أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الغني القباج - حَوْل أَزْمَة اليسار * الحاجة إلى حوار ديمقراطي يساري راديكالي















المزيد.....

حَوْل أَزْمَة اليسار * الحاجة إلى حوار ديمقراطي يساري راديكالي


عبد الغني القباج

الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 19:55
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حَـــوْل أَزْمَـــة الـــيـــســـار

الحاجة إلى حوار ديمقراطي يساري راديكالي
(حوار غني الـقَـبَّـاج مع الـتِـيـتِـي الحبيب)

غني القباج





مأ أطرحه في هذا الرّد الحالي، ليس هو فقط استجابة للرفيق التيتي الحبيب، الذي عبر عن "يقينه وثقته في أن أُوَضِّحَ موقفي"، بل هو كذلك رَدّ لتأسيس، ولاستمرار، حوار ديمقراطي يساري راديكالي، بين تنظيمات ورفاق ورفيقات اليسار الراديكالي الديمقراطي واليساري. وهو حوار، نرجو أن نُمارس فيه النقد الذاتي، قبل نقد الأفكار والممارسات السياسية. وهو حوار ديمقراطي يساري، يحلل و يبلور رؤية نظرية يسارية ثورية، و يطمح لِبَلورة خطّ سياسيًّ بديلً، و يُنْشِئُ خُطة تنظيمية ديمقراطية، تمكننا جميعًا من تجاوز الأزمة الحالية التي تَــرْكُدُ فيها مُجمل قوى اليسار الراديكالي بالمغرب.
1- لقد أثار «نـدَاء لِـتَـجْـدِيـد قِـيَّـادَات قِـوَى الـيَـسَـار» (الذي نشرناه على الفيسبوك ، في منتصف ماي 2021) جدلا بين بعض اليساريين واليساريات. ويظهر أننا كيساريين ويساريات راديكاليين، وكديمقراطيين أو ماركسيين، لا زلنا نعاني من أزمة الحوار الديمقراطي بيننا.
وأعتقد أن مبادرة حزب النهج الديمقراطي، في إطار تصوره لبناء "حزب الطبقة العاملة"، ودعوته إلى عقد لقاءات حوارية، مع رغبته في إشراك مناضلين يساريين فيها، تدخل في سياق قناعته بأهمية، وبضرورة الحوار الديمقراطي، من أجل تجديد التصورات، وتجديد الممارسة اليسارية الراديكالية. كما أعتقد أن جوهر الحوار الديمقراطي، بين اليساريين واليساريات الراديكاليين، هو ممارسة النقد الذاتي، وهو التحليل والنقد الراديكالي لممارستنا الفكرية، والسياسية، والتنظيمية.
لذلك، أَقْدَمَ الموقّعون على النداء المذكور سابقًا، على بلورة نـقد راديكالي لـواقع الممارسة السياسية، لتنظيمات قوى اليسار الديمقراطي والراديكالي. ودعوا إلى «تَـجْـدِيـد قِـيَّـادَات قِـوَى الـيَـسَـار بالمغرب."
لكننا لاحظنا أن بعض اليساريين، واجهوا المناضلين الموقعين على "النداء" المذكور، ووَصَفُوهم بِـذاتية بُولِيمِيكِيَّة، ووصفوهم بِنُعوت غير عقلانية، بدلا من نقد ومناقشة الأفكار والممارسة المعبّر عنها في النداء المذكور، وبدلا من طرح البدائـل. واتَّهَمَ البعض الموقّعين على النداء المذكور بكونهم يحملون أطماعًا «زَعَامِيَة». ولو كان لدى هؤلاء الموقعين على النداء أطماع زعامية، لكانت مشروعة مثل الأطماع الزعامية الموجودة لدى غيرهم، ولكان تصرّفهم مُخالفًا للتوقيع على ذلك النداء المذكور.
