|
الحجر الأسود في كتب التراث 03 /05
محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 1637 - 2006 / 8 / 9 - 06:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عودة العرب نحو عبادة الاصنام
أعطى المسعودي في (مروج الذهب) رأيا في زمن عودة العرب نحو ما يسميه عبادة التماثيل فكتب: ولما ثارت الحرب بين أياد ومضر ابني نزار، وكانت على إياد قلعت الحجر الأسود ودفنته في بعض المواضع، فرأت ذلك امرأة من خُزَاعة، فأخبرت قومها، فاشترطوا على مضر أنهم إن رَفُوا الحجر جعلوا ولاية البيت فيهم، فوفوا لهم بذلك، ووليت خُزَاعة أمر البيت، وكان أول من وليه منهم عمرو بن لُحَيً، واسم لحي حارثة بن عامر، فغير دين إبراهيم وبدَّله، وبعث العرب على عبادة التماثيل؛ لخبر قد ذكرناه في هذا الكتاب وغيره، حين خرج إلى الشام ورأى قوماً يعبدون الأصنام، فأعطوه منها صنمأ فنصبه على الكعبة، وقويت خُزَاعة، وَعَمَّ الناس ظلم عمرو بن لحي، وفي ذلك يقول رجل من جُرْهُم كان على دين الحنيفية: يا عمرو لا تظلم بمكة إنها بلد حرام سائل بعاد أين هم و كذا تُخترم الأنام بنى العامليق الضبن لهم بها كان السوام مما تقدم يظهر لنا أن العرب كانوا على دين ابراهيم. و جدير بالذكر أن المسلمين يقولون عن ابراهيم بأنه أبو الانبياء بينما المسيحيون و اليهود يعتبرونه أبو اليهود. أما الآية 67 من سورة آل عمران فإنها تؤكد : "ما كان ابراهيم يهوديا و لا نصرانيا و لكن كان حنيفا مسلما و ما كان من المشركين".
أما أمال محمد فقد كتبت في (الإسرائليات في تفسير الطبري)، و هي تتحدث عن اعتناق العرب لليهودية أو المسيحية أو الثنوية، أن قوما من العرب دخلوا في دين اليهود و فارقوا دين الوثنية، و دخل آخرون في النصرانية، و دخل آخرون في الثنوية. و نقلت عن تاريخ اليعقوبي: "فأما من تهود منهم: فاليمن بأسرها، كان تبع حمل حِبرَيْن من أحبار اليهود إلى اليمن، فأبطل الاوثان، و تهود من في اليمن". و "تهود قوم من بني الحارث بن كعب، و قوم من غسان، و قوم من جُذام. و أما من تنصر من أحياء العرب، فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزى، منهم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى، و ورقة بن نوفل بن أسد، و من بني تميم: امرؤ القيس بن زيدة مناة، و من ربيعة بنو تغلب، و من اليمن طيء و مذحج، و بهراء، و سليح و تنوخ و لخم". و هناك مصادر تراثية ذكرت أن ورقة بن نوفل كان من أقرباء خديجة الكبرى، زوجة النبي محمد، و كان له علاقة جيدة و مؤثرة بالنبي محمد.
و تؤكد آمال محمد على أنه "يرجع استيطان اليهود في بلاد العرب إلى هروبهم بعد خراب الهيكل عام 70 م. و كانت يثرب و حمير و تيماء و وادي القرى هي أبرز مستوطناتهم التي استقروا فيها و أقاموا بها حصونهم حتى جاء الاسلام"
أهمية مكة و الكعبة قبل الإسلام
قال محمد ابن اسحق في (السيرة النبوية) أن قريشا كانوا يعظمون الكعبة ويطوفون بها ويستغفرون عندها مع تعظيم الأوثان والشرك في ذبائحهم، ويحجون، ويقفون المواقف.
