.
"ايها الشرطي اضرب عدو الوردة" بودلير
لكي ارد على المتقوليين ممن يرمي بفوضى الكلمات بين عالم يقرا الاجتزاءات كعهد الفكر التعبوي،بحيث يضطر المرء لان يخصخص الحوار مع انه كان في سياق فكري بحت،وقد اخذ هذا الجزء الاعمى ليعمم على الكل،وما محاولات رمينا بكلمات غير لائقة فطمت عليها افكار الدعاية والفكر التعبويين،فهذه نكتة نتمنى ان تكون انفسنا قد تقبلت التنازل عن ركوب جحيم الحقائق،لكنا اصحاب جاه ومال و ..الخ .وبما ان القضية اتخذت بعدا شخصيا يطال رمزية نتشرف بحملها ،دون ان نخدع اجيالنا مرة جديدة ونرميهم لمهالك وحروب مهووسة ليس فيها غير اكتساب مجد المتمننين بدم الشهداء،القاطفين عذابات السجناء وقوائم الموتى،المسلعين لقيم التضحية لشاراتهم البطولية والحزبية اؤلئك الذين علموا الشعب كيف يموت ويتعذب ليكسب المجد فكانوا تحضير لضحايا الجلاد،كما امتلات تواريخ خطابهم بتمجيد دول الاستبداد والارهاب والخنق العقائدي الذي كانوا يضعوه على كل الرؤوس الصلعاء والمشعرة!!..فلنا حديث وسجال،نامل ان يكون بمستوى الادعاء الاكاديمي،وليس السنت التعبوية الشيوعية التي فطرت على ادب الغمز واللمز والتهم والمؤامرة وقد خلقت قاعدة تربوية دمرت انظمة البراءة الاجتماعية،كما ادخلت العقل الانقلابي والشرعيات الثورية،التي تغتصب وتتصرف بعقل الغزو والغنائم،مغطية اعمالها ببلاغة سياسية بارة،ككل الجهاديات الاصولية، حيث لحقتها كل مدارس الادب الهجومي،ولعلنا من المتمكنين على هذه الارتجاعات البافلوفية. وهنا لا يسعني الا ان اضيف هذه المقدمة باللون الازرق على ما نشر في ايلاف،مشيرا الى تجربة اكثر رشاقة واريحية من تجربة الترحيب بالمحتلين في العراق،وهي تجربة بيروت التي عشت تفاصيلها بدقة،كعسكري برتبة عالية وبتنظيم راديكالي معروف،ومصنف على الارهاب،كما عشتها كصحفي كنت والشاعر الشهيد علي فودة نصدر لوحدنا مع بعض المساعدين جريدة يومية في معركة بيروت،اسمها "رصيف 81"، حيث كان ابطال القصائد الثورية يختبؤون بشارع الحمراء والبيرة المثلجة والنسوة الارجة،فيما لم يبقى في الفاكهاني غيرنا نحن ابالسة الموت والعبث والجمال!!وقد شهدت بعيني كيف كان الناس فرحون بقصفنا وقتلنا،لاننا كنا اسوء من جيش محتل،وانذل من قتلة عاديين،واسوء من قوادين ولصوص،الى حد صارت الناس ترمي بالورود على الدبابة الاسرائيلية!!كل هذا مؤرشف ومصور ،ومعروف،ولقد دفعنا نحن الرهبان الذين يرفضون حتى تقاضي مصروفات كما يباع النضال وتصبح له ارصدة، ثمنا لاحلام سوف لا تهدا ثورتها العرفانية حتى يدفع الجميع ثمن عمر واحلام قطفوها شهوات على دور الرذيلة وجمع الارصدة،سنبقى نصرخ: لقد هزمت ذاتنا وفشلنا في اقامة عالم عادل وحر وديمقراطي،فنحن قوات ثورة استباحت اجمل العواصم وانبل البلدان التي قدمت لنا كل شيء،فذبحناها واغتصبناها،كما قال نزار قباني،وكنا على اساس بعد هزيمة ايلول في الاردن،انقدنا اخطاءنا عام 1970 ،وبدأنا خطة صياغة تصرفاتنا مع الناس ،وكرة مسبحة الاخطاء فاصبحنا ابشع واكثر اذى من فواحش الاردن،وانا شخصيا عملت في اجهزة تحقيق جنائي حول جرائم اخلاقية يندى لها الجبين،وامتلك وثائق خطيرة عن سرقات بملايين الدولارات لقادة ميامين وابطال صناديد،كما شاهدت بعيني كيف تغتصب حتى العراقيات ،ناهيك عن اللبنانيات والفلسطينيات،وكيف تبتز نساء الشهداء!!بشاعات مرعبة،لا اتمنى من أي احد ان ينتمي لهذا العالم القبيح المسمى ثورة،ليتاكد تماما ان شهادته ستجعل منه قوادا،حيث يتشرد ابناءه وتجوع زوجته،وهذا شائع ومعروف،ومن غراباته انني سمعت قصة عن عراقية تحدثت مع رجل دين ثوري،تخبره بانها زوجة شهيد ولديها اطفال،فقلة حيلتها ومن الممكن انها ستنحدر،فلم يرق قلب هذا القواد الكبير،بل طردها وزجرها،لذا لم يعد غير ان اصرخ مصرا:سلاما ايها الاستعمار مرحى ايتها الخيانة،اقولها للاسف . اجل كل الناس ترى ما تريد ان تراه طبقا لمفاضلة تجربتها وحاجاتها،فكثير من الجرذان تباع كالعصافير الجميلة،فيما وصفها يستخدم للاساءة والتقزز،هكذا نظام الاضداد،حيث لا وحدة الا بعرف دعاة التوحيدية السياسية،وقد تركوا في التجربة الحضارية والانسانية اسوء انظمة وفساد في العالم،وكانوا بناة ارث المدينة القاحلة.ساساعدك على تشويه نفسي لاني اريد هدم الاصنام وان يحترم المرء ذاته،دون ان يجدها باحد،بل بنفسه،فغودو ينتظرنا لا ننتظره. الغريب ان يبيعوك افكارك!!
