أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!














المزيد.....

تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6935 - 2021 / 6 / 21 - 09:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‏عندما دخلَت الكثير مِن أنظمة الدول العربيّة في "معمعة" التطبيع مع الكيانِ الضهيونيّ المُحتل، كان الجميع يتساءل ما هي مصلحَة هذه الأنظمة مِن هذا التطبيع إن كانَت لا تربطها به -أي الكيان- أيّة حدود، وما الذي أجبرَ هذه الأنظمة على أن تجعلَ الاستيطان مقبول، وجعلِه أمِرا طبيعي جدًا .

‏لكن، اليوم، وجراء التحولات السياسيّة الحاصلة في القلب مِن حركة حماس، التي يرى فيها مُعظم العرب بأنّها مِن أبرَز المُدافعينَ عن القضيّة الفلسطينيّة، ولمِس أدوار إقليميّة لها تطرَح العديد مِن الأسئلة، فمِن حقنا أن نتساءل عن ما يجري في داخلِ هذه الحركة، وما الذي تهدف لهُ هذه الحركة، ‏خاصةً، بعد الزيارات التي تقوم وستقوم بها إلى معظم الأنظمة التي طبّعَت مع إسرائيل، وفي مُقدمتها زيارَة المغرِب، وما لهذه الزيارة مِن أبعاد، لا سيّما تلكَ الأبعاد المتعلِّقة بالدورِ الاسرائيلي في الصراع المغربي الجزائري حول قضيّة الصحراء الكُبرى .

‏نحنُ ندرِك حجم الضغوطات السياسيّة، ونعي حجم التقلّبات والإنقلابات السياسيّة في المنطقة، ونعلَم عن حجم العلاقات الوطيدة ما بين الأنظمة العربية وما بين إسرائيل . لكن، هذا الأمر لا يعفي حماس مِن أن تُبيّن مخطّطاتها الي تعمَل عليها، وأن نقول لها بأنّ ثمة شُبهات تطاردها ليلًا ونهارا .

إنَّ مِن أهمّ الأمور التي تُثير الجدَل حولَ حركة حماس وتحرّكاتها في الفترة الأخيرة على المستوى الإقليمي، وخاصةً، بعد تلكَ التحركات التي جاءت بعد اتفاق القاهرة المُفشَّل، والذي لَم يُراد منهُ أن يخرُج بنتائجٍ واضِحة، تكون مُرضية لكافة الأطراف التي احتضنها الاتفاق، هو تقرُّب الحركة أكثر فأكثر مِن إيران دون أن تتعاطى جيدًا مع المعطياتِ السياسية في المنطقة، ودون أن تفرِض ولو مجموعة مِن القيود البسيطة، التي تُحدِّد علاقتها وتقرّبها السياسيّ مِن إيران . فمن خلال التصريحات الأخيرة لواحِد مِن أبرَز قيادات الحركة، وهو خالد مشعل، لمسنا تقدُمًا كبيرًا في سيرِ العلاقات ما بين حركة حماس والقيادات الإيرانية، التي تلعَب بذكاء على الوتَر الأقَل سوءًا في صراعها المصلحيّ، الذي يضمَن لها البقاء كلاعب مُهم في صراع القوى العالميّة، حتى وإن لَم تكُن قوّة عالميّة، لكنّها تبقى مؤثرة بشكلٍ كبير على أُسس هذا الصراع . ولم يقتَصر الأمر في تقدُّم العلاقات فقط، بل شهِدنا تودُّد كبير مِن قبل قيادات حماس لإيران، إلى درجة أنَّ الأمر قد بلغَ ببعضهم إلى أن يصنَع هالة قُدسيّة كبيرة، تُحرِّم الاقتراب مِن إيران، وكأنّ إيران هي آلهة السلام في الشرق الأوسط، والمُدافع الأوحد عن القضايا الحقوقية في المنطقة، مع أنّها على العكس من ذلك، فها هي لا تنفَك عن محاولات احتلالها للدول العربيّة، وجعلِ عواصمها، أي العواصم العربية، عواصم فارسية وليسَ عواصم ذات جذور عربية، وليس أدلّ على ذلك مِن محاولات فرض ميلشيّاتها الهيمنة المُطلقة على أكثر من أربع عواصم عربيّة .