و قد حاول ملوك اليمن نقل الحجر الأسود إلى مملكتهم فكتب أبو حنيفة الدينوري في (الأخبار الطوال) أن ملوك اليمن الأربعة، الذين لعنهم النبي، ولعن أختهم أبضعة، هموا بنقل الحجر الأسود إلى صنعاء، ليقطعوا حد العرب عن البيت الحرام، وتوجهوا لذلك إلى مكة، فاجتمعت كنانة إلى فهر بن مالك ابن النضر، فلقيهم، فقاتلهم، فقتل ابن لفهر، يسمى الحارثة، لم يعقب؛ وقتل من الملوك الأربعة ثلاثة، وأسر الرابع، فلم يزل مأسوراً عند فهر بن مالك حتى مات.
و قد تكلمت كتب التراث عن عام الفيل و هو العام الذي حاول فيه ابرهة الحبشي غزو مكة و تدمير كعبتها. و ذكر ابن المطهر في (البدء و التاريخ) أن النبي محمد ولد في هذا العام بعد خمسين ليلة من حملة ابرهة. و هناك آراء أخرى في يوم مولد النبي محمد، فذكر ابن عبد ربه الأندسي في (العقد الفريد) أنه قيل أن النبي وُلد في عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، وقال بعضُهم: لليلتين خَلَتا منه. وقال بعضُهم: بعد الفِيل بثلاثين يومًا. فهذا جَمع ما اختلفوا فيه عن مولده. و كتب ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) أن ابن عباس قال: ولد النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، واستنبئ يوم الاثنين، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين، وهاجر يوم الاثنين، وقبض يوم الاثنين.
و كتب ابن الضياء في (تاريخ مكة المشرفة و المسجد الحرام) أن الموضع الذي يقال له: مولد النبي هو عند أهل مكة مشهور في الموضع المعروف بسوق الليل. و نقل عما قال الأزرقي بأن البيت الذي ولد فيه هو في دار محمد بن يوسف، كان عقيل بن أبي طالب أخذه حين هاجر النبي. أما ابن جبير فقد ذكر في (رحلة ابن جبير) أن: هذا الموضع المبارك هو شرقي الكعبة متصل بصفح الجبل. ويشرف عليه بمقربة منه جبل أبي قبيس، وعلى مقربة منه أيضاً مسجد، عليه مكتوب: هذا المسجد هو مولد علي بن أبي طالب؛ وفيه تربى رسول الله، وكان داراً لأبي طالب عم النبي، وكافله.
و عن موضع مولد علي بن أبي طالب ذكر ابن الضياء أن هذا الموضع مشهور عند الناس بقرب مولد النبي، بأعلى الشعب الذي فيه المولد، ولم يذكره الأزرقي، وذكره ابن جبير. وعلى بابه حجر مكتوب فيه هذا مولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وفيه ربى رسول الله، وفي الحجر مكتوب إن الناصر العباسي أمر بعمله في سنة ثمان وستمائة. و على الرغم من أن هناك رأي آخر في أن علي بن أبي طالب قد ولد في جوف الكعبة، إلا ان ابن الضياء كتب أن: هذا ضعيف عند العلماء و نسب هذا القول إلى ما ذكره النووي في "تهذيب الأسماء". و آمل ألا يكون ابن الضياء قد انطلق من موقف طائفي ليحدد موضع مولد الإمام علي خارج الكعبة.
أهمية الحجر الأسود في الإسلام
على الرغم من وجود حديث عن عائشة يُنسب للنبي محمد ، و ذكره ابن رشد في كتابه (بداية المجتهد و نهاية المقتصد) أنه قال: "لولا حدثان قومك بالكفر لهدمت الكعبة و لصيرتها على قواعد ابراهيم" نجد أن الكعبة، و حجرها الأسود، لم تهدم بل تم تطويرها و تعميرها و أصبحت مركز جذب و استقطاب لأنظار المسلمين كافة. و قد تحولت السيطرة على الكعبة عبر القرون من يد إلى أخرى (بني شيبان، قريش، الامويون، العباسيون، الفاطميون، الايوبيون،...الخ) إلى أن سقطت في أيدي السلالة السعودية، عام 1924. و في عام 1986 لقب ملك السعودية بحامي الحرمين الشريفين (مكة و المدينة).
