكرسيّ الحكم، وتستعين بقوى أجنبيّة لحمايتها، ولا يتزحزح أيّ منهم عن كرسيّة إلا بالموت، أو بالقتل، فإنّ قيادة التّنظيمات والأحزاب الوطنيّة والإسلاميّة، والتي تعتبر نفسها ثوريّة وطلائعيّة هي الأخرى ليست استثناء، فلم تتخلّ هي الأخرى عن العقليّة العشائريّة في بنائها الدّاخليّ، لكن بطريقة تناسب العصر وإن بسذاجة، فقادتها في غالبيّتهم لا يتخلّون عن مناصبهم إلا بالموت. وإن استلموا الحكم فهم يسيرون على نفس الطّريق بل وأكثر سوءا. وإذا كانت أحزاب المعارضة في الدّول المتقدّمة تنافس بالطّرق السّلميّة على الحكم من أجل خدمة شعوبها وأوطانها، فإنّ أحزاب المعارضة عند بني يعرب لها ولاءاتها الأجنبيّة أيضا، وتعمل على استلام الحكم بالقوّة بدلا من صناديق الإقتراع. وهذا ليس غريبا على ثقافتنا الموروثة، فأبو فراس الحمداني ابن عمّ سيف الدّولة، قال قبل أحد عشر قرنا:
ونحن أناس لا توسّط عندنا...لنا الصّدر دون العالمين أو القبر
أي أنّ بني حمدان لا يرضون إلا بالإمارة والقيادة أو القتال حتّى الموت.
نحن الفلسطينيّين لسنا استثناء
ونحن الفلسطينيّين لسنا استثناء عن أشقّائنا العرب، فرغم أنّنا نعيش تحت آخر احتلال في العالم، هذا الاحتلال الذي أهلك البشر والشّجر والحجر، إلا أنّ تنظيماتنا وأحزابنا بما فيها الحزب الحاكم تتربّص ببعضها البعض وتقود الشّعب للاحتراب بطريقة محزنة، وليعذرني البعض بإضافة "مخزية" أيضا، والكلّ يتهمّ الكلّ الآخر "بالخيانة أوالكفر أو كليهما معا"، حتّى لم ينج أحد بالغ من هذه التّهمة، بمن فيهم الرّئيس الرّمز الرّاحل ياسر عرفات أبو الوطنيّة الفلسطينيّة المعاصرة، ومن المحزن أن يكون الصّدام بين قوى الأمن وقوى المعارضة صداما تخوينيّا دمويّا! والشّواهد كثيرة على ذلك! ولا ينتبه أيّ من الأطراف المتصارعة أنّ هذا الصّراع يخدم الاحتلال! وإن انتبه فإنّه يبرّر الصّدام المؤسف والمحزن بأنّه الطّريق إلى النّصر!
فهل ننتبه إلى عفن المستنقع الذي نغرق فيه، وهل يرحم قادة السّلطة الحاكمة وقادة المعارضة شعبنا الذي عانى ولا يزال يعاني الويلات منذ ما يزيد على قرن منّ الزّمان؟ والحديث يطول.
28-6-2021



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دون مؤاخذة-مجنون رمى حجر في بير
- بدون مؤاخذة-احتلال القدس مرة أخرى
- بدون مؤاخذة-حكومة بينيت- لبيد وجه آخر لنتناهو
- بدون مؤاخذة-بين نتنياهو وترامب
- في ذكرى النكسة
- بدون مؤاخذة-زيارة بلينكن والرّهان الخاسر
- بدون مؤاخذة-الأقصى وسماحة المفتي
- بدون مؤاخذة-نتنياهو يعترف
- بدون مؤاخذة-الأفعى الأمريكية والاحتلال
- بدون مؤاخذة-أمريكا هي المشكلة
- ليلة القدر
- بدون مؤاخذة-تقسيم الأقصى وتطهير عرقي
- بدون مؤاخذة-الشيخ جراح والتطهير العرقي
- بدون مؤاخذة-القدس والمزايدات المسيئة
- بدون مؤاخذة-القدس والإنتخابات الفلسطينيّة
- قصّة قراءة من وراء الزّجاج وأسرى الحرّيّة
- يوميّات ضياع أمّة-صليل السيوف
- بدون مؤاخذة-السّباق المراثوني على المناصب
- بدون مؤاخذة-حركة فتح تنتحر أم تُقتل؟
- بدون مؤاخذة- لن يتركوا الأردن وشأنه


المزيد.....




- انحرف وانفجر أمام الكاميرا.. شاهد لحظة تحطم صاروخ فضاء ألمان ...
- كيف رد علي خامنئي على تهديدات ترامب بقصف إيران؟
- الشرع بعد صلاة العيد بقصر الشعب: -أمامنا طريق طويل وشاق-
- -بوليتيكو-: ترامب يخفف لهجته تجاه بوتين ويعلن ثقته في صواب ق ...
- تقارير: مقتل أكثر من 700 إثر انهيار مساجد بسبب الزلزال في مي ...
- ترامب: الرسوم الجمركية المضادة ستستهدف جميع البلدان
- أرمينيا تخطر -الأمن الجماعي- برفضها الإسهام في تمويل المنظمة ...
- هولندا تدعم أسطولها بسفينة عسكرية من جيل جديد
- هولندا تعلن عن ملياري يورو إضافية لتسليح نظام كييف
- أسباب عدم انتظام دقات القلب


المزيد.....

- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة-في زمن الهزائم