أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الصراع الطبقي و المَسيرة نحو مجتمع الرفاهية















المزيد.....

الصراع الطبقي و المَسيرة نحو مجتمع الرفاهية


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند تناول اسباب الإخفاقات التي رافقت مسيرة افكار الاشتراكية التقليدية سنجد امامنا أسئلة عديدة بحاجة الى أجوبة , من بين هذه الأسئلة هنالك سؤالان مهمان هما :
الأول : ما طبيعة الصراع الطبقي في الأنظمة الصناعية الليبرالية المتطورة ...؟
قد يكون اسرع جواب لهذا السؤال هو بسؤال آخر :
هل هنالك صراع طبقي اصلا في الأنظمة الصناعية الليبرالية المتطورة ...؟
لقد اختار الفكر الثوري الاشتراكي التقليدي مفردة ( الصراع ) في وصفه للعلاقة بين اصحاب رأس المال و الطبقات العاملة و خصوصا طبقة البروليتارية منهم , اذ لم يجد هذا الفكر الثوري مفردة اكثر حماسة و اقسى من مفردة ( الصراع ) لكي يستخدمها لوصف هذه العلاقة و ذلك لتحفيز الطبقات المُنتِجة للقضاء على خصمهم بثورة بروليتارية و اقامة نظام ديكتاتورية البروليتارية و بالتحالف مع الفلاحين , هكذا كان النهج السائد للفكر الاشتراكي التقليدي في مراحله الأولى .
ففي البدء افترض الفكر الثوري الاشتراكي التقليدي أن الصراع الطبقي يجب أن يُحسمْ لصالح الطبقات المُنتِجة و على رأسهم البروليتارية و ذلك و فق حتمية تاريخية صنعوها لمسار النضال الطبقي .
و حسب افكار قادة الاشتراكية التقليدية كان الصراع الطبقي بحاجة الى نضال , و نضال العمال و الفلاحين بحاجة الى قيادة , و هذه القيادة تتطلب وجود احزاب ... فتم صنع الأحزاب , ثم الثورة , ثم السيطرة على السلطة , و بواسطة السلطة تم تأميم وسائل الإنتاج أو مصادرتها من اصحابها و اصبحت ملكيتها للدولة .
ماذا حَصلتْ الطبقات المُنتِجة بعد أن اصبحت ملكية وسائل الإنتاج للدولة ... ؟
هل استعادت الطبقات المنتجة كما ادعى اصحاب الفكر الاشتراكي التقليدي للأجر المسلوب منهم ( فائض القيمة ) .... ؟
بالطبع لا , فلقد ذهب فائض القيمة للدولة عوضا عن رأسمالية القطاع الخاص بعد أن دخل المجتمع مرحلة رأسمالية الدولة بدلا عن رأسمالية القطاع الخاص , بالإضافة الى ذلك فقد خَسِرَ العاملون الكثير من حقوقهم و منها حق الإضراب و المطالبة بتحسين ظروف العمل . لقد اصبح العاملون في ظل رأسمالية الدولة في مواجهة مباشرة مع الدولة التي يسيطر عليها موظفون يدعمهم الحزب الحاكم الذي يمسك بكل وسائل الإعلام و القمع ... و هنا الكارثة ...!

تطلب الأمر حوالي قرن من الزمان للوصول الى قناعة و نتيجة هي أن رأسمالية الدولة اقل كفاءة و ادنى قدرة على زيادة و تطوير العملية الإنتاجية مقارنة برأسمالية القطاع الخاص اذ لم يكن هنالك في ظل رأسمالية الدولة طرق عملية لتشجيع الابتكار و بذلك صار نمو و تراكم رأس المال الضروري للتطور بطيء بسبب خضوع كل مفاصل العملية الإنتاجية لنظام بيروقراطي مميت .
لقد كان هذا الخلل البنوي في انظمة رأسمالية الدولة هو السبب الرئيسي وراء انهيارها كالذي حصل من انهيار الاتحاد السوفيتي السابق و عموم الدول التي اعتمدت نظام رأسمالية الدولة .

و لو لا صعود الإصلاحيين للسلطة في الصين و التي نجحت في اعادة بناء طبقة رأسمالية القطاع الخاص ليكون شريكا ر ئيسيا لرأسمالية الدولة الصينية لكان انهيار الصين اكثر قسوة من انهيار الاتحاد السوفيتي السابق , حيث يعمل حاليا حوالي 30% من القوى العاملة الصينية في رأسمالية القطاع الخاص و حسب الأرقام الرسمية للحكومية الصينية فإن انتاجية رأسمالية القطاع الخاص اعلى من انتاجية رأسمالية الدولة بنسبة ملحوظة , و اصبحت مهمة الدولة الصينية هي تنمية و تنشيط القطاع الخاص من خلال القروض الميسرة و غيرها من الإجراءات بعد أن دخلت الصين في سباق مع الزمن لبناء قاعدة صناعية متينة و متطورة , و ليس غريبا أن نرى المهمة الأساسية للدولة الصينية قد انتقلت من مرحلة تدمير رأسمالية القطاع الخاص الى مرحلة بناء رأسمالية القطاع الخاص و وضع الخطط اللازمة لتسريع بناء هذه الرأسمالية الواعدة ...! حيث دخلت الصين في سباق مع الدول الصناعية المتطورة الأخرى في عدد المليونيرية و المليارديرية حيث بلغ عدد المليونيرية في الصين اكثر من مليون مليونير .