و ذكر أبو حامد الغزالي في كتابه ( إحياء علوم الدين) أن النبي محمد قال: "الحجر الأسود يمين الله في أرضه"، و "إن الله عز وجل قد وعد هذا البيت أن يحجه كل سنة ستمائة ألف فإن نقصوا أكملهم الله عز وجل من الملائكة". وإن الكعبة تحشر كالعروس المزفوفة وكل من حجها يتعلق بأستارها يسعون حولها حتى تدخل الجنة فيدخلون معها. وكان النبي يقبله كثيراً، و أنه سجد عليه وكان يطوف على الراحلة فيضع المحجن عليه ثم يقبل طرف المحجن.
و قصة وعد الله الذي يذكرها الغزالي تُذكرني بخرافة سمعتها في مدينة كربلاء المقدسة في أحد أيام عاشوراء، التي يحتفل فيها الشيعة بذكرى مجزرة كربلاء، و التي ذهب ضحيتها كل الأولاد و الرجال الذين رافقوا الإمام الحسين و سبيت نساؤه و لم ينج من المجزرة إلا زين العابدين علي بن الحسين. و تقول هذه الخرافة أن جعفرا الجني، قائد الجن، جاء إلى الحسين يعرض عليه أن يُساعده بأربعة آلاف من الجن ليقاتل بهم الجيش الأموي، إلا أن الحسين رفض ذلك لأن الجن لا يمكن أن تراه أعين الناس، و لكن جعفرا قال أن الجن سيقاتلون مكشوفين و يمكن للأعداء رؤيتهم، إلا أن الحسين لم يقبل بذلك كذلك.
و إذا كان ألغزّالي قد ذكر أن الله وعد البيت بأن يحج سنويا ستمائة ألف حاجا فإننا نرى اليوم الكعبة يحجها أكثر من مليوني شخص، و مما يزيد عدد الحجاج هو سرعة المواصلات و تحسن الطرق و تقديم التسهيلات و الراحة لهم. إلا أنه أيضا مما يقلل عددهم هو وجود أجواء حرب و أزمات و قطع الطرقات، و قد مرت مكة و كعبتها كثيرا بمثل هذه المحن، و مثلا على ذلك هو ما نقله علي الوردي في كتابه (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) إذ كتب: استطاع الوهابيون في عام 1804 أن يشددوا الحصار على مكة قطع المؤن عنها. فاستفحلت المجاعة فيها و استمرت حتى السنة التالية، و اضطر بعض الناس إلى أكل الجلود و النوى و بزر الخشخاش، و الهررة و الكلاب و كل حيوان، و شربوا الدم، و أكلوا نباتا يسمى "الاخريط" كان يسبب فيهم ورما، و شوهد الاطفال موتى في الازقة.
إن للحج في الاسلام أهمية عظمى، فهو فريضة على كل من يستطيع من المسلمين، و للحجر الأسود و تقبيله مكانة كبيرة في الحج. و قد ذكر ابن عربي في (الفتوحات المكية) و هو يشرح كيفية الطواف حول الكعبة بأن: يجعل الحاج البيت عن يساره ويبتدىء فيقبل الحجر الأسود إن قدر عليه ثم يسجد عليه أو يشير إليه إن لم يتمكن له الوصول إليه ويتأخر عنه قليلاً بحيث أن يدخله في الطواف بالمرور عليه ثم يمشي إلى أن ينتهي إليه يفعل ذلك سبع مرات يقبل الحجر في كل مرّة ويمس الركن اليمانيّ الذي قبل ركن الحجر بيده ولا يقبله. و ذكر ابن عربي أن قوما من أهل السلف أجمعوا على أن تقبيل الحجر الأسود خاصة من سنن الطواف واختلفوا في تقبيل الركن اليماني الثاني.
و قد ذكرالسرخسي في (المبسوط) أن مفتاح الطواف من الحجر الأسود على ما روي أن إبراهيم قال لابنه إسماعيل ائتني بحجر أجعله علامة افتتاح الطواف فأتاه بحجر فألقاه ثم بالثاني ثم بالثالث فناداه قد أتاني بالحجر من أغناني عن حجرك ووجد الحجر الأسود في موضعه فعرفنا أن افتتاح الطواف منه فما أداه قبل الافتتاح لا يكون معتداً به.
