أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - فن صناعة الآلهة














المزيد.....

فن صناعة الآلهة


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 23:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
٤٨ - صناعة الآلهة


في البداية كان الإله "آن" أو " آنو" يعتبر هو الإله الأول أو ألأكبر، ولد من البحر الكبير المحيط بكل الكون، ويمثل السماء العليا أو قبة السماء التي تحتضن الأرض، ثم أختلط بالأرض "إنكي" ونتيجة لذلك "ولد" الإله الإبن "إنليل" إله الهواء. في البدايات الأولى للكون، لم يكن هناك أي نوع من الضياء، ظلمة دامسة تلف الكون، وإنليل محاصر بين السماء والأرض وحبيسا في ليل أبدي بلا نجوم. هذا الحصار هو الذي تطلب منه أن يخلق القمر "نانا" ويسمى أحيانا "سين"، والذي كان يبحر في زورق ليجلب الضياء إلى السماوات، ثم خلق أيضا إلها آخر "شمش"، وكذلك الآلهة الكبرى التي تحدثنا عنها سابقا "إينانا" أو "عشتار" آلهة الحب والخصوبة .. ونتيجة لكل هذه الأعمال، أستولى "إنليل" على السلطات السماوية بطريقة شبه شرعية وأصبح هو العاصفة والريح والإعصار. ومدلول كلمة "آن" إسم الإله الكبير هو "القوة المطلقة الكامنة"، بينما "إنـليل" تدل على القوة الفعلية المدمرة "طوفان متدفق يكدر وجوه البشر، وإعصار يدمر الحصون " كما هو مدون في بعض الألواح. أما "آن" أو آنو فهو يبدو ككائن قصي يعيش في القبة الزرقاء فيما وراء بوابة السماء بعيدا عن ضجيج البشر.
وسبب ترقي "آنليل" وإكتسابه لمهام أخرى، وإنحطاط سلطة الإله الأكبر "آن"، لايرجع كما يعتقد العديد من المؤرخين - السيكولوجيين، والذين يحللون التاريخ معتمدين على النظريات الفرويدية الخيالية والغامضة والذين يرجعون هذا النزول من مرتبة الإله الأكبر ليصبح شخصية رمزية هلامية تعيش بعيدا في أقاصي السماء، يرجع في نظرهم لإنحطاط سلطة "الأب "، بإعتبار "آن" هو الإله الأكبر والأول وخالق الهواء بإتصاله بالأرض. الحقيقة هي كما ذكر سابقا، أن الآلهة لها ديناميكية عجيبة وتتحرك من مكان لآخر وتتخذ وظائف وصفات متغايرة حسب الزمان والمكان والظروف الثقافية والإجتماعية. وقد أحتفظ هذا الإله بنوع من السلطة الرمزية كخالق أول وإن كان قد فقد سلطاته الفعلية والتنفيذية.
أما "شمش" فهو الإله الذي يعرف كل ما يجري في الأرض وفي السماء، وهو الحكيم والقاضي والوسيط الذي يلوذ به البشر، ويستغيثون به عند الضرورة وفي لحظات المحن، حيث يبتهلون قائلين " أشعتك منشورة على الأرض كأنها شبكة "، وهو أيضا إله الوحي والرؤى والنبوءات، بإعتباره العالم بكل شيء " إنه الهادي والمنار الذي يعبر على الدوام فوق البحار اللانهائية والتي لا يعرف آلهة السماء العظام أغوارها " أما الإله "إنكي" ويسمى أيضا "إيا" فهو إله الحكمة، ويمثل المياه الصافية الخالصة وهو خالق البشر وحاميهم والمحسن إليهم، ولكنه في نفس الوقت يمارس شتى أنواع الحيل والخدع مع بقية الآلهة ليصل إلى غايته ويحقق أهدافه ومآربه.
بالإضافة إلى هؤلاء الآلهة الكبار، هناك أيضا آلهة العالم السفلي كما سبق القول. العالم الذي يقع تحت الأرض طافيا فوق المياه العميقة أو الهاوية العظمى. والطريق إلى هذا العالم الموحش هو طريق الجبل، وهو طريق الموت واللاعودة. وتسيطر على هذا العالم المظلم "أريشكيجال" التي سبق ذكرها، ملكة عالم الظلمات وحيواناته المفزعة. ويعتبر العالم السفلي نهاية كل حياة بشرية، عكس الآلهة الذين يتمتعون بالخلود والحياة الأبدية في مسكنهم الفردوسي المسمى "ديلمون"، رغم وجود إستثناء لهذه القاعدة، لوجود بشري وحيد أعطي له الحق والميزة في الخلود وهو المسمى بـ " الرجل القصي " الذي أنقذ البشرية من الطوفان، وتمكن من الحصول على مفاتيح فيللا واسعة يسكنها هو وزوجته عند مصبات الأنهار في الجنة، وهو المعروف باسم السيد نوح في الأديان اللاحقة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بداية التكوين
- سوليبسيزم
- مجتمع آلهة سومر
- القبائل الإلهية
- الله ظل الإنسان
- الموت بالتقسيط
- طفولة الآلهة
- تتحطم غزة ولا تنهزم
- الإيغريغور أو ميلاد الروح
- إعتراف مهاجر سيء الحظ
- كينونة الحجر
- سفينة السيد نوح
- الدين داء أم دواء ؟
- الثورة .. هي الحل
- الله والفيلسوف
- القاتل والمقتول
- عشتار وموت الله
- الإسلام والإغتيال السياسي
- التضحية بتموز
- عشتار تحت الأرض


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - فن صناعة الآلهة