يكتب احد الاخوة باستمرار،تهكمه في سياق لغة وفهم وتعرف ،هو من النمط السائد للكتابة السياسية،فيما كل ما افكر به هو خارج هذه النمطيات الحزبسياسية،لاسيما المنطقة الفكرية والثقافية التي نكتب بها،تفترض استخدام بيئتها وقياسها،ومفهوماتها. ولكن ككل الحزبيين جرت العادة ان يتعاملوا مع الناس كاعضاء خلايا في قلاعهم المغلقة،وهنا من الطبيعي يسود اللبس وعدم فهم الاطراف لبعضها البعض فكل يتحدث في منطقة وهم ومكان.
افترض ان كلمات هلوسة هي كلمات بريئة وتشخيصية،واخرى فيها قدر من الاحترام والبراءة وان جاءت في لبوس ظالم،ولكن لوجهة النظر دائما حق نسبي في المقاربة،اذ لم تكن تنويبا عن ذات الاخر،فكل له حظ عاثر في توصيل ما يريد احيانا،اما كلمات هراء وعهر ومازوشية،فانها قد تؤل على مطلقها ذاته وليس على الاخرين،لان لكل شيء وجهان بل وجوه،لاسيما وان كلام الرب في كتبه،كان حمال وجوه فكيف بقول البشر؟؟..استطيع ان اثبت بحوار هادئ مازوشية محدثي، وربما يرد علي بنفيها وارد ايضا الى ما لا طائل له،لاننا مجتمعات اللغة العاطفية والبلاغة السياسية التي لا تضبطها معرفة وعلم،وكل كلمة تخضع لمفاضلة،واحيانا يستخدم البعض كلمة بريئة مجردة كفضل او ذم،او تستخدم المذمومات بصغ المفضلات..وهلم جرجرة!!.لم اقل القتل الجميل في كلمات رامسفليد وانا من عشاق غاندي،تحدثت عن الفوضى لا كمدلول على الاثر الواقعي والسياسي لها، بل عن المنظومة الفكرية والفلسفية وتذكرت باكونين وكروبتكين اللذان كانا أسيري الخلاص الانساني بالدولة الفوضوية ليس بقياس شعبي او المنطق السائد بل في حدود البحث الفلسفي والنظري والرومانسي للعدالة،كما نوهت واضفت كلمة [تفاهة] لتوصيف رامسفليد كوزير حرب واخذت البعد البريئ للمجرد الفكري والفلسفي من حواره النظري،وهذا يعنيني ،فيما يعني الجنرالات والمحتربين جانبه العسكري والحربي،وحسبي لا اخلط بين الجنرال والمثقف،بل افصل بينهما،لان المعرفة تستدعي ملاقط ومباضع جراحة لا تخطئ،اصلا تستطيع شتم اميركا وانت حليفها،انها ليس موسكو ولا دمشق او طهران او او دول الكشوان . يبدو اننا كتب علينا التغريب عن الاخلاق والقيم البارة والطاهرة اقصد العرفانية الشجاعة لا طهارة الحزبية لانها مفسدة،اذ يريدنا الكل ان نتصرف بشيطنة وانتهازية واحتراب حيث نختلف ونفترق،وهنا لابد من الاشارة الى منظومات تقيم افكارها على بداهة ان السياسة والحزب هو دين،فتسمي الافتراق ردة،كما تسمي الاحزاب والتجمعات بملكية اسماء شيوخها وامناء عاميها الائمة المعصومين،فكيف يمكن ان تخرج عن محاولة" تيار" او تجمع او مكتب اعلامي؟ فهذا طبقا لقيم التدين المتحزب هو ارتداد،وهذا نظام لاهوتي قرسطوي يقوم على حجز الحرية تحت شعارات الردة والتدين. لم يكن التيار الثالث دين ولا عقيدة ولا له انبياء وكتب مقدسة او سطور موسى!! كما لم يتكون اصلا كتيار لانه من ضمن تيارات ثالثية ليست لها ايديولوجيا وعقيدة سياسية،كما هي ليست قوالب صناعية تعيد تكعيب البشر كما تريد،هذا نظام عبودي وهمجية عشيرية تقوم على مفهوم القائد والحاشية،وليس لقاء اشخاص على افكار وعقائد مختلفة،ناهيك عن ان الاختلافات والافتراقات مشروعة في الايديولوجيا كما استشرعت للكادر ان يفترق من حزب ام. كل الذي فعلناه في التيار هو محاولة محكومة باغراض غير ثبوتية،وطبقا لمتغيرات غير قبلية ولا دينية،بل لقاء مجموعات متباعدة على مستوى المعتقد، في ذهنها ابعاد شبح الحرب،ولكن وقعت الحرب،فاي غباء يجعل الشعار يقول لا للحرب لا للدكتاتورية وقد حصدت الحرب كل شيء وسقطت الدكتاتورية..فماذا بقي من الشعار ونحن امام وقائع جديدة؟ثم هل السياسة هي بنية احلام وخيالات وبكاء على تاريخ تجاوزته الوقائع ام التصرف مع الممكن والوقائع؟وفي هذه النقطة تحدث افتراقات وتوافقات عدة،فكل حرب هي زلزال لمجموعة ثوابت تتحرك وتتغير،اذ لا يمكن بناء موقف لا للحرب وقد سالت دماء كثيرة،ولا يمكن البقاء بلا للدكتاتورية وقد انهارت بشكل مخزي. اما كيف تتصرف الافكار والمواقف امام المستجدات،فلكل اولوياته ورؤيته وقد تلتقي وتفترق طبقا لكل رؤية،هذا اذا تصرفنا مع السياسة ليس بعقل بابوات وملالي الخلايا الحزبية والقادة البررة!!لقد انتهى زمان الاستغفال وخطب الخلايا والحماسة البلاغية،لاسيما ونحن في زمن كسر احتكار سلطة المعلومات،وموضات الهمس السري.ايضا خرجنا من التيار لاننا اصلا لم نلتقي الا عبر تعاون الانترنيت ولمدة قصيرة،وكل يحمل تواريخ خاصة طويلة ولا نعرف بعض هذه التواريخ،كما نحن لسنا في محفل قدسي،كل له افكاره واسلوبيته،وقد انتفت الحاجة للاصطفاف،لاننا لم نتعاقد على دين،وذلك ببساطة فقد ختمت النبوة،زد على ذلك اننا نفهم لغة الارهاب الادبي الحزبي وكيف يوقع المتحزب بالافراد،مستخدما قوة الاستحياء المغفل،ومحاكيا المنطقة التدينية في عواطفهم،وهذا يقاس مع اطفال وجهلة وليس معنا،وقد خبرنا اعتى التنظيمات والاحزاب وتبوءنا مواقع قيادية وعسكرية رفيعة،كما نحن لسنا ،انه منطق الذكورة مع الحريم كما تستخدمه الاحزاب مع بسطاء ومسكين وابرياء.