و ذكر النويري في (نهاية الأرب) عن عكرمة: أن الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول الله فمسح الركن فقد بايع الله ورسوله.
أما التقي الغزي في (الطبقات السنية في تراجم الحنفية) فقد كتب أن البخاري، ومسلم، والترمذي رووا عن جابر، أنه سمع رسول الله ، يقول: " لما كذبتني قريش قُمت إلى الحجر الأسود، فجلا الله لي بيت المقدس، فطفقت أُخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه". و كتب أبو حامد الغزّالي في (إحياء علوم الدين) أنه رُوي عن الحسن البصري: أن صوم يوم في الكعبة يعادل بمائة ألف يوم وصدقة درهم بمائة ألف درهم وكذلك كل حسنة بمائة الف ويقال: طواف سبعة أسابيع يعدل عمرة وثلاث عمر تعدل حجة. و عن النبي محمد أنه قال: "أنا أول من تنشق عنه الأرض ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم آتي أهل مكة فأحشر بين الحرمين". و إن الله ينظر في كل ليلة إلى أهل الأرض فأول من ينظر إليه أهل الحرم وأول من ينظر إليه من أهل الحرم أهل المسجد الحرام فمن رآه طائفاً غفر له ومن رآه مصلياً غفر له ومن رآه قائماً مستقبل الكعبة غفر له.
أما السري الرفاء فقد كتب في (المحب و المحبوب والمشموم و المشروب)
و لولا الحجر الأسود ما تم لنا نسك
و للكعبة أيضا أهمية كبرى في طقوس دفن الأموات، إذ أن الموتى عند دفنهم يجب أن توجه أوجههم باتجاه الكعبة. و هناك طريقتان في توجيه الوجه، تختلفان في كيفية وضح الجثمان، فالأولى هي وضع الجثمان على الظهر بحيث يكون الوجه و القدمين باتجاه الكعبة، و الطريقة الثانية هي وضع الجسد عموديا على الخط الافتراضي الموصل بين الجسد و الكعبة و يكون الجسد ملقى على الجانب الأ يمن و الوجه موجها يمينا إلى الكعبة، و يوضع تحت الخد الأيمن شيئا من التراب. و في الباكستان هناك اعتقاد بأن الميت بعد وفاته يصحو و يجلس و لهذا فإن الميت عند صحوته يجب أن يلاقي وجهه الكعبة، و لهذا يدفن و وجهه و قدميه نحو الكعبة. و الحجر الأسود هو أيضا مكان لطلب الرفاهية و حاجات الدنيا إذ أن الحاج، كما ذكر الغزّالي، إذا بلغ الحجر الأسود قال "اللهم اغفر لي برحمتك أعوذ برب هذا الحجر من الدَّين والفقر وضيق الصدر وعذاب القبر".
و للكعبة عند المسلمين احتراما آخر، إذ كتب الشافعي في (الرسالة) عن أيوب الأنصاري أن النبي قال: لا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها لغائطٍ أو بولٍ، ولكن شرقوا أو غربوا. و قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فوجدنا مراحيضا قد صنعت، فننحرف ونستغفر الله. و كتب الشافعي أن عبد الله بن عمر كان يقول:" إن ناساً يقولون: إذا قعدت على حاجتك فلا تستقبل القبلة ولابيت المقدس". و أنه قال: لقد ارتقيت على ظهر بيتٍ لنا فرأيت رسول الله مستقبلاً بيت المقدس لحاجته.
و إذ أنا أكتب عن ما تمثل الكعبة من أهمية عند المسلمين يجدر الاشارة إلى السبب الذي جعل الشاعر أبو العلاء المعري لا يحج الكعبة فأنقل بيت شعره:
و ما حجي لأحجار بيت كؤوس الخمر تشرب في ثراها
و بسبب الطواف و كثرة عدد الحجاج إلى مكة نعت أحد الامراء السعوديين أهل مكة بأن نصفهم طوافون و النصف الآخر طباخون. و في الطواف هناك أيضا تمييزا لما تقوم به المرأة إذ "لا رمل على النساء" هذا ما ذكره ابن رشد و غيره.
