ماجد موجد
الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 12:17
المحور:
الادب والفن
يمكن للقصيدةِ أن تكون ثمرةً تأكلها اللذةُ في قضمةٍ واحدة
أو أن تكون فيها نملةٌ تقرصُ اللذَّةَ من ثديها
لكي تفطنَ الروحُ في العصبِ الذي رفعَ رأسَهُ للتوِّ.
يمكن للقصيدة أن لا تكون سوى سجادةٍ طويلة في مهرجان
يمشي فوقها الممثلاتُ والممثلون.
يمكن للقصيدة أن تصير نسمةَ الأوكسجين
في علبة زجاج يقطنها طفلٌ مقطوف قبل أوانه.
يمكن للقصيدة أن تُلفظ بكلمةٍ واحدة
مجرد كلمة تقولها عجوزٌ لبعلِها
وهو يفلت من فوق بطنها خجِلاً.
يمكن للقصيدة أن لا تكون شيئا
لكنها تفعل كلَّ شيء.
...
هناك جملة طويلة لـ سيلفيا بلاث مفادها:
إذا صرتَ تريدُ كلَّ شيء فهذا أمر خطير ربما يعني أنكَ لم تعد تريد شيئاً.
أليس مثل هذه العبارة قالها طاغور:
من يركض وراء أرنبين لن يصطاد أحدهما.
هي هي أنتَ! هذا خطأ، هذا خطأ كبير
ما عنته بلاث أمر مختلف.
....
يقول طالبٌ لعارفِهِ
يأمرون بماذا؟
أولئك الذين يأمرون بالمعروف مادام هو معروفاً
يقول العارفُ لطالبهِ:
لو كنت سألتَ أيضاً
بصفتهم مَنْ يأمرون؟
لقلت لك لا أعرف.
....
تقول فتاة عربية باللغة الانجليزية لصديقتها:
Let’s hear Umm Kulthum
أسمعُ معهما الأغنية من مشغل الصوت
هما تذهبان وتبكيان في ماء البحر وأنا على اليابسة أبتسم
كان يمكن أن أبكي أنا طويلاً وهما ترقصان
مثل كلمتين من لحم في بحر القصيدة
هل هذا تبرير أم تحليل؟
...
يمكن للقصيدة أن تكون مجرد صورة
تجسد ما قاله الشاعر الهندي،
بلا أمر ولا نهي ولا وحي
ثمة فتاتان تشعان في البحر وتسمعان أغنية "بعيد عنك"
وثمة من يمسك طرفَ قبعته،
يبتسم ويفكر مثل صياد مخذول.
**
photo by: Ghalia Mujed
#ماجد_موجد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