لا أدّعـي امتلاك رؤية سياسية أو فكرية سديدة بشكل مطلق، أو منزه عن النقد. لكنني أتبنى ما خلص إليه ماركس في نهاية مقدمة الجزء الأول من كتاب "رأس المال"، حين كتب : «إنني أرحب بكل حكم يرتكز على نقد علمي. أما تَحَـيُّـزات ما يُدْعَـى بالرأي العام، الذي لم أقدم له يوما أي تنازل، فشعاري الآن ، كما كان من قبل، حكمة الشاعر الفلورنسي العظبم: "سِرْ في طريقك، وَ دَعِ الناس يقولون ما يشاءون". (ويعني ماركس بِالشاعر الفلورنسي، دانتي، وهو شاعر، ومفكر سياسي إيطالي من فلورنسا، وأهم مؤلفاته: الكوميديا الإلهية: La comédie divine"
2- فمن مصلحتنا، كيساريين راديكاليين، ومن مصلحة عموم الكادحين والكادحات، أن نتحاور ديمقراطيا، ونقديا، مع التساؤلات، والأفكار، التي طرحها النداء المذكور سابقًا. وَأَجْزِم أن الموقّعين على هذا "النداء" المذكور، ليست لديهم أية خلفية ضيّقة، وليست لديهم أية تطلّعات زعامية، ولا أية حسابات سياسية.. لديهم فقط قناعة مبدئية، بأن القيادة الديمقراطية الثورية الحقيقية، ينبغي أن تكون هي قيادة المهام الثورية، وليست قيادة أشخاص. وقد عبرنا بوضوح في "النداء" المذكور أننا "نحترم قيادات أحزاب اليسار الحالية"، وقلنا أنّ "قوانين تنظيماتها الخاصة، هي الكفيلة بتجديد هذه القيادات."
وبالتالي، فإن خلفية "النداء" الوحيدة، هي خلق حوار يساري ديمقراطي راديكالي، بهدف تثوير الحوار الديمقراطي بيننا، وداخل بعض قوى اليسار، وَبُغْيَةَ تثوير ممارسة سياسية يسارية راديكالية جديدة، لها تناقض أساسي ورئيسي مع النظام المخزني التبعي. ونودّ أن تكون هذه الممارسة ناقدة لواقع وعي وممارسة الجماهير الشعبية، وأن يكون لها تناقض أساسي مع السيطرة الرأسمالية الامبريالية المُعولمة.
وبالتالي، فالهدف المأمول، هو تحرير الحوار النقدي الراديكالي بيننا، وتعميمه داخل قِوَى اليسار، وفقا لثقافة نقدية راديكالية للرأسمالية، ثقافة يكون أساسها هو الماركسية الثورية، والتي سار على نهجها فلاديمير لينين .. وأعتقد أنه سيكون من المفيد أن لا نسقط في صراعات أو حسابات ذاتية. أما إذا سقطنا في صراعات ذاتية، فمن الممكن أن يستغلها، مع الأسف، بعض من لَم يتجاوزوا بعد المنطق الذاتي، لتصفية حسابات وهمية. فالماركسيون الحقيقيون، واليساريون الراديكاليون، هم أرقى من مثل هذه الحسابات.
ومع تقديري الصادق، أستعير مرة أخرى، فكرة ماركس "إنني أرحب بكل حكم يرتكز على نقد علمي... وشعاري الآن ، كما كان من قبل، هو حكمة الشاعر الفلورنسي العظيم: "سِرً في طريقك ، و دَعِ الناس يقولون ما يشاءون".
3- لا شك، اليوم، أن تحقيق مجتمع ودولة الديمقراطية الحقيقية، مجتمع ودولة يليقان بالقرن الواحد والعشرين، ويستجيبان لِتَحدّياته، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وهذه هي المهمة المرحلية لليسار الراديكالي والماركسي. وقد شكلت انتفاضة "حركة 20 فبراير"، في المغرب، لحظة تاريخية، لم نستطع جميعًا، كتنظيمات يسارية راديكالية (أقصد حزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي)، وكتنظيمات ماركسية (أقصد حزب النهج الديمقراطي، وتيارات ماركسية لينينية، تروتسكية، ماوية، وغيرها)، قُلتُ، لم نستطع جميعًا تحويلها إلى صيرورة ثورية، أو إلى ثورة ديمقراطية، وفق خط سياسي، و وفق برنامج، و وفق أهداف، نُنْجِزُهَا عبر ممارسة موحّدة، وثورية.
ولم يطرح، بل ولم يناضل، مناضلو ومناضلات قِوَى اليسار الراديكالي والماركسي، في نقابتـي "الكونفيديرالية الديمقراطية للشغل"، و الإتحاد المغربي للشغل ، مِن أجل تحقيق مهمة إشراك جماهير العمال والعاملات في نضال "حركة 20 فبراير"، لكي يساهم هؤلاء العمال والعاملات في قيادة النضالات الجماهيرية المشتركة لِـ «حركة 20 فبراير".