هل مكة هي صهيون؟
في (هداية الحيارى في اجوبة اليهود و النصارى) ذكرابن قيم الجوزية قول أشعيا في ذكر الحجر الأسود انه قال: "الرب والسيد ها أنذا مؤسس بصهيون حجرا في زاوية ركن منه، فمن كان مؤمنا فلا يستعجلنان واجعل العدل مثل الشاقول، والصدق مثل الميزان، فيهلك الذين ولعوا بالكذب". فصهيون هي مكة عند أهل الكتاب، وهذا الحجر الأسود الذي يقبله الملوك فمن دونهم، وهو مما اختص به محمد وأمته.
عن تقبيل الحجر.
ذكر أبو حامد الغزالي في (إحياء علوم الدين) أن عمر بن الخطاب قبل الحجر الاسود ثم قال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك. ثم بكى حتى علا نشيجه، فالتفت إلى ورائه فرأى علياً بن أبي طالب فقال: يا أبا الحسن ههنا تسكب العبرات وتستجاب الدعوات، فقال علي: يا أمير المؤمنين بل هو يضر وينفع، قال: وكيف؟ قال: إن الله تعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتاباً ثم ألقمه هذا الحجر؛ فهو يشهد للمؤمن بالوفاء ويشهد على الكافر بالجحود. قيل: فذلك هو معنى قول الناس عند الاستلام "اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك ووفاء بعهدك".
و معنى الإستلام عند الخوارزمي في (مفاتيح العلوم): هو لمس الحجر الأسود، اشتق من: السلمة، وهي الحجر، كما قيل من الكحل: الاكتحال. و كتب ابن حديد في (شرح نهج البلاغة) أن أبا سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر أول حجة حجها في خلافته، فلما دخل المسجد الحرام، دنا من الحجر الأسود فقبله واستلمه، وقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله قبلك واستلمك، لما قبلتك ولا استلمتك، فقال له علي: بلى يا أمير المؤمنين، إنه ليضر وينفع، ولو علمت تأويل ذلك من كتاب الله لعلمت أن الذي أقول لك كما أقول قال الله تعالى: "وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى" . فلما أشهدهم وأقروا له أنه الرب عز وجل، وأنهم العبيد، كتب ميثاقهم في رَقٍّ، ثم ألقمه هذا الحجر، وإن له لعينين ولساناً وشفتين، تشهد لمن وافاه بالموافاة، فهو أمين الله عز وجل في هذا المكان. فقال عمر: لا أبقاني الله بأرض لست بها يا أبا الحسن. ثم تابع ابن حديد فقال: قد وجدنا في الآثار والأخبار في سيرة عمر أشياء تناسب قوله في هذا الحجر الأسود، كما أمر، أي عمر، بقطع الشجرة التي بويع رسول الله تحتها بيعة الرضوان في عمرة الحديبية، لأن المسلمين بعد وفاة رسول الله كانوا يأتونها، فيقيلون تحتها، فلما تكرر ذلك أوعدهم عمر فيها، ثم أمر بها فقطعت.
يتبع 04/05 لقراءة القسم الأول http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=71670 و لقراءة القسم الثاني http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=71880 آب /2006
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحجر الأسود في كتب التراث 02/05
-
قانا و مدننا العراقية
-
الحجر الأسود في كتب التراث 01/05
-
تجار الحروب و وعاظها
-
وعدُ الشيخ الرفيق
-
تعليم الحقد ضد الآخرين في مدارس الوهابيين
-
إلى أمّي
-
مجتمع الشرف
-
حكومة إنقاذ أم انقلاب و ارهاب؟
-
وطني
-
أوغاد من منبع الارهاب الوهابي
-
تأثير التاريخ في مجتمعاتنا
-
من الذي يسيء إلى النبي محمد؟
-
شيخُ الأزهر الأعور
-
بعثٌ يرتدُّ و يرتدُّ
-
متى ستنال المرأة العراقية حقها في المساواة؟
-
إلى كمال سيد قادر
-
النفط و الشفط
-
اصبعنا البنفسجي
-
تأملات في ثقوب بهو الجادرية
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|