ان اولويتنا سقوط النظام في لحظة سياسية نحن نقرر رؤيتها ونقرر مصائرنا الشخصية بها،متجنبين الكمائن السياسية التي اصبح دهاءها قديما جدا،وهي تحاول تسويق لحظة تتميز بلاغيا وتتقاطع عمليا مع مصادر تدمير انسانيتنا وتفريغها تماما، حتى من صفاتها الحيوانية،وقد عجزت دول على اسقاط نظام متوحش،فيما تجاوز هذا النظام قدرته كقوة محلية متوازنة مع ارادات شعبية،متحولا الى قوة خارج الحدود،او تدوّل هذا النظام وخرج على سيطرت التغيير،حيث كانت هناك فرصة لاسقاطه سياسيا ولم تحصل هذه الفرصة كما كنا نضن بانه في حالة الضغط قد يكسر صلافته لكنه بقي صلفا حتى وهو جرذا يتخفى تحت الارض،وقد اضاع فرصة استباقية كانت تتمناها كل دول العالم،لكنه عمد على احراج كل حلفائه،وقدم العراق على طبق من ماس لخصوم مفترضين!!هل نبكي على اطلال التاريخ ونتجمد في ماضيه ونحن في زمن جاري متحول ومتغير؟ ان هذا التعيير العتيق،الذي يفكر باسقاط فكرة القبيلة التاريخية على تبدل الموقف السياسي وهو ليس متبدل،وقد عرف عني دفاعي عن من يجد في اميركا خلاصه وعدم تجريده وطنيته وفي أي موقع كنت كما عرف عني نفس الدفاع عن الجماعات المعارضة لاميركا،لاني ضد تاريخية النقد القطوعي والاحترابات في الخلاف،وكل محاولتنا هو تعلم فن الخلاف،ولكن مع الثوريين هذا غير ممكن،لانهم يتصرفون مع الناس بمانوية حادة،على سبيل المثال.مادمت تكره الشيوعيين فانت بعثي،وان لم تكن بعثي فلابد انت كذا وما دمت غير اسلامي فانت شيوعي..انها افكار القلعة ومدن الثكنة وانظمة الجرذان التنظيمية"الاندر كراوند"..وهكذا هذه الاخلاقيات البوليسية التي من ضمنها انك تقر بان الحلفاء حققوا لك العودة لوطن لا تعرف حتى اخوة ولدوا من بعدك،ثم خلصوك من وطن كان كله سجنا ومقبرة ونفايات جرثومية ورجال امن ،الى حرية الاحزاب والتعبير،ثم تنتقد الجلبي او الزبيدي..كيف يمكن ان تؤيد الجلبي وتنتقده مثلا ؟ كيف تعترف بالجميل الاميركي وتنتقد سلوك المارينز او تهجم على سياسة محددة وفي منظقة محددة؟كيف تختلف مع مكية وامس مدحته؟انها غرابة عند جزبيي البسملة والتعويذ ممن اعتاد ان يضع اخطاء السوفييت والحلفاء بمصاب الايات المعبودة،حيث يستغرب،بل ويشعر بان من ينتقد حلفاءه متقلب ،لان قاعدة التفكير عنده قاعدة دينية عقائدية تقبل الخطا والصحيح من الحليف،حيث العصمة والتعصب ،وهذا حتى في منهج رجال الدين والحوزات مرفوض ،لكنه عند الاصولية الشيوعية مقبول !! والشيوعية مسؤولة بالكامل عن تغييب الطاقة النقدية وعن تفريغ طاقة الحرية عند الانسان،وتحضيره كعبد دائم،وهي البنية النفسية للذروة الستالينية التي جاءت بصدام،فأحالت علاقة الشعب بالحاكم بين عبد مطلق وسيد مطلق،ونحن نعذر من يفكر بعقل العصمة والعصبة.ان العقل الحزبي لا يستوعب ولا مرة الا عقل البلوكات العقائدية،ولا يتصرف الا على اساس انظمة التابوات المعبودة..مثلا كيف تتفق مع مكية هنا وتنتقده هناك؟ ان هذا العقل هو من ارث الاستبداد واللاهوت الحزبي حيث يتصرف بلاديمقراطية النقد والفكرة ويتعامل بالولاءات المطلقة.فانت تتفق مع المؤتمر هذا يعني تتسامح مع الفساد والسيئين،على وزن ناصر اخاك ظالما او مظلوما،أي بعصبوية القبيلة والعصمة الولائية،اذ كيف تنتقد الجلبي وان تتفق مع موقفه؟الجواب بسيط هو انني لست امام الهات وحتى هذه الالهات لا عصمة لظلمها!! فثمة تاريخ بلشفي طويل اثبت انه تجديد لدول اللاهوت بل اكثر تحجرا منها واسوء من خلق واستعاد النظام العبودي بمقولات غدرت وخدعت الذات،وجعلتها تختار عبوديتها،فيما نظام العبودية لم يخلق ملكية الذات،بل تصرف معها بشكل براني ،وهذا على الاقل يجعل قيصر افضل من ستالين ،كما في قياسات القمع والقتل،سجل نفس الاحصاء بين الخميني والشاه،ونفس الامر بين نوري السعيد وقادة التحرير ومجازرهم البشعة!! انه عقل العصبة المطلقة،وهي من الطبيعي ان تتصرف بعقل البلوكات الثابتة،فتجد غرابة في انتقاد خطأ ما،وحاشا المومى اليه من التشبيه!فان الصحفي الذي قابل صدام طلب منه ان يذمه بعد طول مدح من صدام.