وبالتالي، فقد غابت، في الواقع، مسألة بناء جبهة نضالية موحدة، تشمل مُجمل تنظيمات اليسار الراديكالي والماركسي، في دينامية "حركة 20 فبراير"، بهدف إنجاز هذه الصيرورة السياسية الثورية. بل اِنْزَوَت مُجمل تنظيمات ومناضلي قوى اليساريين (الراديكالي والماركسي) في تصوراتهم الخصوصية لـنضال "حركة 20 فبراير". بل سادت تناقضات سياسية جوهرية فيما بينهم، حول طبيعة النظام السياسي الديمقراطي المنشود، الشيء الذي سهّل فشل "حركة 20 فبراير"، وفشلنا جميعًا. وأصبح بإمكان النظام المخزني التبعي أن يُمَرِّرَ بِسهولة مخطّطاته السياسية.
4- يُوَضِّح الواقع السياسي الملموس، اليوم، أن الربط الديالكتيكي بين الممارسة السياسية للقوى اليسارية (الديمقراطية، والراديكالية الماركسية)، وبين واقع ونضال البروليتاريا (بما فيها عموم الفئات الطبقية الكادحة المُسْتَغَلـَّـة والجماهير الشعبية عموما)، لا يرقـيان، لَا نظريا، ولَا سياسيا، وَلَا تنظيميا، إلى مستوى تَـشْـكيـلِ وتنظيم قوة اجتماعية شعبية ديمقراطية، كقاعدة اجتماعية ديمقراطية واعية بمهام التغيير الديمقراطي، وبمهام الثورة الوطنية الديمقراطية، وبارتباطها بالانتقال إلى المجتمع الاشتراكي.
وترجع أزمة الربط بين الوعي الثوري والممارسة الثورية، للأسباب التالية:
- عدم قدرة مُجمل تنظيمات اليسار الراديكالي والماركسي على إنجاز مهمة توجيه الممارسة الثورية، وعيا وتنظيميا ونضاليا، نحو العمال والعاملات، ونحو الفئات الاجتماعية، بما فيهم الفلاحين والأجراء الكادحين، وذلك وفق رؤية سياسية واضحة، تُخْضِعُ الممارسة للمحاسبة، وللنقد، وللنقد الذاتي. سِيَمَا وأن أغلب المناضلين اليساريين (الراديكاليين، والماركسيين)، يناضلون داخل الكونفيديرالية الديمقراطية للشغل ، وداخل الاتحاد المغربي للشغل . وبالتالي، فقد تأخرنا جميعًا في مهمة تسليح البروليتاريا، ومعها الطبقات الكادحة والمحرومة، خلال معمعان نضالها وصراعها الطبقي، بالوعي الاشتراكي الثوري، وبالقناعات الديمقراطية واليسارية الثورية. وهكذا تَعَطَّل العمال والعاملات، وكذلك الفئات الكادحة، عن المشاركة في النضالات الجماهيرية، التي هي السبيل النَّاجِع لِبُلوغ الوعي بمسئولياتهم التاريخية في التغيير الديمقراطي.
- سبب عدم إنجاز هذه المهمة، يعود أيضًا إلى تراجع الوعي النظري والسياسي الثوري، وَفُتُور التكوين الماركسي الثوري، وَاضْمِحْلَال الممارسة النضالية الثورية، لدى مُجمل قِوَى اليسار، قيادات وقواعد (بما فيها التنظيمات الراديكالية والماركسية). كما يرجع إلى تصاعد غَلَبَة الرؤية الإصلاحية، وسيادة السُلُوكِيَات البرجوازية والليبرالية. ولا يمكن لهذه الرُّؤية الإصلاحية (مثل شعارات الحرية، العدالة الاجتماعية، الكرامة...) أن تتحقق في إطار نظام سياسي رأسمالي، فبالأحرى أن تتحقق في إطار نظام سياسي مخزني تبعي. وبالتالي، لم تَرفع مُجمل قوى اليسار مهمّة الربط بين الوعي الثوري والممارسة الثورية، عبر نضال الطبقة العاملة والطبقات الأخرى الكادحة والمحرومة، إلى مستوى مهمة حزبية أساسية.
