|
حكمة ( دجاجة) او جريمة منتصف اي ليل
حنا جرجس
الحوار المتمدن-العدد: 6928 - 2021 / 6 / 14 - 19:56
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة الاسكندرية في الاثنين، 14 يونيو حزيران -2021----04:25:55 م جميلة يحسدها الجميع.. بحق. فشكلها دونا عن كل من حولها ,الاجمل. كانت متميزة في ريشا تها العديدة الجميلة المليئة بالأطياف اللونية لقوس قزح وكأنها تسللت الي هناك عند الشفق واسترقتها. قالت واحدة منهن انها تخرج الي هناك خفية عند المطر وتتمرغ في طيف قوس قزح. لكنهن تحيرن كيف تنزلة من علاة و تتحاور معة
كانت الغيرة كالنار تأكل اجنحتهن الكسولة قالت واحدة منهن انها كسولة و شريرة لا اعرف من كانت تقصد صديقتها ام جناحاها المتآكلتان و هما ليستا للطيران كما يعتقد و لكنهما حتي مع هذا الريش الرث لاتصلحان حتي للرقاد علي البيض لكنها ترقد علي اية حال...
كانت الدجاجة الساحرة جمالا لا تعطي لجمالها مكانا رغم انبهار الكثيرين بة و انشغالهن بحسنها لكن اكتراثها للامر كان فية ليس تعاليا بل استهانة و و قلة اهتمام وهذا كان يزيدها جمالا وحسنا راضية دوما ممتنة طوال الوقت.. سعيدة.
ذات صباح سعيد ككل الصباحات التي مرت عليها كان النهر قد انحسروكان الطمي الراسب كثوب جديد قد خرج للتو من يد الصانع البديع ناعم كالحرير ممتد الي الافق علي حافة النهروقد رصعتة نجوم حاكتها طابعات ارجل كل الطيور الهابطة هنا وهناك منذ خيوط الفجر الاولي فا متلا الثوب المولود من النهرالمحبوب بالنجوم و كانت طابعات اقدامها ايضا ترصع تمشيتها الطويلة بمحازاة الضفة الوادعة الجميلة الممتدة الي الافق البعيد
لكن سرعان ما قاطعها ريح عاصف قلب كل الاشياء و عبث في ريشاتها الجميلة النظيفة دوما بل ورفعها فوق الارض متر ومتران وثلاثة خشت معها السقوط في النهر وهي التي لا تعرف السباحة
استكانت اللامر وعادت الي عشها الصغير النظيف لتجد حبوبا كثيرة وقشا قد ملأة و عكر صفو النهار لكنها استكانت تحسبا من ريح الغضب حتي الصباح لكنها في الصباح خال لها ان وجبة شهية جاءت مع سنبلة اتت بها تلك الريح الغاضبة فاثبتت لها انة ليس الغضب كلي السوء وانة بعد مرور الشر يأتي النهار بطعم الخير الاجمل و الاحلي مذاقا
تكاسلت قليلا متحسبة انة يوم عمل شاق امامها و انة الوقت لتجميع الطاقة غير انها خرجت الي الضفة ما بين سيف الماء و شراشف الثوب الجديد المرصع بالنجوم و قد ملأتة فضلات الطيور المهاجرة و الزائرة بفضلات بيضاء واعشاش طيور تتشكل تهيئة لوضع البيضات الصغيرة المزركشة
استوقفتها شقوق صغيرة قد صنعتها حوارات الشمس مع تلك الضفاف ومن بين الشقوق الجميلة التواتر ظهر خيط ابيض مفعم بالحياة وكف اخضر معقوف لم يتفتح بعد يعلوة بترقبالي الاعلي راقبتة هي الاخري بدورها وهو ينموا امامها بفرح وكأنة طفل صغير قد بدأ خطواتة الاولي نحو الحياة.
اقتربت بحرص و اكتراث جم ورقدت في حنو بجانبة واعترضت شعاعا لقيظ الظهيرة الحارق فغدي بدنها وريشها وجناحيها بينة وبين الشمس الحارقة عند حافة ذلك الظهر الجديد دائما في كل يوم و كأنة يخدش النهار الي نصفين.
وضعت راسها تحت جناحها الظليل وتأملت ذلك الكائن الجديد في حنو وغفت قليلا ولما داعبتها نسمة باردة ادركت عبور القيظ و حنو ريح المساء ونسماتة و لبهجتها كان القادم الجديد قد فتح ذراعان بيضاويان خضراوان و قد خرج من وسطهما بؤبؤ راس صغير كذرة رمل خضراء و بدا وكأن سحر الشمس قد غير الامور بسرعة.