وصدام لم يستوعب ان تاليه الناس إساءة لهم ولا بد من الانسنة، والانسنة في النقد والذم ،(انا لا استطيع ان اناقش نظرية الكمال اللااخلاقي مع عقل السياسة السائدة والخطاب الدارج،لانها بحث في غايات الحرية والانسنة،والسياسي يقيم قواعد خطابه على تعبئة لغوية بلاغية غير معرفية،وهنا الفرق،لذا سنبقى لا احد يفهم احد) وهناك مناطق اتفاق وافتراق،ولكن فطرت مناهج النقد الحزبي على ثنائية الذم والمدح، وكلاهما سلبي وغير مفيد، وهو من بنات ثقافة الفكر التعبوي اللامحايد،وانا لا الوم المومى اليهم، وقد ترعرعوا في ظل الحزبيات العاتية،تلك التي تركت اثارا منهجية تقوم على الاندهاش من النقد اللاقطوعي واللاانقلابي،وهذا ما جعل الاحزاب التوتاليتارية تشهد حالة انشاطارات اميبية،لانها تتصرف بعقل التحريم والتحليل، بعقل الطلاق والولاء المطلقين،لان غياب الديمقراطية كنظام مؤسساتي ،والعيش في انظمة مركزية قمعية لا تجد بدا من الانشقاق،اذ لا خيار لها،لكنها ايضا وهي منشقة من منظومة الاستبداد تمارس نفس الاستبداد،وهذا ما اعترف به قادة تنظيمات كبيرة ومعروفة.كيف تنتقد الجلبي وتدافع عنه؟انها غرابة في عقل الحزبيات التاريخية التي نتفهم لماذا تفكر هكذا ،ذلك لانها اسيرة انظمة عبودية موهت هذا الظلم الماساوي بشعارات التطهر الحزبي والتدين الايديولوجي،العامل بحدود ثنائيات مطلقة محاصرة اما بالاثم والارتداد واما بالفضل والبر..ربما غدا سادافع عن منطقة ما في التيار الثالث وبعدها عن خصم شتمني،لانني لا اتعامل مع اشخاص او بلوكات حزبية ولا تحدد مرتكزاتي ديانة مطلقة،فهذه فكرة الظلاميات العاتية حين تبتلع الواقع بفكرة الفرد الجزء او الهرمية الوضيعة،بل عن مناطق انسانية وحدث مجتزأ او نص او موقف لا يتعمم على كل المواقف على قاعدة "مساواة اخيك ظالما او مظلوما". هذا نزوع قبلي. لقد خرجت من التيار بكل كياسة وخلق ورفضت استغلال خصومه او بيع البطولات التي يستثمرها البعض بلغة بطولية تافهة،بل وارجو من اصحاب الضمائر العودة لبيان انسحابي،حيث قلت اني الاسوء وهم الاعلون،واخشى عليهم من شطحاتي لاني لا اتمكن العيش في ظل الزامات جماعية،وكل همي استعادت فرديتي من الجمع أي جمع،لاني لا اريد ان احمل غيري وزر افكاري وتصوراتي التي يفهمها البعض بسوء فهم والتباس لقد دخلت بحلم اتساقات زمن المعلوماتية،فوجدت اني ساكون ضحية تحزب القرون الوسطى،ولم اعتقد في تاريخ الاحزاب حدث انسحاب اخلاقي كما انسحبت،لاني لا احفل بلغة الاستهلاك الثوري والوطني وذلك التسليع السياسي الطامح،ولم اقايس بالوطنيات،فملعون من يسلب الوطنية حتى من خونتها فكيف باشرافها؟انا لست محقق ولا شرطي ولا رجل امن كي اتحدث بوظيفية القضاء والحكم،وقد راج حتى بين شعراء أن تصرفوا بعقل رجال الامن السري داعين لمطاردة هذا وذاك،كما تصرفوا كقضاة ورؤساء مطلقين يحرمون من هذا وطنيته ويوزعون لذلك ارجحيته النضالية الى اخره. ثم نحن لم نكمل شهر في تيار ما وكان مجرد مكتب اعلامي،لم اساهم بكتابة بيانا واحدا فيه،لان اسلوبيتي لا تصلح للبيان الدارج،او اللغة الصحفية،وقد ابتليت في المضمر اكثر من المستظهر،وهنا لا يسعني الا ان ابين امرا واضحا هو، التنائي عن مزاجية الشقاوات وثوريي الزواريب الذين عشت معهم طويلا وشعرت بامتجاج واشمئزاز من اسلوبهم ، واني احافض على اخلاقية الخصام وذلك لايماني بكرامة النفس البشرية وحمايتها من المهانة حتى وان كانت في مجرم،وهذا ما لن تحترمه الانظمة الثورية والحزبيات اللاهوتية،اذ كل الشر مباح امام الخطيئة،الامر الذي اعتبره من بقايا الغدر الهمجي بعقود الانسان على مر الزمان،حتى اني دافعت على من شتمني كما دافعت عن اكبر من اساء لي في الحياة وانا في وضع قوي يمكن ان ابخره،فالاستقواء جبان وتافه ، لكني ساتحداه وانا ضعيف!!على اية حال انا اكره جمع الناس او جمع المحبين واتجنب الكارهين لاني بلا طموح اصلا،ولا ممن يتخيل القيادة وقد انهيت هذا الوضع منذ اخر موقع لي بدرجة عضو لجنة مركزية في تنظيم مصنف ارهابي الان عام 1977 وهو عار تاريخي ما زال يعذبني فيما غيري يعتبره بطولة،كما انا جديد على الملف العراقي دخلته بشغف اعمى،لا اعرف تفاصيله،كل شيء كان جميلا فيه وساحرص ان يبقى هكذا كلما ابتعدت عنه..اجل كنت احارب ماركس على مستوى حوار الحرية وليس فلسفة الاجهزة الهضمية،وكل اهل الناصرية يعرفون ذلك،ثم ان اليسار ليس ملك ماركس،انه منذ اكثر من خمسة الاف عام،زد على ذلك اني ممن يحبذ اليمين المتمدن وليس الان، كما اعلنته لزملائي في التيار،والامر ليس مزحة، لاننا شعوب خارج التاريخ الطبقي بل وخارج التاريخ،وهذا منذ الستينات لذا لا نتمكن من خلق تاريخ اليسار ان لم يكن لدينا يمين،فنحن اللايمين واللايسار،هذا اذا احترمنا انفسنا وطبقنا الماركسية ليس كما ارادها رعاع الكرملين،وتهويس حركات التحرر البدائية،حيث دولة القات اليمنية الماركسية سرعان ما كشفت انها اقل من القبليات الجاهلية حين احترب قادة الفكر اليساري بمرجعية قبلية!!