بعد فشل نظام ديكتاتورية البروليتارية انتقل الفكر الاشتراكي التقليدي الى بعض من اطروحاته القديمة كي يحيها من جديد و التي تدعو الى دمقرطة الانتقال للاشتراكية من خلال الأحزاب و الحركات الاشتراكية الديمقراطية لكن كل هذه المحاولات فشلت ايضا لأن الخلل هو في البناء الفكري لنظريات الاشتراكية و اسسها التقليدية .
الخطأ الرئيسي في الفكر الاشتراكي التقليدي و في تحديثاته هو نكران دور الآلة في خلق القيمة المضافة حيث افترضت هذه الأفكار أن القوى البشرية من عمال و فلاحين و مهندسين و علماء و غيرهم من العاملين المشاركين في العملية الإنتاجية هم فقط من يخلقوا القيمة المضافة و افترضوا أن ليس للآلة دور في خلق القيمة المضافة لذلك أوجدوا مصطلح فائض القيمة وفق اسس غير صحيحة .. !

من اجل التطور تخلصت البلدان الصناعية الليبرالية من المفاهيم الثورية المدمرة كمفهوم الصراع الطبقي و غيرها حيث اعتمدوا بدلا عن ذلك الحلول التوفيقية العادلة و المحايدة في حل المشاكل بين اصحاب رأس المال و العاملين , حلول تتم بطريقة تحقق نمو رأسمالية القطاع الخاص و في نفس الوقت توفر ظروف عمل و اجور افضل للعاملين وفق الإمكانيات الممكنة فالانحياز للعاملين هو امر مدمر لتطور القاعدة الإنتاجية و كذلك الانحياز لأصحاب رأس المال هو ايضا امر مرفوض مجتمعيا , و من هنا بدأت الحاجة الى انظمة ليبرالية في البلدان الصناعية المتطورة و الى احزاب غير طبقية , احزاب غير منحازة لطبقة معينة على حساب طبقة أخرى , أحزاب ترفض مبدأ الصراع الطبقي و تعمل على مزيد من التعاون بين طبقات المجتمع كافة من اجل التطور و النمو و الانتفال التدريجي نحو مجتمع الرفاهية .

السؤال الثاني : أي الطبقات مؤهلة أكثر لقيادة المجتمعات الصناعية الليبرالية المتطورة نحو مجتمع الوفرة ...؟
التكنوقراط هم المؤهلون لقيادة المجتمعات الصناعية الليبرالية المتطورة , هم من سيكون لديهم الإمكانية لإيجاد افضل الحلول التي تحقق اكبر قدر ممكن من التنمية مع الحفاظ على البيئة و اصلاحها و مراعات مصالح طبقات المجتمع كافة من ضمنهم رأسمالية ا لقطاع الخاص .
التكنوقراط هم من سينهون عصر الأيديولوجية , أما وجود تعددية حزبية فهو امر ضروري في المجتمعات الصناعية الليبرالية المتطورة لأن وجود احزاب متعددة سيمثل تنوع ضروري في برامج تكنوقراطية متباينة .... و الشعب هو من عليه أن يقرر أي برنامج تكنوقراطي هو الأفضل .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهروب الأمريكي من افغانستان يُعيد للأذهان هروبهم من فيتنام
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 2 )
- إخفاقات الفكر الاشتراكي التقليدي ( 1 )
- المُهِمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء بوتين – بايدن ( 2 )
- المهمة الصعبة ... ملفات عديدة في لقاء يوتين – بايدن ( 1 )
- مساعي امريكا في إعاقة تحول الاتحاد الأوربي الى دولة
- الإصلاحات المبكرة في الصين حالت دون انهيار الدولة الصينية
- يِا عمال العالم اتحدوا ... شعار لم يرتد له صدى
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 2 )
- أركان الهيمنة الأمريكية ... و التحدي الصيني ... ( 1 )
- استراتيجيات الدول الصناعية الكبرى في عصر الذكاء الصناعي
- هل فقدت مجموعة السبعة الكبار دورها و اهميتها .... ؟
- الصاروخ الصيني التائه في دهاليز الإعلام المسيسْ ...!
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 3 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 2 )
- عصر الاتحادات و التكتلات الاقتصادية الدولية الكبيرة ( 1 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 2 )
- التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 1 )
- سوريا و شعبها ضحية الجميع ... !
- هل كانت العقوبات الأمريكية على ايران في مصلحة ايران ... ؟ ( ...


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - الصراع الطبقي و المَسيرة نحو مجتمع الرفاهية