وأنا هُنا، لستُ بصددِ أن أفسِّر ما قالهُ خالد مشعل، أو ما يقولهُ أي قيادي في الحركة عن علاقتهم مع إيران تفسيرًا دقيقًا . لكن، هذا لا يمنعني مِن القول، بأنّ هُناكَ ولو مؤشرات بسيطة، تثبت بأنّ هذه القيادات تُحاول أن تُظهر -بطريقة غير مباشرة- لبعض الأنظمة السياسية العربية بأنّها أحَد أذرُع إيران في المنطقة، وأنّهُ ثمةَ مُحاولات تقُرُّب تبديها إيران إلى الفلسطينينَ وقضيّتهم أكثر وأفضل مِن أيّ قُربٍ يبديه العرب قاطبةً، وهذا فضلًا عن أنّ ترديد الحديث الذي مفادهُ، أنّ المصلحة السياسية للقضية الفلسطينية تحتِّم على الحركة أن تكونَ بالقُرب مِن إيران كما لم تكُن في قربها بأيّ وقتٍ مضى .

وبناءً على ذلك، فإنّني أجِد بأنّه لا بُدّ من أن نقولَ، أنّهُ وعلى ما يبدو أن قيادات حركة حماس لم يأخذها بعد النظر في القضية، ولم تعطِ أيّ اعتبارات لأيّ معطيات إقليميّة ستجُر القضية الفلسطينية إلى ما لا يُحمد عُقباه، بمعنى أنّها ستُضعِف شرعيّتها الدولية، وتجعَل الصراع الذي ليسَ منهُ أيّ طائلٍ صراعًا دائما، وأنا هُنا لا أقصُد المقاومة للعدوّ الصهيوني بأيّ شكلٍ من الأشكال، وإنما أقصُد النهج السياسيّ الهشّ الذي تنتهجهُ حركة حماس، والذي مِن الواضح أنّها تُستغل مِن خلاله.

الخُلاصة: إن كانَت حماس تُريد أن توجِد مقاومة شعبيّة كبيرة للوقوف في وجهِ العُدوان الصهيونيّ، فعليها أن تُدرِك قبل كُلّ شيء، بأنَّ تقرّبها "غير المُقيَّد" من إيران، سيُحدث اختلالات قيميّة في القضيّة الفلسطينيّة، أو لنقُل في دفاعها عن القضيّة الفلسطينيّة . حيث أنّ إيران ومهما أبدَت استعدادها للدفاع عن القضية الفلسطينيّة، وأظهرَت بأنّها جاهزة لتقديمِ كُلّ ما في وسعها لدعمِ "حماس، إلّا أنّ هذا سيبقى في إطار استغلال القضيّة لصالِح قضاياها الإقليميّة والعالميّة، أهمّها "الحلم النووي"، ولن يتجاوز هذا حدود العزِف على وترِ القضيّة الفلسطينيّة، ولن يكونَ هذا العزِف إلّا طربًا لمصالحها، ولن يكونَ هذا إلّا إدعاءً تكسّبي/مصلحيّ .

ولأنَّ أبناء فارِس يُدركونَ بأنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة صراع قومي، فيجب علينا وعلى حماس ألّا نُصدِّق كُلّ ما يخرُج مِن أفواههم حينما يتحدّثونَ عن القضيّة، وكذّبهم حينما يقولونَ "بأنّنا على استعداد لتقديم الثمين والنّفيس في سبيلِ الانتصار للقضيّة الفلسطينيّة" . فهذا ليسَ أكثر مِن تجميلٍ لقبولهم.

التطبيع مع إيران والتطبيع مع إسرائيل، يتقاطعان كثيرًا مع بعضهما، وكلاهما وجهان لعُملة واحدة . وهي عُملَة القضاء على العرَب، وتقديس عدو على حساب عدو آخر هي قاعِدة تضع المسمار في النّعش العروبيّ .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية


المزيد.....




- بسبب الحرارة الشديدة.. ذوبان رأس تمثال شمعي لأبراهام لينكولن ...
- في جزر الفارو.. إماراتي يوثق جمال شاطئ أسود اللون يبدو من عا ...
- -قدها وقدود يا بو حمد-.. تفاعل على ذكرى تولي أمير قطر تميم ب ...
- النفس المطمئنة و-ادخلي في حب علي وادخلي جنتي-.. مقتدى الصدر ...
- مبان سويت بالأرض أو دمرت تمامًا.. مشاهد من البحر تظهر الدمار ...
- حرب غزة: قصف إسرائيلي عنيف على مختلف أنحاء القطاع وسط استمرا ...
- عملية إنقاذ ناجحة لثلاثة متسلقين بولنديين في جبال الألب
- تقليص مشاريع عملاقة بالسعودية.. هل رؤية 2030 في ورطة؟
- طهران: اتفاق التعاون الاستراتيجي الشامل مع روسيا ينتظر اللمس ...
- ستيلا أسانج تعلن نهاية -حملة قذرة- لاحقت زوجها لسنوات


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!