- يتكرر تنظيم وقفات احتجاجية، وتتعدّد الإعلانات عن نضالات حول الحقوق الاجتماعية، وتكاثرت الدعوات إلى التضامن مع نضال "حراك جماهير الريف"، أو مع "حراك جرادة"، أو مع "حراك زاكورة"، أو مع غيرها من الحراكات، و تَتنوّع المطالبات بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، والصحافيين المسجونين، لكن دون أن تقدر مُجمل قوى اليسار على إحداث تراكم كَـمِّـي في هذه الوقفات، أو الاحتجاجات، أو النضالات الاجتماعية، ودون أن تقدر مُجمل قوى اليسار على خلق ترابط بين هذه الحركات النضالية المُتـفرّقة، بهدف أن ترقى إلى مستوى تَطْوِير وَتَـثْـوير النضال الجماهيري الديمقراطي المشترك والعام.
- في الواقع، نلاحظ أن معظم مناضلي ومناضلات قـوى اليســار (الراديكالي والماركسي)، وكذلك المثقفين والمثقفات اليساريين، ودون أن نُعمّم على الجميع، لهم تطلعاتهم الذاتية في الارتقاء اجتماعيا، وتخترقهم المنافسة، وتَـتَـخَـلَّـلُهُم التناقضات الثانوية، وَيـفْـتَـقِـدُون إلى امتلاك ثقافة واسعة، وتنقصهم النظرية الثورية، وَتُعْوِزُهُم الممارسة السياسية الديمقراطية الثورية. وبالتالي، فَمُعظمهم لا يمارسون من أجل وحدتهم في النضال المشترك، على أساس نظرية يسارية ديمقراطية راديكالية، وعلى أساس اشتراكية ماركسية ثورية، وفق خط سياسي ديمقراطي يساري راديكالي حقيقي وموحّد، وعلى أساس برنامج فاصل بين الديمقراطية الحقيقية، وبين الديمقراطية الرأسمالية المزيفة.
- عدم بلورة ممارسة سياسية واضحة، غير نفعية، تمكن مُجمل قـوى هذا اليســار، وكذلك المثقفين والمثقفـات اليـساريين، والديمـقراطيين الراديكاليين، مـن تجاوز تـشرذمهم، وتنافسـهم، وتناقضاتهـم الثانوية، على المستويات السياسية، والنقابية، والمدنية.
5- ومع ذلك، لا نشكك في صدق أطر ومناضلين ومناضلات يساريين راديكاليين وماركسيين، لكن جزءًا هامًّا منهم، لهم في الواقع الملموس، أوضاع اجتماعية، ومادية، وثقافية، يمكن وصفها بالبرجوازية الصغيرة، إن لم يكن طموحهم ينحصر في بُلوغ أوضاع فئات عليا من البرجوازية المتوسطة.
ولا نشكك في أن أغلب الديمقراطيين والديمقراطيات، واليساريين واليساريات، والمثقفين والمثقفات، الذين هم ديمقراطيون راديكاليون أوماركسيين في المغرب، سواءً كانوا داخل أم خارج أحزاب وتنظيمات اليسار الراديكالي والماركسي، يَعُون الواقع السياسي والثقافي والاجتماعي الملموس، ويعون أننا نعيش ديمقراطية مزيفة، و أننا نعيش في واقع نظام سياسي استبدادي يتلاعب بأحزاب مخزنية تابعة، وتَسُودُه ممارسة سياسية تافهة، وتَبْـقَى جماهير الشعب مُشتَّتَة، وتعيش في عفوية، في إطار واقع التخلف الاجتماعي والثقافي.
كما نلاحظ اليوم، أن واقع الممارسة السياسية السائدة لدى مُجمل قِوَى اليسار الراديكالي والماركسي، ولدى القوى الديمقراطية الحقيقية، يغيب فيها، إلا نادرا، الربط الجدلي بين، من جهة أولى، ممارسة نظرية وسياسية ونقابية وثقافية ومدنية، تَتَّصِفُ بالثورية اليسارية الديمقراطية الموحدة والمستمرة، ومن جهة ثانية، بين واقع الطبقة العاملة والطبقات الشعبية الكادحة والمحرومة، وحركاتها النقابية والاجتماعية الاحتجاجية، أو المنتفضة، أو "الثائرة". وبالتالي، سيستمر التناقض بين الممارسة السياسية لهذه القوى اليسارية، وبين الواقع الملموس، ونضال الطبقة العاملة، والفلاحين والفلاحات الفقراء، وعموم الأجراء والأجيرات الكادحين، والفئات الاجتماعية المحرومة.
