منى نوال حلمى
الحوار المتمدن-العدد: 6933 - 2021 / 6 / 19 - 22:34
المحور:
الادب والفن
قصيدة
---------
منى حلمى
-------------------
مهداة الى أمى ، نوال السعداوى التى رحلت 21 مارس 2021
وهى على فراش المرض وحيدة ، وبعيدة عن أبنتها منى حلمى ،
وابنها عاطف حتاتة
--------------------------------------------------------
" نوال " أمى أين أنتِ ؟؟؟؟؟؟؟
------------------------------
مع تقدم العمر
أنظر الى أمى فأرانى
وعندما أنظر الى نفسى
أجدنى أرى أمى
مع تقدم العمر
أصبحت أشبهها
الخصلات البيضاء
الأحلام المستحيلة
الروح الساخرة
الزاهدة فى الأشياء
مع تقدم العمر
ذابت الحدود بينى وبين أمى
أصبح لى فصيلة دمها النادرة
قلبها العفوى الطفولى
يصحو من النوم
يغنى ويرقص ويضحك
ورنة ضحكتها الغامرة
رقتها المفعمة بالصلابة
حيوية قتلتها أخطاء الأطباء
قلمها العاشق لشدو الكتابة
مع تقدم العمر
تبادلنا الأدوار
أصبحت ابنتى
ولم تعد أمى
حزنها حزنى
أمدها بأفراحى المشكوك فى أمرها
وهمها أصبح همى
الآن ألتفت حولى
فلا أراها ولا أسمعها
أشياؤها الحميمة موجودة
وهى غائبة أين ذهبت ؟؟
أين اختفت ؟؟
بحثت فى كل مكان
بعناء ودون جدوى وبكاء
اختفت من كل مكان
لكل منْ يهمه الأمر
ابحث معى عن أمى
لكل منْ يعنيها الأمر
ابحثى معى عن أمى
ممشوقة القلم والقوام
والكرامة والأحلام
فاتنة سمراء بشَعر لون الثلج
خطواتها رشيقة تقفز الى الخطر
عينان يقظتان تلمعان بلون الليل
تضيئان النصف المعتم من القمر
لن تخطئوها
فهى لا تشبه أحدا الا نفسها
ان عثرتم عليها
أخبروها أن ابنتها الوحيدة
بالألم تنزف
الى أحضانى أرجعوها
الى قلمها وسريرها وأوراقها
الى ابنها ومعطفها الأزرق
من رحمها جئت
لكنها كانت طفلتى
#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