اما دول الموز الشيوعية،فحدث ولا حرج،أي لا نقبل ان نعامل باستغفال نظري يلفق لنا نظريات معلبة..في اوربا كنت صديقا لليمين وبعض الحركات النازية التي جمعتني واياها صراعات عرقية،اتذكر عام 1980 قلت لمسؤول الشباب النازي في برلين:اذا كنتم شعب الجنة حقا،سنفكر نحن الساميون ان نجعلكم منظفي نفايات فيها،وقد نشبت معركة بالسلاسل بيننا وبينهم.العراقيون يفكرون بمهرجانيات الاعلام وما لا يعرفوه هو غير موجود،وكل فرد هو وزير خارجية،ومحقق امن،ومدير مخابرات ولابد ان يمر البريد السياسي والادبي والفكري تحت نظره والا ما حدث غير حقيقي. اما عبارة (كم تدفع لي لاكرهك) فهي عبارة مقطعية ناقصة تمجد المحبة،لان الكراهية مكلفة،وانا اعرف ان المحبة هو توصيف يقايس من منظومة فحولية همجية تضمر مدلولها كمقابل للتخنث قياسا لعبودية افكار العنف والحرب والمكاره والمخاصمة،وكلها افكار الرجولة الفولكلورية السائدة،ومن معايب الادب السائد للحزبيات والمركزيات المتوحشة كما اسقطت قيم القبيلة الغازية على الحزب،لان الجميع يقايس عقل الخنجر بثورية التقنيات الحديثة،ويدخل للعالم بالخيل والليل والبيداء،بعقل قفى نبكي،ومهندات عنتر..الخ فيما هذا الخطاب جعل مجموعة من الشقر الناعمين يجعلون اسياد خطاب عنتر يجوبون مجاري الصرف هربا برجولة ابو زيد من خنث الحضارة كما يحلو لهم تسميتها. القصد ان منطقة الحوار تاتي باعجاز شعري احاول ان اخلق فيها تعجيزا للكراهية وهذا على ما اعتقد عمل فاضل وليس راذل،الا في القبائل ومنظومات الغزو والتماجد بحروب الغنائم،مع اننا من قبائل شرسة تقتل النسوة على الحب،وتتباهى بالغزو والسطو على الخيول،بل واحدهم قاتل ذئب بيده استعلاءا على مقاتلته بسلاح لان الذئب اعزل!!
العقل الايديولجي المؤرث من تاريخ التدين الحزبي، ياخذ الافكار والتيارات والمعتقدات كسدم عمياء،ذات كتل مخلوطة بشتى العناصر دون تجزيء هذه العناصر،وهذا عقل كسول،يحاول التملص من استحقاق معرفي ، وهو يتعامل معه بمجردات فكرة مسبقة،ولن يقرا النص،مناطق الفضل فيه،اماكن الضعف والاساءة،وهذا العقل ايضا هو مسبار امني واستخباري،يتصرف مع النص على ضوء فكرة المؤامرة،من مثل:( ها... ما دام اوحى بذلك فانه يسوق لكذا ويحرض على كذا ويريد كذا) وهلم جرا،وهذا النوع من العقل يصادر وطنية الناس ويعتبر نفسه مرجعا للوطنية يعطيها كمكرمة لهذا وذلك،ويعتقد انه الوطن والكل متامر..فاين المرض يا ترى بالمداوي ام بالمريض؟ على اية حال اذا وصلت الامم الى مجانية الكلمة تاه الوزن وضاعت البوصلة واصبحت الكلمة بلا قيمة ولا معنى،خصوصا من اؤلئك الذين يخطبون بشحنة عاطفية ليست تحليلية. لناخذ مثلا كنعان مكية بتجرد من تخييل اصطفافه وتحالفه،لان هذا التخييل يكتفي فقط بانه اميركي وعميل،وما يكتبه يصب بذلك،هذا داب الفكر التعبوي،كذلك الحال مع الجلبي،الذي تساق له مفردات التاثيم الديني بلا هوادة،والترفع من استخدام لغة حوار وتحليل معه،ومناقشة نصه. كنعان مكية والجلبي هما اكاديميان كلبيران،وقد درسا كادوارد سعيد في اميركا واصبحا من اللمعات العراقية الشاهقة،فلقد كنا في ازمنة خلت،نعتبر ادوارد سعيد وبكل صفاقة قروية بدوانية،انه سي أي أي،وهذا كل التنظيمات اليسارية في المقاومة الفلسطينية،فانتهى الامر الى ان سعيد وطني وهؤلاء يبحثون عن رضا اميركي . القروية الادنوية دائما تفكر بهذا الخبط الراجز لتوصيف الناس،ما دمت تكتب نصا في مجلة اميركية انت سي أي أي،وما دمت مروج للحرية فانت كذا!!وهل السي أي أي هو جهاز الامن الخاص في دول التمر والموز والقات؟ وهل ان الكاتب والاكاديمي حين يتحالف مع اميركا،ليس غير هذا الجهاز حاكما فيها،ام ان اقتضاء الحاجة التعبوية والبلاغة الاريحية تتطلب اثارة لغة الاشباح؟ ثم لا ادري هل يعتقد بعض محازبي عقل القرية لا قيمة للتخصص على طريقة صدام بحيث من الممكن ان تجعل وزير تصنيع حربي واسلحة دمار شامل امي،لا يعرف المعادل الكيمياوي للاوكسجين في بلاد تعج بالعلماء،وهذا يسقط عقل التعيين العشوائي على دول ذات تقنية عالية،كما لو ان الكونغرس الاميركي هو خلايا حزب البعث او المجلس الوطني.