- لم تستوعب بعد قوى اليسار الراديكالي والماركسي، والقوى الديمقراطية الحقيقية، الضرورةَ السياسية لوجود قيادة سياسية ثورية، جريئة، مبادرة، ومبدعة، على المستويات السياسية وغيرها، في المغرب، كضرورة سياسية تاريخية ملِحَّة، تهدف إلى بناء جبهة ديمقراطية شعبية، دون حسابات ضَيِّـقَة، مُتَعَصِّبَة أو متحيزة لأيّ تنظيم خصوصي، وتكون مناهضة لنظام المخزن، ومناهضة للتبعية للإمبريالية، ومُكافحة ضدّ سيطرة الامبريالية. وبالتالي، لا تُمارس قِوَى اليسار الديمقراطي الراديكالي والماركسي، إلا النادر من المناضلين والمناضلات، بهدف تحقيق هذه الضرورة السياسية التاريخية، المتمثلة في الالتحام العضوي بالطبقة العاملة، وبالفئات الشعبية، وتسليحها بنظرية ماركسية ثورية ديمقراطية مناضلة، وتزويدها بتنظيم ديمقراطي ثوري، وذلك عبر ممارسة نضالية بأساليب جديدة، مُوَحِّدَة، ومُنَظـِّمَة للنضال الشعبي الديمقراطي واليساري.
وهذا ما جعل مُجمل القوى اليسارية الراديكالية والماركسية، والقوى الديمقراطية، تعاني من مسافة الابتعاد الكبير الموجود بين تنظيماتها والحِرَاكَـات الشعبية الجماهيرية العفوية. لأنها لـم تستخلص، عَبْرَ نقد ذاتي لممارستها السياسية، الدروسَ السياسية والتنظيمية من انتفاضة "حركة 20 فبراير"، ومن الحركات الجماهيرية والاجتماعية الاحتجاجية الأخرى، التي لا زال واقع الصراع الطبقي يبلورها. ويرجع ذلك إلى عدم تحررنا جميعًا، وتحرر هذه القوى اليسارية الراديكالية الديمقراطية والماركسية، من سُلوكياتنا القديمة المتخلّفة. كما يرجع إلى نَمَطِيَة ممارستنا السياسية والتنظيمية، البرجوازية الصغيرة، ويرجع أيضًا إلى ضعف تكويننا النظري، والديمقراطي، والاشتراكي، والماركسي، وينقصنا جميعًا الابداع، والتجديد، ويرجع أيضًا إلى تخلّف تصوراتنا النظرية، ويرجع كذلك إلى انقسام وتشتّت تنظيماتنا اليسارية، وإلى ضُعف ممارساتنا السياسية.
ولم نستطع أيضًا تجاوز تناقضاتنا الثانوية، بواسطة النقد الراديكـالي، وبالنـقد الذاتي، حتّى نَتَـمَكَّـن جميعًا من بناء علاقة عضوية، وثورية، ودياليكتيكية، بين الممارسة النظرية، والممارسة السياسية، والممارسة الحزبية أو التنظيمية.
وللحوار بَــقِــيَــة.



#عبد_الغني_القباج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نِدَاء لِتَجْدِيد قِيَّادَات قِوَى اليَسَار
- شيء من واقع الطبقة العاملة في المغرب
- مقدمات لفهم واقع الطبقة العاملة في المغرب (فصل من كتاب -في ا ...
- مسارات ثورية مغاربية و عربية لم تكتمل بعد...
- اليسار المغربي اليوم .. إلى أين؟
- انتخابات في واقع سياسي واجتماعي لا يوفر حدا أدنى من شروط الد ...
- اليسار في المغرب، واقع و آفاق في ضوء حركة 20 فبراير و انتفاض ...
- لفهم اليسار الماركسي الديمقراطي الجديد
- النضال الديمقراطي... المخزن و حركة 20 فبراير بعد تمرير دستور ...
- المغرب بين استمرار النظام السياسي المخزني و الهامش الديمقراط ...
- اليسار المغربي بين الخط اليساري الديمقراطي و الخط -الليبرالي ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبد الغني القباج - حَوْل أَزْمَة اليسار * الحاجة إلى حوار ديمقراطي يساري راديكالي