أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - نكسة 67 .. الظاهرة خارج السياق














المزيد.....

نكسة 67 .. الظاهرة خارج السياق


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6930 - 2021 / 6 / 16 - 18:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للحكم على أي ظاهرة لابد من وضعها في سياقها التاريخي، أي في ارتباطها بما حولها، وماكان قبلها، وتطور الظاهرة وما آلت إليه. من دون وضع الحالة- أي حالة- في سياقها فإننا نصبح أسرى الفهم المشوه غير الصحيح للمسألة، أيا كانت تاريخية أو اجتماعية. في الطب على سبيل المثال لا يمكن للطبيب العلامة أن يعطي علاجا للكبد أو غيره من دون النظر إلى علاقة الكبد بما حوله، وارتباطه بالوضع الصحي العام للشخص، وببقية أعضاء البدن، وتفاعلات ذلك الارتباط. وطالما تباينت المواقف من النكسة، واختلفت، بدءا من الشماتة التي كان الشيخ شعراوي أبرز نجومها حين صلى شكرا للرب على هزيمة مصر، ومرورا بأولئك الذين " أرقهم الخوف من العدل"ومن انحياز الثورة للطبقات الفقيرة التي أرقها " الشوق إلى العدل"، وصولا إلى أولئك الذين تناولوا النكسة بمعزل عن سياقها وقالوا ومازالوا إن سببها الرئيسي انعدام الحريات العامة والديمقراطية في تجربة الثورة. ولست في معرض مناقشة من يسجدون شكرا على هزيمة الوطن، ولا أولئك الذين يعتبرون أن الثراء الفاحش والفقر الفاحش أمر طبيعي لا يجوز أن تمتد إليه يد التغيير. يتبقى من يظنون أن غياب الديمقراطية وحكم الفرد سبب الهزيمة التي سميت تأدبا نكسة، ولأولئك أقول إنني كنت ومازلت مع اشاعة الديمقراطية، وأعدها عاملا مهما في مواجهة كل الأزمات، لأن الشعب في ظلها يصبح قادرا على التعبير والابتكار والحركة والمواجهة، ولكني للحكم على النكسة أرى ضرورة وضعها في سياقها، اي في إطار الهجمة على ثورة سعت إلى تحقيق الاستقلال وطرد الانجليز باتفاقية الجلاء 1954، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي ببناء المصانع، وقرارات تمصير الشركات الأجنبية، وكسر احتكار السلاح عام 1955، وبناء السد العالي، وتفكيك حلف بغداد الاستعماري 1958، وقرارات التأميم، ودعم الكفاح الفلسطيني المسلح، وثورة الجزائر، وإلهام ليبيا القضاء على القواعد العسكرية، ومساعدة اليمن في الخروج من ظلمات العصور الوسطى، وإتاحة التعليم مجانا لأوسع فئات الشعب، ونشر الثقافة المعادية للاستعمار والهيمنة. في هذا السياق تحديدا وعلى ضوء هذا الدور كان لابد من ضرب الثورة بعد أن مثلت تهديدا مباشرا للمصالح الاستعمارية، ومن هنا كانت نكسة أو ضربة 67، من هنا وليس لغياب الديمقراطية في التجربة! ويكفي التذكير بعشرات الحكام من العرب وغيرهم ممن لم تعرف نظم حتى رائحة الديمقراطية ومع ذلك ظلوا متربعين على عروشهم بطمأنينة عقودا طويلة، ذلك أن الديمقراطية لم تقض مضجع الاستعمار قط ، ولا بمليم، وعندما تمت إبادة الهنود الحمر لم يكن ذلك لغياب الديمقراطية لديهم! لكن لأنهم واجهوا عدوا تصادف أنه تاريخيا كان أكثر تفوقا بكثير. ولم يكن غياب الديمقراطية أيضا هو السبب الرئيسي في تصفية تجربة محمد علي باشا أو هزيمة البطل أحمد عرابي، كما أن اشاعة الديمقراطية لم تنفع سلفاور الليندي بشيء عندما قررت أمريكا ازاحته عن الحكم وتعيين عميل لها ليحكم تشيلي. ولا يمكننا إذن أن ننظر أو نفهم النكسة من دون وضعها في سياق عدائها للاستعمار الأمر الذي استحقت عليه العقاب. في هذا السياق تصبح النكسة مشهدا من تاريخ الصراع الوطني المصري من أجل الاستقلال والتطور ومن الطبيعي أن يحفل التاريخ بكبوات ونهوض وقد تم ذلك بحرب الاستنزاف التي كان من المستحيل من دونها الوصول إلى نصر أكتوبر. أخيرا قد يجدر القول إن هناك هزائم تنطوي في داخلها على عناصر الانتصار، كما أن هناك انتصارات تبطن في داخلها عوامل الهزيمة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 21 كــلــمــة عــلــى شــــرف ايــفــلـــيــــن بــــوريــــ ...
- الورش الأدبية .. الثقافة والمال
- جون بولوك وكتابه حروب المياه
- فلسطين .. أغاني الشعب وثواره
- حصان فلسطيني أحمر - قصة قصيرة
- اسـمـاعــيــــل يـــس .. الــطــيــبــــة والـــــفـــــن
- أمريكان وأفغان
- النيل في خطر
- يا ملطشة القلوب
- اللغة والحقيقة .. تجميل أم تدجيل ؟
- د. شاكر عبد الحميد .. الأسس النفسية للإبداع
- دينيس سميث .. الأجندة الخفية للعولمة
- عندما تعيش على أنك مصطفى وأنت إبراهيم
- شخصيات مشهورة .. أصل وصورة
- المجلات الثقافية المصرية .. الرسالة والأزمة
- اسرق قصيدة .. تصبح أديبا
- كورونا .. تجارة الحياة والموت
- فــرانــز بــارتــل .. الاســتــثــنـــائـــي فــي الأدب
- عبوات معدنية صغيرة
- سلافوي جيجك .. كوفيد 19 الذي هز العالم


المزيد.....




- إغلاق المخابز يفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومقتل وإصابة أل ...
- هل يهدد التعاون العسكري التركي مع سوريا أمن إسرائيل؟
- مسؤول إسرائيلي: مصر توسع أرصفة الموانئ ومدارج المطارات بسينا ...
- وزارة الطاقة السورية: انقطاع الكهرباء عن كافة أنحاء سوريا
- زاخاروفا تذكر كيشيناو بواجبات الدبلوماسيين الروس في كيشيناو ...
- إعلام: الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات صارمة على السفن التي ...
- الولايات المتحدة.. والدة زعيم عصابة خطيرة تنفجر غضبا على الص ...
- وفاة مدير سابق في شركة -بلومبرغ- وأفراد من أسرته الثرية في ج ...
- لافروف يبحث آفاق التسوية الأوكرانية مع وانغ يي
- البيت الأبيض: ترامب يشارك شخصيا في عملية حل النزاع الأوكراني ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - نكسة 67 .. الظاهرة خارج السياق