مرت الايام و الاسابيع كانت هي تقترب من سيف الماء بحرص وتملا حوصلتها بالماء وتفرغة في ذلك الشق و شقوق اخري ظهرت منها مثيلات ذاك الزائر الجديد وتذكرت تلك الحبات الاتي زرنها في العش بعد العاصف و تذكرت السنبلة المفرطة البذار من قمح بري وكما حنت علي الواحد حنت علي الآخرينوضعت كل واحدة في شق من تلك الشقوق الكثيرة المترلااميةعلي طول السيف الافضي والرداء الجديد احاطتهم بالاغصان جلبت المياة و اشتعلت الضفة كلها بالخَضار وصار الثوب المرصع بالنجوم علي المدي مرصعا بالنجوم و الخَضار بريحة المنعش الانسام
ابهجها اللون الاخضر الذي تزهية الشمس نهارا وتدكنة عتمة الليل ادهشتها البهجة حينما قويت سيقانة و غدت تغطيها لتخفيها عن الاعين صارت بيتا وكوخا صارت غيطا صارت مزرعة.
اكتفت بقطعة ليست بالقليلة من هذا القماش الممتد المرصع بالنجوم و الآن يتغني بخضرة شجية للنظر كأنها تغني اغنية للصباح واخري للمساء وريح بهجة لكل صدر. قويت الاغصان و ثقلت بالسنابل في عجلة من الايام فالارض عفية و الشمس تنافسها في الاخلاص لذلك القادم الجديد علي مدي البصر و بمحازاة وحرص سيف النهر الفضي. اشعل الصيف وشمسة شواشئ السنابل فامتلأت بخير وفير وثقلت وغنت للحصاد وغنت معها الدجاجة الحسناء بفرح فسمعنها كلهن تغني فاتين اليعا كانت دهشتهن كبيرة كيف ومتي فعلتي كل هذا انة حصاد وفير و بقية الضفاف و الارض قاحلة بلا زرع قالت لهن الاهتمام وصمتت عرضن عليها المساعدة نظير قدر من السنابل فلم تمانع قالوا لها نسكن علي الاطراف فسكتت قالوا نأكل بعضا فلم تبالي فالخير وفير فالة الشمس لم يبخل ولم يبخل جب ولا حابي ولا نوت في العام الجديد لما انحسر الماء تشققت الارض وامتلات ضفاف النهر ببساط مرصع بطابعات الطيور في اقدامهم المهاجرة ودبالهم الثري ذهبت الي جرن القمح واخذت خيرا وفيرا نثرت في كل شق و مشيت اميالا اخري جديدةعلي طول السيف الفضي السخي بالعطاء وخرج الزائر الجديد من كل شق القمتة بذارها وحمتة بريشها وجسدها من كل شعاع حارق وقت الظهيرة
واتي حصاد جديد تماهت شواشي الذهب الي مرمي البصر غنَت الحسناء للحصاد اجتمعت الجيران من جديد يُمنِّين انفسهن بعطاءها من جديد وقد سمحت لهن بالسكني في اراضيها لكنهن لم يكن يبالين لا بزرع ولا سقيا ولا حماية ياجسادهن و ريشهن من شعاع الظهيرة الحارق بنت صوامع جديدة للمحصول الوافر القادم و كانت السنابل الذهبية رضي للعين وبهجة للرائي امتلأت الصوامه بالخير الوفير جئن ليأخذن نصيبا لهن من عطاياها كما اعتدن وليحتفلن معها بالحصاد فالخير وفير كما اعتادت ان تغني للحصاد قالت انتن لم تساعدن الزروع و ستغضب السنابل ان انا اعطيتكم جميعا نصيبا منها بلا استحقاق فانتن سنينا لم تساعدن في الزروع لكن تطلبن الخير في الحصاد خرجن جميعهن غاضبات
في منتصف ليلة تالية حالكة السواد تجمعن كلهن قام فريق منهن واستولين علي المزرعة اما الدجاجة الحسناء المزركشة الريش النائمة في عشها الهانئ فطمروا فوقها اعواد قش كثير ودفعنها للنهر
جرفها التيار بعيدا بعيدا حيث يجري حابي من آلاف السنين
الاسكندرية في الاثنين، 14 يونيو حزيران -2021----04:25:55 م
#حنا_جرجس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النفس الاخير
-
زلط قصة قصيرة جدا
-
هل يعاني المجتمع المصري من الاكتئاب جريمة الدولة في حق الفنو
...
-
ضياع شريط ذاكرة او كارت ميمورى
-
كارت ميمورى
-
الملصق مسرحية حركية من فصل واحد وعدة مشاهد شبة مايم يستخدم ف
...
-
تذكار سفر والدى الى السماء
-
مركزا لتطوير الحياة
-
انا قلبي راجع اليكى
-
ستبقين
-
انى اراكى
-
قصة قصيرة انا، أشعر بالحبّ..
-
تعمير الصحراء الشرقية وجبال البحر الاحمر ضرورة حتمية لتغير ا
...
-
انف
-
اتوق اليك ( قصيدة من الشعر الحر)
-
هيروشيميات
-
سيدة المعبد انتِ ( قصيدة من الشعر الحر)
-
التاريخ المغدور للفن المصرى القديم
-
هيروشيما
-
قصة قصيرة جدا
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|