نفس الحال مع سعدي يوسف من قبل خصومه،حيث عقل المؤامرة يسود على انتقادات تنحاز للاصطفاف السياسي وبالتالي تجريد سعدي من وطنيته وجعله من ازلام النظام على رغم ان سعدي تناغم في بكائيته في لحظة جعلت معظم العراقيين سعداء بنهاية الهات الدم والظلام،مما جعل قسما من العراقيين يتصرفون معه بنفس عقليته ونصه الذي جدد حالة البكاء وركز على قسم دون اخر في وقت تمكن اكثر من سبعين حزبا يجد له مقرات علنية في العراق،مما لم يجعل نص سعدي الشعب العراقي غافلا عن هذا التطور نحو حرية قد يتضرر منها جمعا ما في المجتمع العراقي،فيما لاول مرة يستعيد العراقي حق البسمة وحق الحزن والصمت،كما بدا هذا الحال التعبوي ببعض ادبيات صحف المعارضة،التي من الناحية البنيوية التي لم تنفك تنحو نفس السبل التعبوية سواء بادبيات الحزب الشيوعي او البعث الحاكم او الخطاب الاسلامي،والاخير يتقدم على العلمانيات هذه بقدرته المحاورة بشكل علماني افضل من ظلامية الملحدين من حيث الاسلوبية العاطفية التعبوية اللاتحليلية. ثمة بواده تتفق من حيث لم يكن هناك اتفاق،على ان الجميع ضد الامبريالية والصهيونية،وهذا شعار اقتات من ارث افتراضي غير مقرور جمعيا،ولكن هناك عالمين هو اعلامي وواقعي، وكلاهما يفترق على الاخر. البعض صدق ان الاجماع مخدوع بهذين الشعارين،وهذا مشابه لخطباء الجمعة الذين لا يقدمون مقبلات للدين او الاقناع الجمالي بصلاحه،فيبدؤون بالايات المتوعدة بالحرق والجحيم وهم يهددون الناس كما لو ان الانسان هو جهوزية مسبقة لفكرتهم،وقد تصوروا انهم في الفردوس،ومخالفتها مخالفة الذات،وهذا تبسيط وجهالة مزرية.هناك مفردات تخويفية شبحية،من مثل يهودية،صهيونية،بنتاغون،خيانة،عمالة،وكل ذلك يعتقد انه بواده لاتفاقات جماعية يقودها الابرار،بحيث لا تجاوز لها،ولا ضرورة للتعرف عليها وتفكيكها ومعرفة ما بعد المشهد الاول،مع انها اصبحت خردة لبعض مروجي الارهاب الادبي الذي يصطادون به البسطاء وذوي النوايا الطيبة،فان مجرد الجلبي مع اميركا هذا يكفي لرجمه بكل الجحيم،انه كائن مرتد عن ديانة ما،ولكن ما هي الديانة وعلى أي شيء مرتد ومن صاحب قياس الثابت لكي نعرف المتحرك؟لا ندري من هؤلاء؟ كل ما نتفحصه هو قاعدة غامضة لا عقود على اتفاقها،ما خلا ارث اثبت انه لا يصلح حتى للحيوانات. طبعا انا لست ممن يفترض مفاضلة الاحتلال او صدام،فلقد دمرت نظام المفاضلات بكتابات عدة،بحيث ان استخدام هذه الثنائية المانوية،هي من باب الكسل،ومحاولة التهرب من متاعب التحليل والمعرفة،فما دام هذا ضد كذا فهو كذا!!وكل علمي ان المشار لهم فضوا هذا النظام،واعتبروا من الخطل المفاضلة بالقتل والحرب،لكنهم تصرفوا معي بنفس العقلية التفاضلية،وهذا اتفهمه،ذلك ان تربيتنا السياسية في بيئة ما،تبحث عن قوالب جاهزة لتوضيع الناس هنا او هناك،وهذا ماساوي.فاذا انتقدت رواية او عمل فني مستشهدا بجمالية منطقة ابداعية ما،ثم اكشف ضعفهما في مكان اخر،فهذا ليس تناقضا،ولا تبدلا،ننحن نعرف الحق قبل اصحاب الحق،الحق مطلق واصحابه ليسو مطلقين. الكمائن اللاهوتية والكثلكات الهرمية للسياسة اصبحت في رمنسات التاريخ،فهناك تطورات في نظام العدالة الادبية،حيث لا يمكن قبول القبح والجمال في لغة تعميم،فلا قبح الشيء يحرمه من منطقة جمالية ولا جماله يعذره من منطقة قبح.
انا لا اتظلم،ولكن لي قراء يحبون معرفة ادق تفاصيل احجمت عنها،وهم لا يتورعون من ابداء حبهم واعجابهم،والحاحهم على معرفة تفاصيل هائلة في حياتي وهم اعلنوا ادمانا على كتاباتي بحيث يريدون مني هذا الزاد اليومي،وهذا حق وتورط عاطفي لم اكن اتمناه بغية تخفيف متاعبي،فان خطابي هو اصلا ضد البكائيات،ولا اعتقد ان الشطارة تصل حدا ان اتهم بما انا نقيضه،ومقالي هو اصلا ضد البكائين ونادبي الاطلال،فاي تظلم،ومن من؟اجل هناك اعلام كبار لم تبتلعهم الاحزاب المعلبة المستوردة يعرفون كل ذلك،ونحن في الناصرية خلقنا ثورة عالمية في الستينات مع اننا حفاة ومعدان،ونلعب الشطرنج مع جداتنا،واكثر ما في بيوتنا الكتب،ولا ارجو مناطحة شخصية لست في وارد اقحامها مع عقل حزبي،فهذا شان خارج الحزبية والسياسة،ولعله استغرق وأٌثخن حوارا منذ الستينات بين"ملتزم ولا ملتزم"الى حد الغثيان والتقيء..انه لمتاخر جدا ان نتعرف في الانترنيت ،اخر الشوط،فنحن لسنا مخلوقات الانترنيت،كل له مؤرخه ونسيجه..كل ما كتبته هي ردود اخرجها من الخاص للعام ،وكان اصلا تساؤل حول:لماذا الفرح خيانة والبكاء وطن؟ اجبت ان ثمة من يريد استغفال العراقيين بعد بكاء الاف الاعوام، بان يجعل من البكاء مادة جديدة لمجده،وقد استفرغ العراقيون هذا. فاي تظلم وبكائية والكلام دعوة للفرح؟ اما القصة التي كتبتها عام 1967 حول حوار بين حوان ليلي وجثة ضابط طيار اسرائيلي ، فهي من باب المقارنة بين حضارة البشر وقدر الحيوان !!اما ان توحي بالملف اليهودي،فاود اخبارك الى اني كنت مع اكبر راديكاليي الثورة الفلسطينية عام 1971 كمفوض سياسي ومدرب ،وكان ابو العباس مفوض ثان معي،صرخت في قائد معروف قلت:من الجبن ان تقتلوا مدنيين يهود،وهذا ليس من قيم الفروسية،وبهذا المعسكر السري المرعب لا احد يستطيع قول هذا الا من كان الصدق اقوى من موته..كما ابين للبعض اكثر بان بين المقاومة يهود كثر،وعلاقات هائلة،ومنهم دكتور ما يزال في اكبر مخيم فلسطيني وهو اكثر المخيمات فتكا ومشاكل ومحترفي ارهاب وقتل واصولية،وهذا طبيب شريف يحبه كل اهل المخيم،حيث يعمل طبيبا في مستشفى لتنظيم يساري!!وهل تعتقد ان كلمة يهود مذمة كما تصرف ارث القوميين وغيرهم؟ انا كعراقي وهذا مسجل في جريدة النهار اتشرف بان العراق حاضن اهم وثيقة عالمية تسجل ابوته لكل الحضارة وهي كتاب التوراة الذي يشكل اكبر حجة لحضارتنا التي ولد من رحمها،ولعلنا نعتبر الاجيال القديمة من النذالة والغباء بحيث تبرعت بمثيولوجيتنا،التي هي اكبر شرف الهي يثبت ابوة العراق لنبوة هذا الكوكب،ويثبت ان اور هي صندوق لبريد الخلق وقد جاءت الرسالة لابراهيم..لم يخدعنا احد بعد بان نستورد من الاحفاد فقهاء ونحن مصدرو الانبياء الاجداد،لا احد يخدعنا بالوطنيات الدينية،تلك التي تمثل جهل منهج التاريخ النقدي،وانا حتى الان لن افتح هذا الباب،مع ان الجميع يعرف هذه الشفاهة ،لم اتبرع بوطني للغرباء،وانتحل وطنية الغرباء ،فالصحارى ليست اخصب من ارض الاهوار. ماذا تريدون ان توحوا به فانا اساعدكم على تشويه تاريخي الثوري لانه اكبر عار؟ اذا اردتم اخبركم اكثر عن ملف وتخصص اعتبر نفسي اخطر من تناوله حتى من قبل اهله،كما علمت بعض المسيحية المتطرفة،كيف يقرؤون التوراة باكثر من تطرفهم!! وهذا عتيق جدا حيث اعتبر ان التوراة هو وزارة ثقافتنا في كل الازمنة،وكم يسعدني ان اقرا كلمات النبي العراقي اشعيا وقد كانت مفتتح الامم المتحدة،وبقيت مكتوبة كدعوة لكل الامم بالسلام"ويجعلون من سيوفه سككا ومن رماحهم مناجل،ولا ترفع امة على امة سيف" ..انه لعتيق جدا ان اتذكر نسياني من خطاب الجندرمة الحزبية ،فيما قطعنا اشواطا على حافة النسيان !! فانا مستعد ان اكون الواحد ضد الاكثرية ولا يهمني كسب احد او مساومة حتى حبيبتي بذلك،اتخلى عن جلدي ان هو خان توصيل لسعة السوط. اين السريالية في "الانشقاقات البنوية"،اين الغرابة؟ فهل فلاسفة البنيوية سرياليين؟هل اصحاب نظريات التفكيك كذلك؟وهنا اقصد الانشقاق الجوهرى لا الاميبي الافقي او العمودي،أي تدمير البني بولائها ونقيضها معا،وهذا لا يشمل الفكر التاريخي للاحزاب التي كانت من بقايا بنية الاستبداد،حيث تنعشه في نقيضها وتنعشه في ولائها،قيصر ياتي بستالين،والشاه بالخميني،والشيوعي ياتي بستالين بديلا لصدام والناصري ياتي بعفلق ..وهلم جرا. وهذا مفيد حتى للشيوعي،حيث الاستبداد هو نظام يتسرب للجميع ويشكل بنى تحتية له،وانا مع الانشقاقات البنيوية الهادمة لاوثان اللاهوت الحزبي،ثم انا لم اقل خارج الانشقاقات البنوية،قلت "الى كل الانشقاقات البنوية"،بمعنى الخروج على تقاليد تشكيل وفكرة الحزب وتقاليد الصرامة المركزية واستبدالها بروح الحريات والحراك والتنقل والبراغماتية اللامتيبسة!!لو كنت طالب بطولة ومجد لكنت اغنى مالا واغنى وجاهة،فانا عدو نفسي دائما،ثم انا لم احجم عن نشر قصة العام 1967 خوفا،لانها انسانية بحتة،فيما فسرها الفكر القلعاوي بعقل الرقيب السياسي والتشريط الحزبي،ومن الماساوي ان تقتحم السياسة الرقيبة حوار انساني ليس له علاقة بالحزبية او التعبئة،لان الحزبي يعتبر كل شيء اعلامي مفرغ من محتواه البريء،وهو في صلب الدعاية والاعلان كما تعامل ستالين مع باسترناك او تعامل الحزب الشيوعي مع بعض المبدعين الاحرار واتهموهم بالسي أي أي وهم لا يملكون سعر عشاء او دواء،والحال حتى الان لم تتوقف من بعض المتكسبين على فكر الثورات والادب البطولي الاحمر..الحمد لله انهار جدار برلين،والا لعاش العالم صحراء قاحلة من أي سلام واسترخاء انسانيين ولاصيب العالم بعقم ابداعي واضصاء تنموي. على اية حال معروف ماذا حدث لي من قادة وحدتي العسكرية في حرب حزيران،وكيف ادخلت الى حفرة تحت الارض،ولا اود ذكر هذه الحادثة المرعبة لاني اكره الدعاية،واعرف من سيستثمرها ويجعلني بطلا، لاني اصاب بنوبة تقيء من فكرة البطل،ولو كان هذا الرصيد عند غيري،لما تاخر!!
السؤال الذي اشعر بحيرة امامه..لماذا انتم جمع كبير بداتم تركزون على جنود التحالف الذين خلصونا من اكبر قوة مفترسة،ولم تتناولون الصورة البشعة التي تركتها مجازر ابشع من مجازر هتلر؟الم يتذكر احرار العالم مجازر هتلر؟هل تريدون عودة الدكتاتورية وجز رؤوس الناس كما حدث للانتفاضة؟ربما سؤال ساذج،ولكن ،وبحوار هادئ،يقرا النتائج العملية،الم تكن المقاومة التي تدعون لها تاتي في سياق شعار النظام او ادارته او تثميره؟ثم اعطني نظاما واحدا اقام دولة عدل وديمقراطية وكرامة انسانية جاء في اعقاب ثورة على ظلم او محتل؟وهل ان هذا الكم من الاحزاب والحريات والصحافة حدث لولا جنود الحلفاء؟وهل كنا نصدق نحن العراقيون باننا من الممكن ان نشتم حاكمنا ونحتج عليه كما نتصرف الان؟اما الفلوجة فهي قميص صدام وليس عثمان!!اما تساؤلكم التكتيكي الذي فيه قدرا من المناورة لبعض الاصدقاء،فانا اعتقد باني دخلت دورات كثيرة في مجالات ما،لكني الان اخشى من استغفال ابنتي الصغيرة في عالم اصبح مكشوفا وثريا بالمعلومات!!فمن يرفض المفاضلة لا يفاضل ،لاسيما وان رفض من حررنا من القتل وجمهورية العصمة الدموية،لابد انه يتقاطع مع نفس شعار تلك العصمة،وهذه مفاضلة للخلف،نتعامل معها كوجهة نظر بشرط ان تكون في معسكر حماية الديمقراطية،أي حماية المؤسسة التي تحمي نقدي لها،اما تطوير النقد الى دعوة نارية،فهذا التفاف وتدمير لمن منحني حق قول راي ضده،الامر الذي لم يتعامل معه أي نظام في العالم الا باعتباره جناية،ناهيك عن ان العراقيين استدركوا تماما أي الشعارات التي جعلتهم عبيدا،ومن دون كرامة.
الذكاء ليس مدحا ولا ذما،كما ان عيشي في دول الامبريالية والصهونية فارجو من الغامزين مراجعة مجلة النقاد منشورات رياض الريس ،وهي نشرت رسالة شخصية مني لرياض الريس وانا امجد الامبريالية والصهيونية،ونشرت في لبنان العام 1999 ،وذلك بعد ان تخلى العرب عنا حين قاتلنا الامبريالية والصهيونية من اجلهم،فيما لم يكافئنا غير الامبريالية والصهيونية،وفيها شروحات ساخرة انه ليس اكتشاف الباذنجان ان نعترف بجميل من كرمنا كخصوم ونمقت من طردنا وطاردنا ونحن اهل واحبة واخوة ومضحين له..ارجوكم انا لست سياسيا لاراوغ او احابي،لاني لا اهتم لكسب احد ولم اساوم على الحقيقة ولا اعتبر الفكر صفقة،وهنا اتمنى على البعض مقارعة رجل سياسي،فان تذمني في ما انا ممدوح فيه وقد تمدحني في ما هو مذمتي. اجل انا اعيش في الغرب وهذا يكفي ان اكون عرفانيا بما اشكله من عار على دول وقضايا ومشاريع لم اجد ذريعة واحدة لاحترامها.
الغريب الاخر هو ما يعنيه هؤلاء حول "التقلابات الظلامية"،وهذا عجب لغوي،يسعدني بحث دلالته. اما اذا كان في سياق الرجم اللغوي الاعمى فالامر معذور،من هي القوى الظلامية؟ وفي أي حزب كنت،واي عقيدة اعلنت،واي القوى الظلامية انتسب وانا مهدور دمي من كل طوائفها؟ ثم ماهو التنوير ان كنا ظلاميين؟ الشيوعية فكر ظلامي والقومية والاصولية بكل طوائفها، ونحن لا ننتمي حتى لمنهج اللاانتماء ولا للعبث،اذ ما زالت رحلة شكنا الفكري مستمرة. الظلامية هي عقائد القلعة والاسوار والتدخل بالحرية الخاصة وسحق الفردية والشمولية وتسييس النظام الوجداني،وانا معادي لهذا وهادم لفكرته،الى حد يوحي البعض باني معجب بالفوضى،كيف حدث هذا؟ هل الكلمة من دون معنى؟ هل ترمى بدون دلالة ووقائع؟ ثم انتم فاضلتم بالذكاء والذكاء احيانا هو بصيغة ذم وقد لا يكون فاضلا،مع ان البعض يعتبره مكرا او خداعا ..الخ فيما هو غير ذلك،هناك صفة بريئة ومجردة له. لا ادري كيف يمكن ان نطلق كلمة لنشرحها بكتاب؟
لعل زمن التخليط اللغوي قد ولى،فهناك نخب مثقفة بسن العشرين،ومن بينها اشباه فلاسفة تجاوزوا كل هذا الاستغفال السياسي واللغوي،وقد هالني ان اتعرف على شباب من ايران وفي قم،يتحدثون باخطر من لغة تشومسكي وفوكوياما،ولديهم لغة ومصطلحات مجترحة جديدة،وقعها كوقع التدمير الشامل،وهؤلاء هم اسرتي ووعد بلادنا في المستقبل،فقد شاخت وترهلت افكار الحرب الباردة والكذبة الماركسية وانهارت اكاذيب بناة الدول القاحلة والفاضلة،تلك المسرحية المضجرة،حيث لم يعد لموظفيها ان يجدوا من يقطع تذكرة لها. لا ادري ان كانت دعوة الحرية ظلاما،فيما الظلامية الشمولية تنوير؟ انه لعجيب ومدوي في الاذن ان يقرا المرء افكارا خارج اللغة وخارج الدلالة.ما زلنا بحاجة للمزيد من الاستشفاء اللغوي،اذ لم يجد ابناء العربية الا ان يخلقوا مترجمين كثر للمصطلح العربي واللغة العربية...حقا انه ظلام ابيض يبحث عن انارة حيث لا خيار له الا ان يرفض الانارة بالاسود!!